أحزاب مصرية ترفض الدخول في تحالفات عسكرية بمشاركة إسرائيلية

7
أحزاب مصرية ترفض الدخول في تحالفات عسكرية بمشاركة إسرائيلية
أحزاب مصرية ترفض الدخول في تحالفات عسكرية بمشاركة إسرائيلية

أفريقيا برس – مصر. أعلنت “الحركة المدنية الديمقراطية المصرية”، الثلاثاء، رفضها “القاطع والنهائي” للمشاركة في أية مشروعات للدفاع الجماعي العربي تحت القيادة الأميركية، وبمشاركة “الكيان الصهيوني”، وذلك “أياً كانت مُسمياتها أو ذرائع ترويجها”، وذلك قبيل انعقاد القمة الأميركية العربية في جدة يوم الجمعة المقبل.

وقالت الحركة، التي تضم أحزاباً عدة، في بيان: “إذا كان موقفنا المبدئي هو رفض سياسة الأحلاف والمحاور العسكرية عموماً، باعتبارها تهديداً مُزمناً للسلم والأمن الدوليين، فإننا على وجه الخصوص نرفض ونُحذر من إقحام منطقتنا وشعوبنا العربية ومصر في هذه السياسة، بما أنها تزيد من زعزعة الأوضاع الأمنية الهشّة في المنطقة، ومن مُعاناة الشعوب في الدول الفقيرة أو الأقل نمواً أو ثراءً”.

وأضافت: “بطبيعة الحال، فإن تخلي أطراف عربية عن مبدأ الدفاع الجماعي العربي، واستبدال تحالفات عسكرية مع الكيان الصهيوني تحت رعاية أميركية به، لا يضمن الأمن لهذه الأطراف العربية بقدر ما يُحقق مصالح ضخمة لـ”الكيان الصهيوني” تجعله في مركز القيادة الاستراتيجية المُنفردة، والمُهيمنة، للمنطقة، سواء بالأصالة عن نفسه أو بالوكالة عن القوة العظمى الأميركية، وهذا ما ستترتب عليه أشكال من التبعية الاستراتيجية للكيان الصهيوني، وذلك جنباً إلى جنب مع الخُذلان غير الأخلاقي والضار سياسياً وأمنياً، لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه المحتلة وتحقيق الاستقلال الوطني والكرامة الإنسانية”.

وقال البيان إن “أحزاب وشخصيات الحركة المدنية الديمقراطية على يقين من وجود فرص كثيرة للتفاهم العربي الإيراني، على كل الأصعدة وفي كل الجبهات، بعيداً عن المطامح الإيرانية والأطماع الصهيونية والأولويات الأميركية، وندعو حكومات طهران والسعودية والإمارات بالذات إلى استكشاف تلك الفرص وإحياء سياسات الصداقة وحُسن الجوار، كما ندعو كل الحكومات العربية إلى تفعيل الأطر العربية المُنظمة لحركتها ومصالحها، وفي مقدمتها جامعة الدول العربية، وتفعيل اتفاقات الدفاع المُشتركة، حمايةً لاستقرار دولها وصيانةً لأمن شعوبها ودفاعاً عن مصالحها الوطنية والقومية العليا”.

ودعت أحزاب وشخصيات الحركة المدنية الديمقراطية إلى “الالتزام الصارم والشامل بقرارات الجمعية العامة الأمم المتحدة، والتي تقضي بإقامة منطقة منزوعة أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، بما في ذلك الكيان الصهيوني وليس إيران وحسب”.

وقالت الحركة: “إذا كنا نرفض ونُحذر من النتائج العملية الوخيمة المُترتبة على الاشتراك في تكوين ما أُطلق عليه “مُنتدى النقب”، والذي أعلن عنه بعد ختام “قمة النقب” التي عُقدت أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، وضمت وزراء خارجية الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومصر والإمارات والبحرين والمغرب، ووصّفه (وزير الخارجية ال”إسرائيل”ي ورئيس الحكومة الحالي) يئير لبيد في المؤتمر الصحافي لإعلان نتائج اللقاء، بأنه “صُنع للتاريخ، ببناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم التكنولوجي، والتسامح الديني، والأمن والتعاون الاستخباراتي”، فإنه لا يفوت الحركة المدنية الديمقراطية – في ختام بيانها هذا – أن تشير إلى ما أبدته الدبلوماسية المصرية مؤخراً من عدم حماس لما يسمى بمشروع “الناتو العربي”، وذلك حين قال وزير الخارجية (سامح شكري) في البحرين منذ أيام إن هذا المشروع ليس موضوع اتصالات تُشارك فيها مصر”.

وأضافت: “كما لا يفوتنا التذكير بإجماع الشعب المصري على رفض المشاركة في أية أحلاف تحت أي مُسَمّي، باعتبار أن هذا الرفض كان دائماً من بديهيات الحفاظ على استقلالنا الوطني”.

وكان عضو الحركة البارز حمدين صباحي قد دعا، الإثنين، إلى “أوسع تحرك مضاد” لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن و”إملاءاتها”.

وأصدر صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية والأمين العام للمؤتمر القومي العربي بياناً قال فيه إنه “بعد أيام يصل إلى المنطقة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن حاملاً معه جملة إملاءات يعتقد أنها تساعده في مواجهة العزلة المتزايدة التي تواجهها إدارته في ظل الأزمات المتراكمة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً التي تعيشها الولايات المتحدة، وعشية الانتخابات النصفية في بلاده التي يواجه فيها حزبه الديمقراطي احتمال خسارة كبيرة”.

وقال البيان: “لقد بات من الواضح أن زيارة بايدن تستهدف أول ما تستهدف المساهمة في دعم الكيان الصهيوني الغارق أيضاً في أزماته، والذي يواجه مقاومة باسلة متصاعدة داخل فلسطين وفي أكنافها، فيما يتضح أكثر حجم ارتباك واقعه السياسي الداخلي في ظل انتخابات تشريعية متكررة خلال سنوات ثلاث”.

وأضاف “بهذا المعنى يعتقد بايدن أنه عبر فتح مسارات جديدة للتطبيع بين الكيان الغاصب وعدد من دول الخليج والجزيرة العربية يمكن أن يسهم في إعطاء جرعة معنوية ومادية وسياسية لهذا الكيان المرتبك، كما بات واضحاً أن بايدن مستعّد في هذه الزيارة لعقد صفقات مع أكثر من حاكم في المنطقة من أجل دفعه إلى المشاركة في “العقوبات” المفروضة على روسيا في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا والتي أرادتها واشنطن ودول غربية حرب استنزاف لروسيا، فإذا بها تتحول إلى حرب استنزاف لاقتصاداتها واقتصادات حلفائها”.

ودعا البيان “جماهير الأمة العربية وقواها الحيّة من المحيط إلى الخليج للتعبير عن رفضها لهذه الزيارة ولأغراضها المشبوهة، متمسكة بحقوق الأمة التاريخية، لا سيّما في فلسطين، كما بمصالح أقطارها السياسية والاقتصادية التي تتعارض مع أي رضوخ للمطالب الأميركية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here