أفريقيا برس – مصر. قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسن هريدي، إن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى القاهرة غدا السبت تأتي في إطار بحث عدد من الملفات الهامة التي تتسم بتراتبية محددة.
وأوضح أن العلاقات الثنائية وكيفية تطويرها وتنميتها في شتى المجالات تأتي في مقدمة ملفات الزيارة، خصوصا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بالإضافة إلى تنسيق المواقف بالنسبة للملفات الإقليمية الرئيسية التي تهم البلدين.
وأضاف هريدي أن الوضع في غزة سيكون محل اهتمام الطرفين، وستتطرق المباحثات المصرية التركية على مستوى وزيري الخارجية إلى الملف بشكل معمق.
ويرى هريدي أن المباحثات ستركز كذلك على الأوضاع في ليبيا، وشرق المتوسط، وخاصة الخلافات بين بعض الدول المشاطئة حول تعيين الحدود البحرية لهذه الدول، ثم الوضع في سوريا، الذي هو في غاية الأهمية بالنسبة لتركيا، لكن أيضًا يهم مصر أن تطلع على الموقف التركي فيه.
وفق السفير المصري، فإن المباحثات ستشمل الأوضاع في القرن الأفريقي، وتحديدا في الصومال وإثيوبيا، وفي البحر الأحمر، ومجمل الأوضاع الأمنية الإقليمية.
وحول إمكانية أن يثمر التنسيق المصري التركي عن أي جديد في ملف غزة، قال هريدي: “أشك في ذلك، ليس لأنه ليس لتركيا أو لمصر أي تأثير أو أي دور، ولكن لسبب بسيط جدًا هو أنه في الوقت الحالي، الطرف الوحيد القادر على ممارسة أي ضغط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياساتها العدوانية والتوسعية في قطاع غزة والضفة الغربية هي إدارة الرئيس ترامب والرئيس ترامب شخصيًا”.
وكشف هريدي عن معلومات لديه تفيد بأنه “من المتوقع خلال الـ 24 ساعة القادمة إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يريد ترامب الاطلاع على آخر التطورات والتحركات الإسرائيلية في غزة وخططها المستقبلية”.
ولفت إلى أن تناول المباحثات المصرية التركية ملف غزة، لا يعني التأثير المباشر على الأرض، لكن التنسيق المشترك بين البلدين هو ضرورة وكذلك التحركات حتى وإن لم تسهم في حلحلة الأوضاع في غزة في الوقت الراهن.
بشأن الملف الليبي الذي يمثل عقدة في تقدم مسار التطبيع بين القاهرة وتركيا، يقول هريدي: “لا أشك أن تركيا غيرت موقفها من موضوع المستشارين العسكريين الأتراك، فالموقف التركي منذ عدة سنوات هو أن المستشارين موجودين بناء على طلب من حكومة طرابلس، وبالتالي أي تغيير في الوضع الميداني للمستشارين العسكريين الأتراك مرتبط بالتسوية الدستورية والسياسية النهائية في تركيا، وعندما تكون هناك سلطة واحدة تحكم في ليبيا”.
واستطرد: “طالما ظل الوضع على ما هو عليه الآن، أعتقد أنني شخصيًا أستبعد أي تغير في الموقف التركي بالنسبة لوجودها العسكري في غرب ليبيا”.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية، اليوم الجمعة، إن فيدان سيزور مصر، يوم غد السبت، ومن المتوقع أن يستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما يجري مباحثات مع نظيره المصري، بدر عبد العاطي، تركز على تبادل وجهات النظر حول القضايا الثنائية، والتطورات الإقليمية، ومناقشة خطوات عملية لتعزيز التعاون متعدد الأبعاد بين البلدين في جميع المجالات، وفق تقارير صحفية.
وفق المعلومات المتاحة، تتناول الزيارة بشكل أساسي، تقييم آخر مستجدات محادثات وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” وإسرائيل، التي تجرى بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، وملفات ثنائية أخرى.
كما تتناول المباحثات الجهود المشتركة لإنهاء “الإبادة” التي تنفذها اسرائيل بحق الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع.
ووفق المصادر، سيناقش الوزير التركي في مباحثاته مع الجانب المصري، نتائج المؤتمر الدولي بشأن فلسطين الذي عقد في نيويورك خلال الفترة 28-30 يوليو/ تموز الماضي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس