الرئيس المصري: نرفض الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية

8
الرئيس المصري: نرفض الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية
الرئيس المصري: نرفض الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية

أفريقيا برس – مصر. أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، رفض بلاده للانتهاكات الاسرائيلية للسيادة السورية، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم خطة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، في مدريد، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وقال السيسي: “أكدت خلال لقاء رئيس الوزراء الإسباني دعم مصر الثابت للشعب السوري الشقيق، والوقوف إلى جانبه، لتحقيق تطلعاته المشروعة”.

وأضاف: “توافقنا في هذا الإطار على أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، مع أهمية بدء عملية سياسية شاملة هناك، بمشاركة كافة مكونات الشعب، فضلا عن رفضنا التام للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان”.

ومستغلة الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وسعت إسرائيل رقعة احتلالها لمرتفعات هضبة الجولان باحتلال المنطقة السورية العازلة وجبل الشيخ، ووسعت هجماتها على بنى تحتية ومواقع عسكرية بسوريا.

كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها بالمنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.

الأوضاع بلبنان

السيسي، لفت إلى أنه تناول مع سانشيز، الأوضاع في لبنان.

وفي هذا الصدد، قال: “رحبنا بانتخاب رئيس جمهورية جديد ورئيس حكومة جديد (في لبنان)، وأكدنا على أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية” التي احتلتها خلال حربها الأخيرة.

وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير.

ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 نقاط رئيسية داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن عن موعد رسمي للانسحاب منها.

القضية الفلسطينية

وبشأن الأوضاع في فلسطين، قال الرئيس المصري: “لقد كانت الأزمات الإقليمية، محورا مهما خلال مباحثاتنا اليوم (الأربعاء)، مع رئيس الوزراء (الإسباني)، حيث استعرضنا التطورات المتعلقة بالحرب في قطاع غزة، ومستقبل القضية الفلسطينية”.

وأضاف: “أكدنا في هذا السياق، على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمرار تبادل الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية اللازمة، لإنقاذ أهالي غزة من الأوضاع المأساوية التي يعانون منها”.

وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال المرحلة الأولى التفاوض لبدء المرحلة الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

لكن إسرائيل تماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، كما تواصل انتهاك بنود المرحلة الأولى، وخاصة فيما يتعلق بالبنود الإنسانية.

واستطرد السيسي: “لقد اتفقنا (مع رئيس وزراء إسبانيا) في هذا الصدد، على ضرورة السعي والدفع لإحياء عملية السلام، بهدف إقامة دولة فلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.

ومضى قائلا: “كما أكدنا على أهمية دعم المجتمع الدولي، وتبنيه خطة إعادة إعمار غزة، دون تهجير الشعب الفلسطيني وأكرر دون تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التي يتمسك بها، ووطنه الذى لا يقبل التفريط فيه، وبما يضمن البدء الفوري في عمليات الإغاثة والتعافي المبكر”

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي هذا الشأن، من المقرر أن تستضيف القاهرة قمة عربية طارئة، في 4 مارس/ آذار المقبل بهدف “صياغة موقف عربي متماسك وصلب وقوي بشأن القضية الفلسطينية بشكل عام، وتقديم طرح عربي عام يقابل الطرح الأمريكي” لتهجير فلسطينيي غزة.

وفي سياق آخر، لفت الرئيس المصري إلى أنه اتفق مع رئيس الوزراء الإسباني “على أهمية تكثيف التعاون لوقف الهجمات ضد السفن التجارية في منطقة باب المندب (بالبحر الأحمر) وتبادلنا وجهات النظر حول التطورات الإقليمية في منطقتي القرن الإفريقي والساحل”.

وفي بخصوص العلاقات الثنائية بين البلدين، قال السيسي: “أكدنا (مع سانشيز) ضرورة تعزيز تواجد الاستثمارات الإسبانية (..) بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعلومات، في موضوعات إدارة وتنمية الموارد المائية، في ظل ما تمثله مسألة الأمن المائي، من أهمية بالغة لمصر”.

تضامن إسباني

من جانبه، أكد رئيس وزراء إسبانيا “رفض التهجير القسري للفلسطينيين” من غزة.

وشدد على أنه “يتعارض مع القانون الدولي”، وفق ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية”.

وأعلن سانشيز دعم إسبانيا “مقترح القمة العربية التي تستضيفها مصر بشأن إعمار غزة”.

وأشار إلى “العمل على دعم الحلول السياسية لتعزيز حل الدولتين”.

وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

وخلال لقائهما، وقّع السيسي وسانشيز، إعلانا مشتركا لرفع العلاقات المصرية الإسبانية إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية”، وفق بيان الرئاسة المصرية.

ووصل السيسي، الثلاثاء، إلى مدريد في زيارة غير محددة المدة.

لقاء ملك إسبانيا

وفي لقاء مع ملك إسبانيا فيليب السادس، تطرق الرئيس المصري لحديث عن سوريا، قائلا: “نؤكد على أهمية بدء عملية سياسية تشمل جميع أطياف الشعب السوري تنتهي في أقرب وقت ممكن إلى اعتماد دستور للبلاد وإجراء الانتخابات، مع رفضنا قيام إسرائيل أو غيرها من الدول باحتلال أراضي هذا البلد الشقيق”، وفق بيان ثان للرئاسة المصرية.

وأضاف: “نتطلع كذلك إلى إنهاء الصراعات والأزمات التي يشهدها عالمنا، سواء في السودان أو ليبيا أو اليمن أو غيرها، وكذلك الحرب في أوكرانيا بالوسائل السلمية، بما يضمن الحفاظ على سيادة تلك الدول ومقدرات شعوبها”.

وأعرب الرئيس المصري عن تطلعه لـ”مواصلة قيام إسبانيا بالمطالبة بالتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع لمواجهة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع”.

وأكد “ضرورة البدء بشكل فوري في عملية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهالي القطاع، وكذلك ضرورة وقف الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here