مصر: تشكيك بدعوة السادات للمعارضين في الخارج لـ”عودة آمنة” إلى الوطن

6
مصر: تشكيك بدعوة السادات للمعارضين في الخارج لـ
مصر: تشكيك بدعوة السادات للمعارضين في الخارج لـ"عودة آمنة" إلى الوطن

أفريقيا برس – مصر. دعا حزب الإصلاح والتنمية المصريين المعارضين في الخارج للعودة إلى وطنهم، في إطار مبادرة وطنية “وافقت عليها مؤسسات الدولة، في ظل أجواء الحوار الوطني الذي يرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي”، بحسب بيان صادر عن الحزب، اليوم السبت.

وطالب الحزب المصريين المعارضين في الخارج بإرسال بياناتهم إلى بريد إلكتروني يخص “جمعية السادات للتنمية والرعاية الاجتماعية” (تأسست عام 2004)، التي يرأسها رئيس الحزب محمد أنور السادات، وهو أيضاً ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات.

وألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على عشرات الصحافيين والباحثين والأكاديميين من مطار القاهرة الدولي، في أثناء عودتهم في إجازة اعتيادية خلال الأعوام الأخيرة، إذ أُدرجوا على ذمة قضايا تتعلق بـ”الانتماء إلى جماعة إرهابية”، و”نشر أخبار كاذبة عن البلاد”، على خلفية تدوينات نشروها على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا فيها بعض الأمور المتعلقة بطريقة إدارة الحكم في مصر.

وطالب حزب السادات المصريين في الخارج بالعودة إلى بلدهم لفتح قنوات التواصل مع المصريين، باعتبارها “فرصة جيدة لتوسيع دائرة عودة من سافر وترك الوطن ويخشى العودة، والحد من معاناة الكثيرين من المصريين وأسرهم”.

ونقل البيان تأكيد رئيس الحزب، والمنسق العام للمبادرة، أن بعض المصريين “توجهوا إلى دول مختلفة على خلفية التخوفات من إلقاء القبض عليهم، أو الاحتجاز بسبب النشاط السياسي أو الانتماء إلى تنظيمات سياسية أو مدنية، أو بسبب العمل في وسائل الإعلام والصحافة، أو من المدافعين عن حقوق الإنسان، والعاملين في منظمات حقوقية داخل مصر وخارجها”.

وأضاف أن “خروج هؤلاء من البلاد خلق حالة من الاحتقان لديهم، ترتب عنها القيام من دون قصد بالإساءة إلى صورة الدولة المصرية في الخارج، وإبداء خشيتهم من العودة لإمكانية القبض عليهم”.

إلا أن السادات اشترط، في مبادرته، ألا يكون الراغب في العودة إلى مصر قد صدر ضده أحكام قضائية، أو تورط في قضايا عنف أو تحريض، أو ثبت انتماؤه إلى جماعات أو تنظيمات إرهابية محظورة وفق القوانين ذات الصلة، وأن تكون عودته مشروطة بعدم مخالفته القوانين والتشريعات الوطنية، ودستور البلاد، في حال رغبته في ممارسة العمل السياسي أو أي نشاط اجتماعي أو مدني.

وتأتي المبادرة رغم مغادرة سياسيين للبلاد أخيراً خشية الاعتقال وفق مراقبين، ومنهم رئيس حزب “الكرامة”، عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي، الذي غادر البلاد قبل أسابيع إلى لبنان، في أعقاب انتقاده طريقة الحوار الوطني، وأساليب إدارته، وتواصل الاعتقالات بحق نشطاء وسياسيين داخل البلاد.

في المقابل، أُفرِج عن عدد محدود للغاية من السياسيين والنشطاء الذين كانوا رهن الحبس الاحتياطي على ذمة قضايا سياسية، ووصل إلى مصر مؤسس صفحة “كلنا خالد سعيد” على موقع “فيسبوك”، الناشط البارز وائل غنيم، بعد 9 سنوات من سفره إلى الولايات المتحدة، وهي الصفحة التي دعت إلى تظاهرات يوم الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011، ومثلت بداية لثورة عارمة أطاحت نظام الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك.

والسادات كان عضواً في البرلمان المصري، قبل إسقاط عضويته بعد حديثه عن الزيادات المتوالية في معاشات العسكريين، وقارنها بمعاشات بقية المواطنين من المدنيين.

واستقبل عدد من المغردين والنشطاء في الخارج الدعوة بمزيد من الحذر، خشية الوقوع في مصيدة السجن، أو أن يكون ثمن العودة هو الصمت عمّا يجري، وعدم معارضة سياسات النظام الحالي.

وقالت الناشطة السياسية المقيمة في تركيا غادة نجيب، تعليقاً على المبادرة: “سيبك من أنها دعوة مشروطة، وكأنها عزبة أبوهم… وسيبك من أن بالشروط دي ماحدش هايرجع… خليك في الجملة اللي بيقول فيها: إن الشباب تركوا البلد على خلفية شائعات بالاعتقال أو الاحتجاز عل خلفية نشاط سياسي!”.

بينما كتب وكيل لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى، سابقاً، عز الدين الكومي، تغريدة تحت عنوان “ألاعيب شيحة”، قائلاً: “بلغت السذاجة بالأجهزة الأمنية أن تكلف محمد أنور السادات إطلاق مبادرة لعودة آمنة للمعارضين المصريين بالخارج، ونظام الانقلاب رحب بها… أولاً آمنة ماتت من زمان الله يرحمها، وثانياً يقول المثل العربي: كيف أعاهدك، وهذا أثر فأسك؟ وثالثاً من هذا الساذج الذي ينخدع بهذه الألاعيب”.

بلغت السذاجة بالأجهزة الأمنية أن تكلف محمد أنور السادات بإطلاق مبادرة لعودة آمنة للعارضين المصريين بالخارج ونظام الانقلاب رحب بها.

وقال محمد صالح: “عاوز يودع أهله… أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية يعلن إطلاق مبادرة لعودة آمنة للمصريين بالخارج ممن ترك مصر ويخشى العودة، بشروط منها: عدم مخالفة دستور البلاد، وألا يكون صادراً ضده أحكام أو متورطاً في عنف، ولم يثبت انتماؤه إلى جماعة إرهابية”.

ونشر الكاتب الصحافي عمار علي حسن بيان الحزب، من دون أن يعلق على المبادرة، قائلاً: “حزب الإصلاح والتنمية يدعو إلى عودة آمنة لشباب مصريين في الخارج من أجل حوار وطني حقيقي”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here