أردوغان والسيسي يتحدثان عن أولويات العلاقات بين مصر وتركيا

6
أردوغان والسيسي يتحدثان عن أولويات العلاقات بين مصر وتركيا
أردوغان والسيسي يتحدثان عن أولويات العلاقات بين مصر وتركيا

أفريقيا برس – مصر. قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إن مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل أمرا حيويا.

كلمة أردوغان، جاءت في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بعد ترأسهما توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في العاصمة أنقرة.

وفي بداية كلمته، أعرب الرئيس أردوغان، عن سعادته باستضافة نظيره المصري في تركيا، ولفت إلى الاستقبال الحار الذي لقيه من السيسي في زيارته إلى القاهرة في فبراير/ شباط الماضي.

وقال أردوغان، إن زيارته الأخيرة إلى مصر تشكل نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية المصرية، حيث حافظ البلدان منذ ذلك الوقت على أعلى مستوى من الحوار والتعاون.

وأضاف: “لقد كنا دائما في مشاورات وثيقة بشأن القضايا المتعلقة بمنطقتنا. ومع زيارة أخي العزيز، نرفع تعاوننا الذي يتعزز في كل المجالات إلى مكان أرقى”.

أردوغان، لفت إلى التاريخ المشترك وعلاقات الصداقة الوثيقة مع مصر وامتدادها إلى قرون طويلة، حيث يحتفل البلدان العام المقبل بالذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وقال إنه قرر مع نظيره المصري في لقائهما السابق بالقاهرة، إعادة هيكلة مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.

وأوضح أردوغان، أن تركيا أكدت إرادتها في تعزيز التعاون مع مصر في جميع المجالات؛ بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة.

كما أكد عزم تركيا على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار سنويا خلال الأعوام الـ5 المقبلة، ومواصلة العلاقات متعددة الأبعاد مع القاهرة وفق أساس الربح المتبادل.

وأضاف: “عقدنا الاجتماع الأول لهذه الآلية اليوم. وبإعلاننا المشترك، أكدنا إرادتنا لتعزيز تعاوننا في جميع المجالات، بما في ذلك الصناعة والتجارة والدفاع والصحة والبيئة والطاقة”.

تركيا ضمن أفضل 5 شركاء تجاريين لمصر

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن التجارة والاقتصاد يشكلان البعد الأقوى للتعاون بين البلدين، وقال إن تركيا حافظت على موقعها ضمن أفضل 5 شركاء تجاريين لمصر في العقد الأخير.

وبيّن أن رجال الأعمال الأتراك قدموا مساهمة كبيرة في الاقتصاد المصري باستثماراتهم التي تقترب من 3 مليارات دولار.

وذكر أنهم يشجعون رجال الأعمال الأتراك على زيادة استثماراتهم، وأنهم يتوقعون قدوم المستثمرين المصريين إلى تركيا.

وأكد أردوغان، رغبة تركيا في تطوير التعاون مع مصر في مجال الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي والطاقة النووية.

وأضاف: “يبدي الشعب المصري الشقيق اهتماما كبيرا بالثقافة التركية واللغة التركية. ونواصل جهودنا لتعزيز جسورنا الثقافية والإنسانية. وأعتقد أن الزخم الإيجابي في علاقاتنا سوف ينعكس أيضا في مجال السياحة”.

موقف مشترك تجاه فلسطين

على صعيد الملف الفلسطيني، أشار الرئيس أردوغان، إلى أن تركيا ومصر تتبنيان موقفا مشتركا تجاه القضية الفلسطينية، وبين أن الأوضاع الأخيرة في فلسطين شكلت جوهر محادثات البلدين.

وقال إن “مساهمات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين تشكل أمرا حيويا”، وأكد اتفاق البلدين على إقامة مشاورات منتظمة لحل القضايا الإقليمية وخاصة فيما يخص قطاع غزة.

وشدد على أن إسرائيل وداعموها مسؤولون عن وفاة كل مدني بريء في غزة بسبب الجوع والعطش ونقص الدواء.

ولفت أردوغان إلى أن تركيا تواصل بذل جهود مكثفة من أجل محاسبة المسؤولين الإسرائيليين من مرتكبي الجرائم في غزة أمام المحاكم الدولية.

واستنكر أردوغان، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأمريكي، في يوليو/ تموز الماضي، قائلا: “مكان قتلة 41 ألفا من الأبرياء (في غزة) ليس منابر البرلمان بل قاعات المحاكم لمحاسبتهم على جرائمهم”.

