السيسي في اليونان.. شراكة استراتيجية تُوازن التقارب مع تركيا

0
السيسي في اليونان.. شراكة استراتيجية تُوازن التقارب مع تركيا
السيسي في اليونان.. شراكة استراتيجية تُوازن التقارب مع تركيا

أفريقيا برس – مصر. وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى العاصمة اليونانية أثينا في مستهل زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين مصر واليونان، في ظل ما وصفه الجانبان بشراكة استراتيجية آخذة في التوسع، لا سيما في مجالات الطاقة والتبادل التجاري. وصرّح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسي سيعقد خلال الزيارة لقاءً مع رئيس الجمهورية اليونانية، كما سيجري مباحثات موسعة مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس. ومن المقرر أن يترأس الرئيس السيسي الجانب المصري في الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، بالتوازي مع توقيع إعلان مشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية وعدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاقتصاد والطاقة والتعاون الفني.

وأضاف الشناوي أن المحادثات ستتناول أيضاً التطورات الإقليمية والدولية، في ظل تقارب الرؤى بين القاهرة وأثينا إزاء عدد من القضايا، وفي مقدمتها أمن شرق المتوسط، والتطورات في الشرق الأوسط. وعقب انتهاء زيارته الرسمية إلى اليونان، سيتوجه الرئيس السيسي إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث سيشارك في احتفالات “عيد النصر” في التاسع من مايو/أيار، وذلك تلبية لدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتأتي زيارة الرئيس المصري إلى أثينا في توقيت لافت، إذ تتقاطع مع مرحلة تشهد فيها القاهرة تحسناً متسارعاً في علاقاتها مع أنقرة بعد سنوات من التوتر الحاد. وقد توّج هذا التقارب أخيراً بمناورات عسكرية مشتركة بين مصر وتركيا على الأراضي التركية، في إشارة عملية إلى مستوى متقدم من إعادة بناء الثقة السياسية والأمنية بين البلدين.

وفي السياق، تُظهر القاهرة حرصاً واضحاً على عدم الإضرار بعلاقاتها المتنامية مع تركيا، وهو ما يفسّر إحجامها حتى الآن عن التصديق النهائي على اتفاقية تعيين الحدود البحرية الجزئية مع اليونان، الموقعة عام 2020. ورغم التفاهمات الوثيقة بين القاهرة وأثينا في مجال الطاقة وترسيم الحدود، فإن مصر تدير هذا الملف بحذر بالغ، نظراً لحساسيته لدى أنقرة التي ترى أن الاتفاق المصري اليوناني يتعارض مع مصالحها في شرق المتوسط.

وتؤكد القاهرة من خلال هذه المقاربة المتوازنة تمسكها بتحالفاتها الاستراتيجية القائمة، وفي مقدمتها الشراكة مع اليونان وقبرص، لا سيما في ملفات الطاقة وغاز المتوسط، دون إغلاق أبواب التعاون مع تركيا. وفي الوقت نفسه، يبرز دور مصر فاعلاً إقليمياً يسعى إلى التوفيق بين المصالح المتضاربة في شرق المتوسط، بما يعزز موقعها قوةً محورية قادرة على التواصل مع جميع الأطراف وتوظيف موقعها الجغرافي والسياسي لتحقيق مكاسب استراتيجية متعددة الاتجاهات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here