أزمة محمد صبحي وتركي آل الشيخ: من الترفيه إلى السياسة

13
أزمة محمد صبحي وتركي آل الشيخ: من الترفيه إلى السياسة
أزمة محمد صبحي وتركي آل الشيخ: من الترفيه إلى السياسة

أفريقيا برس – مصر. دخلت الأزمة بين الممثل المصري محمد صبحي ورئيس “الهيئة العامة للترفيه” السعودية تركي آل الشيخ مربع السياسة أخيراً، بعد تراشق كلامي بين الاثنين، إذ تحدث محمد صبحي عن زيارة فنانين مصريين إلى الرياض، وقال إنه رفض تأدية عرض مسرحي هناك لأنه ليس “مرفهاتي”، فهاجمه تركي آل الشيخ واصفاً إياه بـ”المشخصاتي”.

ووجهت الأجهزة الأمنية في مصر، التي تدير معظم وسائل الإعلام القنوات والمواقع، إلى تهدئة الأزمة ودعوة الطرفين إلى تجاوز الخلافات، وهو ما حدث في قنوات تلفزيونية، على رأسها القناة الأولى للمخابرات العامة “دي إم سي” ومذيعها رامي رضوان، وعبر بيان لنقابة المهن التمثيلية أشادت فيه بالمملكة العربية السعودية وبمحمد صبحي.

والتزم الطرف السعودي في الأزمة الصمت، ولم يعلق إلى الآن على المواقف المصرية الأخيرة.

وقالت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد” إن تركي آل الشيخ “استاء بشدة من الهجوم عليه، من قبل شخصيات مصرية وحتى من مواطنين، بعد وصفه محمد صبحي بالمشخصاتي، إذ اعتبرها كثيرون ليست إهانة لصبحي فقط، بل لمهنة التمثيل عامة، وخصوصاً أنها ذكرت في سياق الإساءة”.

وأضافت المصادر أن “آل الشيخ انزعج من قول الكثيرين إن استخدامه للكلمة كشف عن حقيقة احتقاره للفن، على عكس ما يحاول تصديره عن نفسه كراعٍ للفنون والثقافة، وأنه في سبيل تخفيف الضغط عن نفسه، طلب من المذيع عمرو أديب إثارة أي قضية جدلية أخرى خلال برنامجه على قناة (إم بي سي مصر) السعودية، حتى يشتبك الناس حولها وينسوا أزمة محمد صبحي، وهو ما حدث بالفعل عند إثارة قضية ضرب الزوجة وعرض تصريحات مجتزأة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تسببت في الهجوم عليه من قبل إسلام بحيري، ما أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين الداعمين للشيخ والمهاجمين له”.

وكانت نقابة المهن التمثيلية قد بدأت بيانها بالإشادة بالسعودية، قائلة إنها “تابعت بكل إعجاب التطور الهائل في الحياة الفنية والثقافية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وما له من أثر كبير في خدمة الإبداع والفن العربي”.

وتطرقت إلى الأزمة قائلة: “إنه في إطار المتابعة تلاحظ في الأيام القليلة الماضية وجود تصريحات بدأت من الفنان القدير محمد صبحي، عضو النقابة، وتلتها ردود أفعال بعضها كانت غاضبة من بعض الأشقاء”. وأضافت أن صبحي “قيمة فنية كبيرة، وأعماله جزء عام من تاريخ الإبداع المصري، ولا يمكن المساس بقيمته”.

وشددت النقابة على أن “كل هيئة ثقافية إبداعية ترفيهية في أي دولة شقيقة، وهي تضع سياستها أو مسمياتها، فهو أمر يجب احترامه من الجميع، ولا يجب أن يكون هناك أي تدخل في هذا الشأن”، في ما بدا وكأنها تحمل صبحي المسؤولية عن بدء الأزمة.

واستطرد البيان: “التقدير الذي يلقاه ويلمسه الفنانون المصريون في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية أمر يدل على رقي وتقدير للفن والفنانين المصريين، وهو مقدر جداً من قبل النقابة”.

وختمت نقابة المهن التمثيلية داعية “الجميع بروح وقيم الفن العربي إلى الكف عن أي تصريحات من شأنها أن تعكر هذه الحالة الفنية الرائعة التي يشهدها مجتمعنا العربي”.

وجاء بيان نقابة الممثلين ــ بحسب ما أكدته مصادر داخلها ــ بعد توجيه للنقيب بضرورة احتواء الأزمة بين الطرفين، وبعد حذف منصة “شاهد” السعودية كل أعمال صبحي، بالإضافة إلى مسلسل “منورة بأهلها” الذي يشارك الممثل باسم سمرة في بطولته، بعد إعلان تضامنه مع صبحي.

وعلم “العربي الجديد” أن تعليمات صدرت للجان الإلكترونية التي تديرها الأجهزة الأمنية في مصر بالدفاع عن صبحي في مواجهة آل الشيخ، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الأجهزة، رغم علاقته المباشرة بالرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقالت مصادر خاصة إنه بعد “موجة الدفاع عن صبحي عبر اللجان الإلكترونية، جاءت مرحلة التهدئة مع آل الشيخ الذي لا تريد الأجهزة أن تخسره بشكل كامل، لما يقدمه من دعم مالي كبير في مجال صناعة السينما والترفيه في مصر”.

وفي السياق، أقامت الكلية الحربية في مصر، الأربعاء الماضي، ندوة لصبحي حول “الفن الهادف”، لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية. وكرمته الكلية “تقديراً منها لما قدمه من إنجازات فنية خلال مشواره في التمثيل”.

والجدير بالذكر أن الفنان محمد صبحي كان من أشد الداعمين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى إنه أقسم ذات مرة على أنه “حتى وإن أخذ السيسي أبناءه وعذبهم وسجنهم فسيستعوض الله فيهم حتى لا يمس تراب الوطن بسوء”، معتبراً من يستنكر ذلك “خائناً لبلاده”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here