وشدد على أن إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهرا، والتوصل الفوري إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق لا يزال يمثل أولويات البلدين.

تركيا قدمت 32 بالمئة من إجمالي المساعدات الواصلة إلى غزة

على صعيد المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة، أشار أردوغان إلى أن تركيا قدمت إلى غزة 32 بالمئة من إجمالي المساعدات الواصلة إليها.

وأعرب عن شكره للسلطات المصرية على تعاونها في إيصال المساعدات إلى القطاع.

وقال أردوغان إن إسرائيل أضافت سجلا جديدا إلى جرائمها، بمنعها وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأضاف أن حكومة إسرائيل تحاول كسر المقاومة، التي لم تتمكن من كسرها بإسقاط آلاف الأطنان من القنابل، من خلال الحكم على الشعب الفلسطيني بالجوع والعطش.

تركيا تدعم وساطة مصر وقطر والولايات المتحدة في المفاوضات

وتحدث الرئيس التركي عن المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، ولفت إلى دعم تركيا لوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة في هذا الإطار.

وأكد أن “إسرائيل تواصل موقفها المعرقل للمفاوضات، وكشفت عن عقليتها بقتل مُحاورها”، في إشارة إلى اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران نهاية يوليو/ تموز الماضي.

وأعرب أردوغان عن رفضه الشديد لاتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاه مصر.

ومساء الاثنين، اتهم نتنياهو مصر بـ”تسهيل تهريب الأسلحة إلى غزة عبر محور فيلادلفيا” الذي شدد على بقاء الجيش الإسرائيلي فيه.

وأضاف نتنياهو، في مؤتمر صحفي: “في اللحظة التي غادرنا فيها ممر فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، لم يكن لديها أي حاجز أمام التسلل الهائل للأسلحة والمواد الحربية والآلات اللازمة لتصنيع الصواريخ، والآلات اللازمة لحفر الأنفاق”.

وتعقيبا على ذلك، أعربت مصر في بيان لخارجيتها، عن رفضها تصريحات نتنياهو، واعتبرتها “محاولة لعرقلة التوصل إلى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بقطاع غزة.

ونقلت قناة “القاهرة” الإخبارية عن مصدر مصري رفيع قوله مؤخرا، إن البلاد “جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر رفح (جنوب) أو محور فيلادلفيا”.

في السياق ذاته، انتقد الرئيس أردوغان، عدم اتخاذ خطوات رادعة على المستوى الدولي لوقف سياسة ارتكاب المجازر التي تنتهجها حكومة نتنياهو وتُعرض المنطقة والعالم أجمع للخطر.

وقال إنه “على الجميع أن يفهم أن مثل هذه الصورة التي تؤذي الضمير أمر غير مقبول. وإن منع إسرائيل من جر منطقتنا إلى مزيد من التوتر لن يكون ممكنا إلا بالتخلي عن سياساتها المترددة”.

الرئيس أردوغان أشار إلى بحث قضايا إقليمية أخرى مع نظيره المصري إلى جانب غزة، منها الأوضاع في البحر المتوسط وسوريا وليبيا والسودان والقرن الإفريقي.

وقال: “عازمون على تعزيز مشاوراتنا مع مصر التي نتبنى معها مواقفا وأهدافا مماثلة بشأن العديد من القضايا. ونأمل الارتقاء بالتعاون بشكل أوثق”.

من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن زيارته إلى تركيا تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين البلدين، معتبرا أن الأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة تؤكد أهمية التنسيق والتعاون بينهما.

وقال السيسي إنه يعرب عن سعادته البالغة بزيارته الأولى إلى تركيا ولقائه الرئيس ‎أردوغا‎ن.

واعتبر أن “زيارته تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين البلدين”.

“ازدهار مستمر” بالعلاقات

ونوه الرئيس المصري بـ”الازدهار المستمر” في العلاقات بين الشعبين المصري والتركي خلال السنوات الماضية، لاسيما الحركة السياحية المتنامية.

ولفت كذلك إلى العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين “التي تشهد نموا مضطردا”، فضلا عن زيادة الاستثمارات التركية في مصر، خاصة في مجال التصنيع.

وأكد على رغبة البلدين “الصادقة” في المزيد من تطوير العلاقات والتعاون، وللبناء على نتائج زيارة الرئيس أردوغان إلى مصر في فبراير/ شباط الماضي.

