أفريقيا برس – مصر. عبّر مسؤولون مصريون كبار، عن خيبة أمل وإحباط وغضب تجاه سلوك دولة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في ظل رفض إسرائيل الرد على مقترح اتفاق غزة الذي وافقت عليه حركة حماس. وقال المسؤولون المصريون الكبار لنظرائهم الإسرائيليين، وفق ما نقلته القناة 12 العبرية عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء: ‘لقد دفعنا حماس تحت ضغط كبير إلى الموافقة على 98% من مطالب نتنياهو، لكن حتى هذه اللحظة لم نتلقَّ منهم رداً منظماً، وكل ما نسمعه في الإعلام أنّ نتنياهو يريد فجأة شيئاً آخر. هذا سلوك غريب وغير مقبول. هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق وإخراج ما لا يقل عن عشرة محتجزين أحياء، لكن إسرائيل ببساطة تدير ظهرها”.
وذكرت القناة أن وفداً من جهاز المخابرات المصري زار إسرائيل، في محاولة لفهم نياتها بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فيما أفادت صحيفة معاريف أمس، بأن فريقاً تفاوضياً مصرياً من المستوى المهني، وليس من كبار المسؤولين، زار إسرائيل أول من أمس الاثنين، في محاولة لتحريك المفاوضات، وصياغة التفاصيل الفنية للمحادثات، وعلى رأسها مسألة مكان انعقادها. وحتى الآن، لم يُحدد بعد أين ستُجرى المفاوضات، لكن أُكِّد أنها لن تُعقد هذه المرة في مصر ولا في قطر.
وكانت قطر بدورها قد انتقدت دولة الاحتلال الإسرائيلي بسبب عدم الرد على المقترح، معتبرة أن الكرة في ملعبها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أمس الثلاثاء، إن قطر تنتظر رداً رسمياً من إسرائيل على المقترح الأخير المقدم لها، والذي وافقت عليه حماس. واعتبر أن “إسرائيل لا تريد تقديم رد على المقترح الموضوع على الطاولة”، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على تل أبيب. وأفاد الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية في مبنى وزارة الخارجية في الدوحة، بعدم التعامل بجدية مع التصريحات الإعلامية بإسرائيل، وتابع: “ننتظر رداً رسمياً على المقترح، وحتى الآن لا يوجد رد رسمي، لا بالقبول أو الرفض أو بتقديم مقترح بديل”.
وأعلنت حركة حماس في 18 أغسطس/آب الجاري أنها والفصائل الفلسطينية أبلغت موافقتها على المقترح الذي قُدم إليها من الوسيطين، المصري والقطري، الذي يتضمّن اتفاقاً جزئياً على أساس مقترح أميركي سابق، ويقضي بهدنة لمدة 60 يوماً، تتخللها مجموعة من الإجراءات، يأتي في مقدمتها إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء، ونحو 19 من الجثامين، في مقابل إدخال كميات كبيرة يُتَّفَق عليها من المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتوزيعها عبر الآلية الأممية. وجدد الأنصاري تأكيده أن “إسرائيل لا تريد تقديم رد على المقترح الموضوع على الطاولة”، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل. وفي رده على سؤال عن الأنباء التي تتحدث عن تغيير مكان انعقاد المفاوضات، قال الأنصاري: “لا يهم مصر أو قطر مكان انعقاد المفاوضات”، مشدداً على أن “ما وافقت عليه حماس يتطابق مع ما وافقت عليه إسرائيل، والكرة الآن في ملعب إسرائيل التي يبدو أنها لا تريد التوصل إلى اتفاق”.
في سياق متصل، اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) أمس، للمصادقة على الخطط العملياتية لاحتلال غزة من خلال عملية “عربات جدعون 2″، دون التطرق إلى مقترح الصفقة. وعُقد الاجتماع في وقت مبكر حُددت مدته بثلاث ساعات من قبل نتنياهو، من أجل عشاء فاخر وسياسي نُظم للوزراء من قبل المجلس الإقليمي الاستيطاني بنيامين في مطعم بالقدس المحتلة، ما أثار موجة غضب في إسرائيل، لكونه تزامن مع احتجاجات واسعة طالبت بإبرام صفقة تعيد المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
ونقلت وسائل إعلام عبرية إشارة نتنياهو خلال الجلسة إلى تصريحات ترامب بشأن الخطر على حياة بعض المحتجزين وأن عدد الأحياء أقل من 20 محتجزاً وأنه لا يعلم مصدر المعلومات. ولم يوافق نتنياهو على مطلب بعض الوزراء بتمرير قرار ينص على أن إسرائيل لن تذهب بأي حال من الأحوال نحو صفقة جزئية، ما قد يترك، ولو نظرياً، نافذة محتملة لصفقة تدريجية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس