من هو القيادي في الاخوان عصام العريان؟

53

قالت مصادر أمنية إن “القيادي الإخواني، عصام العريان، توفي داخل محبسه بسجن طرة، الخميس، إثر أزمة قلبية”بحسب تعبيرها .

المولد والنشأة

ولد عصام العريان يوم 28 أبريل/نيسان 1954 بقرية ناهيا مركز إمبابة بمحافظة الجيزة، وهو نفس العام الذي ولد فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن عصام يكبره بنحو سبعة أشهر حيث ولد السيسي يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه.

الدراسة والتكوين

من يعرف العريان عن قرب يشهد له بأنه “رجل لا يعرف الفراغ”. وتؤكد هذه الشهادة سيرته العلمية والسياسية والنقابية، ويتعجب من يعرفه عن قرب من كيفية إدارته لوقته، وهذه المهام التي اضطلع بها.

اعلان

فهو يعمل طبيبا، في تخصص أمراض الدم والتحاليل الطبية، وحصل على ماجستير الباثولوجيا الإكلينيكية، وسجل للدكتوراه في الطب بجامعة القاهرة لكنها أعيقت بسبب اعتقاله المتكرر والمضايقات الأمنية من ناحية أخرى.

ولم يكتف العريان بدراسة الطب فحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة بتقدير جيد جدا وليسانس الآداب قسم التاريخ من نفس الجامعة عام 2000 وبنفس التقدير أيضا، كما درس في الأزهر ونال الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من تلك الجامعة العريقة، وهو مسجل لنيل درجة الدبلوم في القانون العام بجامعة القاهرة.

التوجه الفكري

عرف العريان بأنه من أصحاب المنهج الوسطي، واعتبره بعض المعنيين بشؤون الجماعة من دعاة الإصلاح الداخلي لجماعة الإخوان وبأنه منحاز لمبدأ الإصلاح المتدرج.

وقد تعرض لانتقادات إخوانية داخلية، خصوصا قبيل الانتخابات الرئاسية عندما نعت عبد المنعم أبو الفتوح المنشق عن الجماعة والمرشح للرئاسة وقتئذ بـ”الأخ المجاهد”. ورغم معارضة العريان لترشيح أي من عناصر الإخوان للانتخابات الرئاسية فإنه اختير مستشارا سياسيا لمرسي عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية.

استقال العريان من منصبه بعد سلسلة من المواقف وبسبب تدويناته على الفيسبوك، كذلك تصريحاته بشأن الإمارات خلال عضويته بمجلس الشعب مما دفع حزب الحرية والعدالة ممثلا برئيسه سعد الكتاتني إلى تأكيد أن تصريحات العريان لا تعبر عن الحزب.

الوظائف والمسؤوليات

سجل العريان خلال دراسته بكلية الطب -وحتى تخرجه عام 1977 بتقدير جيد جدا- حضورا ودورا لافتيْن فأصبح أميرا للجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة، ثم منسِّقا لـ”مجلس شورى الجامعات بالاتحاد العام للجمعيات والجماعات الإسلامية” في نهاية السبعينيات الذي ترأَّسه المرشد السابق لجماعة الإخوان عمر التلمساني.

وقد أسهم لدى التحاقه بالجماعة عام 1974 في تشكيل أول “أسر” إخوانية بمحافظة الجيزة، وأصبح مسؤولا عن اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وانتخب رئيسا للاتحاد العام لطلاب الجامعات المصرية. وتولى أمانة اللجنة الثقافية باتحاد طلاب طب القاهرة خلال الفترة من 1972 وحتى 1977.

نقابيا انتخب عضوا بمجلس إدارة نقابة أطباء مصر عام 1986، وشغل منصب الأمين العام المساعد، وقام بتشكيل مؤسسة شعبية بهدف الوقوف إلى جانب شعب فلسطين، تدعى “ملتقى التجمعات المهنية لمناصرة القضية الفلسطينية”.

أما برلمانيا فقد انتخب عضوا بمجلس الشعب (البرلمان) بالفصل التشريعي 1987-1990 عن دائرة إمبابة، وكان أصغر عضو برلماني بتلك الدورة التي تم حلها قبل استكمال مدتها الدستورية.

وهو عضو مؤسس للمؤتمر الإسلامي القومي العربي، وعضو مؤسس بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وعضو مشارك بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الثقافية والسياسية على مستوى العالم، في أوروبا وأميركا والعالم العربي والإسلامي.

وكتب العريان لعدة صحف ومجلات ودوريات محلية وعربية ودولية، في موضوعات مختلفة.وقبل تأسيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين حيث تولى العريان منصب الأمين العام ونائب الرئيس، كان عضوا بمكتب الإرشاد للجماعة ومسؤول المكتب السياسي.

التجربة السياسية

اعتقل العريان بسبب نشاطه السياسي والنقابي أكثر من مرة، ولمدد بلغت في مجموعها سبع سنين، ففي المرة الأولى اعتُقل عاما واحدا قبيل اغتيال انور السادات من بداية سبتمبر/أيلول 1981 حتى نهاية أغسطس/آب 1982، وبعد مرور 13 سنة على تلك التجربة أفضت محاكمة عسكرية استثنائية إلى سجنه خمس سنوات قضاها في الفترة من يناير/كانون الثاني 1995 وحتى الشهر نفسه من عام 2000 بسبب انتمائه للإخوان.

واعتقل مرة أخرى يوم 18 مايو/أيار 2006 ضمن مظاهرات مناصرة القضاة بالقاهرة، وتم تجديد حبسه لفترات متعددة حتى تم الإفراج عنه يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2006. لكنه اعتقل في يوليو/تموز 2007 وأفرج عنه في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، كما اعتقل من دون اتهام قبيل جمعة الغضب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011 إلى أن خرج من سجن وادي النطرون برفقة مجموعة من قيادات الجماعة بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي.

وفي 3 يوليو/تموز 2013، شن العريان هجوما حادا على عبد الفتاح السيسي مما وضعه تحت طائلة القانون بتهمه ما تسمى “إهانة القوات المسلحة” إلى جانب تهم أخرى تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين.

ونجح العريان -وفق مصادر أمنية مصرية- في “الإفلات من الملاحقة الأمنية التي قامت بأكثر من مائة مأمورية ضبط وإحضار فاشلة”. وكانت وسيلته للتواصل مع أنصار الجماعة تسجيل رسائل وبثها على عبر الإنترنت والقنوات الفضائية.

غير أنه قبض على العريان فجر الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الثاني 2013 في شقة بالتجمع الخامس بالقاهرة.حوكم الدكتور العريان في قضايا عديدة، وصدرت بحقه أحكام كان من بينها المؤبد يوم 30 أغسطس/آب 2014 في القضية المعروفة باسم مسجد الاستقامة.

وأحالت محكمة جنايات القاهرة في 16 مايو/أيار 2015 أوراقه إلى المفتي في قضيتي الهروب من سجن وادي النطرون، والتخابر مع حماس، وقضت في اليوم نفسه بإعدامه في القضية الأولى وبالسجن المؤبد في القضية الثانية.وقالت مصادر أمنية اليوم الخميس إن العريان، توفي داخل محبسه بسجن طرة، الخميس، إثر أزمة قلبية.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here