مجلس التعاون “نقلة نوعية”

وعن نتائج زيارته، قال السيسي إنه ترأس والرئيس أردوغان في أنقرة اليوم الاجتماع الأول لمجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي يهدف لإحداث “نقلة نوعية” في كافة المجالات، وأبرزها التجارة والاستثمار والسياحة والنقل والزراعة.

وأضاف: “كما شهدنا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم، التي تهدف إلى وضع إطار مؤسسي جديد للتعاون بين بلدينا”.

ولفت السيسي إلى أنه تم خلال مباحثاته في أنقرة، اليوم، “التأكيد على أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين، ومنح التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال الأتراك في ظل مناخ الاستثمار المتميز بمصر، والذي مكنهم من زيادة حجم أعمالهم وبيع منتجاتهم في مصر، والتصدير للخارج”.

وأفاد كذلك بأنه تم “التأكيد كذلك على أهمية تيسير حركة التجارة البينية، وتوسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين بهدف رفع الإجمالي السنوي للتبادل التجاري بينهما إلى 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة”.

وفي أغسطس/ آب 2023، أكد وزير التجارة التركي عمر بولاط، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري أحمد سمير صالح، بالقاهرة أن أنقرة تهدف لرفع حجم التجارة مع مصر إلى 15 مليار دولار خلال 5 أعوام، بعد بلوغه 10 مليارات في 2022.

القضايا الإقليمية

وعن فحوى محادثاته في أنقرة بشأن القضايا الإقليمية، قال الرئيس المصري: “ما تعيشه منطقتنا وعالمنا اليوم من أزمات وتحديات بالغة توضح أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين مصر وتركيا”.

وأضاف: “من هذا المنطلق، ناقشت مع الرئيس أردوغان سبل التنسيق والعمل معا للمساهمة في التصدي للأزمات الإقليمية، وعلى رأسها معالجة المأساة الإنسانية التي يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون في غزة فـي كارثة غير مسبوقـة قاربت علـى العـام”.

وتابع: “يهمني في هذا الصدد إبراز وحدة موقفي مصر وتركيا حيال المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، ورفض التصعيد الإسرائيلي الحالي في الضفة الغربية، والدعوة للبدء في مسار يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.

وأشار في هذا السياق إلى التعاون المتواصل بين مصر وتركيا منذ بداية الأزمة لـ”إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة على الرغم من المعوقات المستمرة التي تفرضها إسرائيل”.

وبشأن الوضع في ليبيا، قال الرئيس المصري: “تبادلنا وجهات النظر واتفقنا على التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا”.

وأضاف: “تم التأكيد على أهمية طي صفحة تلك الأزمة الممتدة من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن، وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد، وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة، حتى يتسنى لليبيا الشقيقة إنهاء مظاهر الانقسام وتحقيق الأمن والاستقرار”.

وحول الوضع في سوريا، قال السيسي: “أكدنا تطلعنا إلى التوصل لحل لتلك الأزمة (…) التي أثرت (سلبا) على الشعب السوري الشقيق بشكل غير مسبوق”.

وأعرب الرئيس المصري عن “ترحيبه بمساعي التقارب بين تركيا وسوريا؛ حيث نهدف في النهاية إلى تحقيق الحل السياسي ورفع المعاناة عن الشعب السوري وفقا لقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها والقضاء على الإرهاب”.

وبخصوص الحرب المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، قال الرئيس المصري: “تم (خلال المباحثات مع أردوغان) استعراض الأزمة في السودان، والجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي”.

ولفت إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى الأوضاع في القرن الإفريقي وخاصة بالصومال؛ حيث “اتفقنا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه ضد التهديدات التي تواجهه”.

التهدئة بمنطقة شرق المتوسط

وأعرب السيسي عن تطلعه إلى “استمرار التهدئة الحالية في منطقة شرق المتوسط والبناء عليها وصولا إلى تسوية الخلافات القائمة بين الدول المتشاطئة بالمنطقة؛ ليتسنى لنا جميعا التعاون وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بها.. لتحقيق الرفاهة لشعوب المنطقة أجمع”.

وفي ختام حديثه، أعرب الرئيس المصري كذلك عن “تطلعه لاستقبال الرئيس أردوغان مجددا في مصر لاستمرار البناء على تواصلنا المباشر بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين والمنطقة بأسرها”.

وفي وقت سابق الأربعاء، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، نظيره المصري، بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here