أنس البلتاجي يكمل عشر سنوات في سجون مصر معظمها بحبس انفرادي

3
أنس البلتاجي يكمل عشر سنوات في سجون مصر معظمها بحبس انفرادي
أنس البلتاجي يكمل عشر سنوات في سجون مصر معظمها بحبس انفرادي

أفريقيا برس – مصر. يكمل أنس البلتاجي؛ نجل القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، اليوم السبت، عشر سنوات كاملة في السجن، أغلبها في حبس انفرادي وممنوع من الزيارة، في ستة سجون مختلفة، حيث أبقته الحكومة المصرية في سجون شديدة الحراسة، وغالباً في ظروف غير إنسانية، وأخضعته للتعذيب، وحرمته من الزيارات مع عائلته ومحاميه، وحرمته من فرصة إكمال تعليمه الجامعي الذي يشجعه القانون المصري.

ألقي القبض على أنس البلتاجي في شقة صديقه، بسبب اسمه بعد مطالعة هويته، في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2013، وكان عمره حينها 19 عاماً، ليقضي عشر سنوات كاملة في الحبس يتم تدويره من قضية لأخرى.

أغلب الاتهامات التي وجهت إلى أنس تتعلق بجرائم سياسية على خلفية دعاوى مرفوعة ضده من قبل النيابة العامة؛ ليبدو أن اضطهاد أنس “له دوافع سياسية بالكامل بسبب انتمائه العائلي باعتباره ابن محمد البلتاجي” حسب تقدير منظمات.

دخل أنس البلتاجي السجن عام 2013، وكان في أواخر عامه التاسع عشر، وتم تدويره في أربع قضايا مختلفة، حصل فيها على البراءة في قضيتين من محاكم الجنايات والجنح، وإخلاء سبيل من قضية ثالثة، لكن السلطات المصرية، قررت أن تضمه لقضية رابعة لتبقيه سجيناً بتهمة “الانضمام إلى جماعة إرهابية”.

حصل أنس البلتاجي على أحكام البراءة في قضية الاعتداء على أحد الموظفين بسجن العقرب أثناء زيارة والده وكانت والدته متهمة معه في نفس القضية وتمت تبرئتها أيضاً من القضية التي وقعت أحداثها قبل اعتقاله بعدة أيام.

أنس البلتاجي والحبس الانفرادي

ومن خلال تجديد التهم السابقة، من قضية إلى أخرى، أبقت السلطات المصرية أنس مسجوناً إلى أجل غير مسمى خلال الحبس الاحتياطي، غالباً في ظروف غير إنسانية، وأخضعته للتعذيب، واحتجزته في الحبس الانفرادي، وحرمته من الزيارات مع عائلته ومحاميه، وحرمته من فرصة إكمال تعليمه الجامعي الذي يشجعه القانون المصري.

ويعد الحبس الانفرادي المطول واحداً من صنوف التعذيب النفسي في السجون المصرية، لأنّه يسهم في نشوء اضطرابات عقلية شديدة للواقع عليه التعذيب، وذلك لآثاره العنيفة على النفس والعقل والبدن بالتبعية، وفقاً لمبادرة “خريطة التعذيب” التي تحدثت مع أطباء نفسيين أكدوا أن الإنسان يستطيع الحياة وإيجاد مكانه في الحياة بناء على استقباله لمؤثرات خارجية، سواء من بشر آخرين، مواقف حياتية مختلفة، بالتالي عند غياب هذه المؤثرات الخارجية، يضطر المخ أن يخلق لنفسه مؤثرات من داخله، لأن المخ يحتاج إلى مؤثرات لكي يدرك، لكي يفكر، ولهذا فبغياب أي مؤثرات خارجية يمكن أن يدركها ويشعر بها الإنسان، يبدأ المخ في صنع مؤثرات خاصة به.

وتستخدم السلطات المصرية الحبس الانفرادي كوسيلة عقاب وتنكيل بالمحتجزين السياسيين في حوزتها، وتحتجز السلطات المصرية، السياسيين لمدد غير محددة الأجل تمتد لشهور وسنوات في كثير من الأحوال.

وتعتبر قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء أن الحبس الانفرادي هو حبس السجناء لمدة 22 ساعة أو أكثر في اليوم دون أي سبيل لإجراء اتصال ذي معنى مع الغير.

وأقرت قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء أن مفهوم الحبس الانفرادي الطويل هو الحبس الانفرادي لمدة تزيد عن 15 يوماً. بالإضافة إلى ذلك فقد جاء في بيان إسطنبول بشأن استخدام الحبس الانفرادي وآثاره عام 2007 أن “العزل الكامل للحواس بالاقتران مع العزل الجسدي الكامل، يمكن أن يحطم الشخصية ويُعدّ شكلاً من أشكال المعاملة اللاإنسانية التي لا يمكن تبريرها بمقتضيات الأمن أو بأية أسباب أخرى” والمنشور في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الموجه للجمعية العامة في 8 أغسطس/ آب 2011، وأوصي البيان بأنه لا ينبغي استخدام عقوبة الحبس الانفرادي إلا في حالات استثنائية جداً ولأقصر مدة ممكنة.

وفي عام 2011 دعا المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب التابع لجمعية المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى وجوب فرض الحظر المطلق على الحبس الانفرادي المطول لمدة تزيد عن 15 يوماً باعتباره فعلاً من أفعال التعذيب.

لذا فإن هواجس ومخاوف وأفكار وذكريات الشخص المحبوس انفرادياً، تبدأ في التعبير عن نفسها في شكل هلاوس بصرية وسمعية شديدة، لتعويض فقدان الإدراك الناتج عن الحبس الانفرادي، حسب تقرير المبادرة الصادر عام 2020، بعنوان “جرح غائر.. عن الآثار الجسدية والنفسية للتعذيب والحبس الانفرادي المطول والإهمال الطبي المتعمد على السجناء”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here