تراجع غير مسبوق في حجم الغطاء الجليدي بالقطب الشمالي

6
تراجع غير مسبوق في حجم الغطاء الجليدي بالقطب الشمالي
تراجع غير مسبوق في حجم الغطاء الجليدي بالقطب الشمالي

أفريقيا برس – مصر. أعلن مرصد أميركي بارز، أمس الخميس، أنّ الحدّ الأقصى لحجم الغطاء الجليدي في القطب الشمالي كان هذا العام في أدنى مستوى له منذ بدء عمليات المراقبة عبر الأقمار الصناعية، في مؤشّر جديد إلى ظاهرة الاحترار المناخي الناجمة عن الأنشطة البشرية. وفي كلّ شتاء، يستعيد الغطاء الجليدي أو الطبقة الجليدية، أي الجليد المتكوّن نتيجة تجمّد مياه البحار، مكانته حول القطب الشمالي ويتوسّع، ليبلغ أقصى حجم له في شهر مارس/ آذار، لكنّ الاحترار المناخي يؤدّي إلى صعوبة متزايدة في إعادة تشكّل هذا الغطاء أو هذه الطبقة.

وفي العام الجاري، يشير العلماء في المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد إلى أنّ الطبقة الجليدية البحرية في القطب الشمالي وصلت إلى أقصى حجم لها في 22 مارس 2025، مع مساحة تُقدّر بـ14.33 مليون كيلومتر مربّع، وهي أصغر مساحة تُسجَّل في خلال أكثر من أربعة عقود من المراقبة عبر الأقمار الصناعية، أمّا الرقم الأدنى السابق فيعود إلى عام 2017، مع 14.41 مليون كيلومتر مربّع.

وأفاد العالم في المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد، والت ماير، في بيان، بأنّ “هذا الانخفاض القياسي الجديد مؤشّر آخر إلى الطريقة التي تتغيّر فيها الطبقة الجليدية البحرية في القطب الشمالي”، موضحاً أنّ “الخسارة مستمرّة” لهذا الجليد البحري. بدورها، قالت المتخصصة في مراقبة الجليد في القطب الشمالي لدى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لينيت بوافير: “سوف ندخل موسم الصيف المقبل مع جليد أقلّ”، محذّرةً من أنّ “هذا لا يبشّر بالخير للمستقبل”.

وبعد عام 2024 وما شهده من أرقام قياسية وكوارث مناخية، تميّز شتاء عام 2025 بدرجات حرارة مرتفعة على نحوٍ استثنائيّ، ويؤثّر هذا الارتفاع في درجات الحرارة العالمية بطريقة غير متناسبة على القطَبين، الشمالي والجنوبي، إذ ترتفع درجة حرارتَيهما أكثر من بقيّة أنحاء العالم.

وفي فبراير/ شباط 2025، تجاوز متوسّط درجات الحرارة المسجّلة بالقرب من القطب الشمالي المعدّلات الاعتيادية المسجّلة بين عامَي 1991 و2020 بمقدار 11 درجة مئوية. وفي القطب الجنوبي، لوحظ كذلك انخفاض متزايد في حجم الغطاء الجليدي، وقد وصل الجليد البحري في القطب الجنوبي، الذي يذوب في الشتاء ويتشكّل في الصيف، إلى حدّ أدنى بلغ 1.98 مليون كيلومتر مربّع في الأوّل من مارس 2025، وهو ثاني أدنى مستوى يُسجَّل ليتعادل مع مستويات عامَي 2022 و2024.

وبحسب مرصد كوبرنيكوس لتغيّر المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، وصلت المساحة السطحية التراكمية للجليد البحري حول القطبَين إلى مستوى متدنٍّ تاريخي جديد في فبراير 2025. وبحسب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، يزيد الانخفاض العالمي في الغطاء الجليدي مقارنة بمستويات ما قبل عام 2010 عن مليون كيلومتر مربّع، وهي مساحة أكبر من مساحة الجزائر.

وعلى الرغم من أنّ ذوبان الجليد البحري لا يؤدّي، بطريقة مباشرة، إلى رفع مستوى المحيطات بخلاف ذوبان الجليد على اليابسة (القمم والأنهر الجليدية)، لكنّه يؤدّي إلى آثار مناخية كثيرة تهدّد عدداً كبيراً من النظم البيئية، وتعتمد أنواع كثيرة مثل الدب القطبي أو طيور البطريق الإمبراطور على الجليد البحري للتكاثر والتغذية.

ويتسبّب هذا الذوبان كذلك بتفاقم ظاهرة الاحترار المناخي، إذ من خلال انخفاض حجم الغطاء الجليدي يظهر المحيط الذي يعكس طاقة شمسية أقلّ ويمتصّ مزيداً من الطاقة، بما أنّ لونه أغمق من لون الجليد.

من جهة أخرى، لهذا التدهور عواقب جيوسياسية، لأنّ انخفاض الطبقة الجليدية يفتح مسارات بحرية جديدة ويتيح الوصول إلى موارد معدنية، ويثير ذلك أطماعاً، أبرزها رغبات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غرينلاند، وهي منطقة دنماركية تتمتّع بحكم ذاتي، فقد قال مجدّداً، أوّل من أمس الأربعاء: “نحن في حاجة إليها”.

المصدر: فرانس برس

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here