القمة المصرية القبرصية اليونانية.. رسائل من القاهرة إلى أنقرة؟

5
القمة المصرية القبرصية اليونانية.. رسائل من القاهرة إلى أنقرة؟
القمة المصرية القبرصية اليونانية.. رسائل من القاهرة إلى أنقرة؟

أفريقيا برس – مصر. عُقدت القمة المصرية القبرصية اليونانية في قصر الاتحادية بضاحية مصر الجديدة، الأربعاء الماضي، وسط تباينات جديدة في العلاقات بين أنقرة والقاهرة أخيراً. وتصاعدت التباينات بين البلدين الشهر الماضي إثر وساطة تركية بين الصومال وإثيوبيا تضمّنت منح أديس أبابا منفذاً بحرياً في منطقة القرن الأفريقي، وهو ما قد يؤدي إلى تحجيم دور القاهرة في الضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بشأن توقيع اتفاق ملزم حول تشغيل سد النهضة. وبينما كانت مصر تسعى لاحتواء تداعيات الوساطة التركية في القرن الأفريقي، كان هناك تحرّك جديد لأنقرة في السودان، حين قامت تركيا بمحاولة للوساطة بين الجيش السوداني والإمارات، الداعمة لقوات الدعم السريع، وهو ما يؤثر على حسابات القاهرة التي تبنّت موقفاً داعماً للمؤسسة العسكرية السودانية في الأزمة الحالية.

انعقاد القمة المصرية القبرصية اليونانية

في السياق، قالت مصادر دبلوماسية مصرية، إن القمة المصرية القبرصية اليونانية قد تمثل رداً غير مباشر على التحركات التركية، وعلى الرغم من الاتصالات التي أجرتها مصر مع الجانب التركي خلال الشهر الماضي لمحاولة احتواء الأزمة، إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة. وتعد القمة الثلاثية أيضاً رداً غير مباشر على طلب تركي سابق للانضمام إلى منتدى غاز شرق المتوسط، وهو الطلب الذي جاء في إطار تحسن العلاقات المصرية ـ التركية بعد عودة التواصل بين البلدين. وخلال قمة الأربعاء، أكد محمد الشناوي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الاجتماع الثنائي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي سبق القمة المصرية القبرصية اليونانية شهد تأكيد الجانبين عمق العلاقات التاريخية بين مصر واليونان. كما بُحثت سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية. وأشار الشناوي إلى أن الجانبين أكّدا أهمية تكثيف التعاون في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، والعمل على تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين. كما اتُفق على تعزيز التعاون في مجالات الهجرة واستقدام العمالة الموسمية، مع التوسع في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

بدوره، قال ميتسوتاكيس، خلال مؤتمر صحافي أعقب القمة المصرية القبرصية اليونانية، إن المنطقة أصبحت أقل استقراراً وأمناً مما كانت عليه في 2014، ما يستدعي المزيد من التعاون الجيوسياسي لمعالجة التحديات. وأضاف أن الأوضاع في سورية وليبيا نوقشت، مشيراً إلى أن غياب الاستقرار في ليبيا يؤثر في أمن المنطقة. وأكد أن هناك توافقاً بين الدول الثلاث بشأن مختلف القضايا الإقليمية، مشدداً على أهمية استمرار التعاون لتحقيق استقرار الشرق الأوسط. من جانبه، شدّد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس على أن التعاون الثلاثي الذي تأسس في 2014 بالقاهرة أصبح أكثر أهمية الآن. وأكد أن قبرص واليونان دعمتا مصر منذ عام 2014، خصوصاً في إطار الاتحاد الأوروبي، لتقديم دعم ملموس للحكومة المصرية في مواجهة التحديات.

تحالفات إقليمية

عن هذه التطورات، قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أيمن سلامة، إن مصر وقبرص واليونان تشكّل تحالفاً متناسقاً في رؤاها داخل المنظمات الدولية، وتتبنّى مواقف موحدة. وأضاف أن مواقف الدول الثلاث حتى الآن موحّدة ومنسقة لمواجهة التمدد التركي في شرق البحر المتوسط، لا سيما في ما يتعلق بعمليات التنقيب عن الغاز واستكشافاته ضمن المناطق الاقتصادية الخالصة والجرف القاري الخاص بكل من قبرص واليونان. واعتبر أن ما يميز العلاقات المصرية القبرصية هو السبق القبرصي في توقيع اتفاقيات تعيين الحدود البحرية والاستكشافات، مقارنة باليونان والسعودية أو الدول الأخرى التي لم تُعقد معها مثل هذه الاتفاقيات بعد، وذلك مع مراعاة الحفاظ على العلاقات مع تركيا.

من جهته، قال المستشار السابق برئاسة الوزراء التركية، جاهد طوز، إن القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص جاءت كرد فعل على المناورات التركية التي بدأت أخيراً في بحر إيجة والبحر المتوسط وتستمر عشرة أيام. وأوضح طوز أن هذه المناورات تعد رسالة مباشرة إلى اليونان وقبرص اليونانية، نظراً لاعتبارهما الأطراف المتأثرة بشكل مباشر من التحركات التركية في المنطقة. وأشار إلى أن القمة، رغم تناولها عدداً من القضايا الإقليمية الأخرى كالتوترات في المنطقة، ووقف إطلاق النار في غزة، والتهدئة في سورية وليبيا، إلا أن السبب الأساسي لانعقادها يكمن في التصعيد التركي بالمياه الإقليمية. وأكد طوز أن المصالح المشتركة بين مصر وقبرص واليونان في شرق المتوسط دفعت هذه الدول إلى تعزيز تعاونها لمواجهة ما وصفه بـ”التحديات التركية”. وأضاف أن التحالف الثلاثي يعمل بشكل مباشر ضد التحركات التركية، مشدداً على أن المناورات الحالية التي بدأت يوم الثلاثاء الماضي تشكل المحور الأساسي وراء القمة الثلاثية، نظراً لما تمثله من تحدٍ لمصالح الدول الثلاث في البحر المتوسط.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here