أفريقيا برس – مصر. قال المصري إسلام مصطفى، مالك عربة المأكولات التي تعرض عمالها لاستفزاز وسلوك عنصري من قبل المواطن الأمريكي ستيورات سيلدوويتز، إنه صُدم عندما علم أن الأخير مسؤول سابق بوزارة الخارجية الأمريكية.
وانتشر مؤخرا مقطع مصور يظهر سيلدوويتز وهو يضايق بائعا مصريا يعمل بعربة للمأكولات الحلال، قائلا إن قتل 4 آلاف طفل فلسطيني (بالهجمات الإسرائيلية) في غزة “ليس كافيا”، في مشهد أثار انتقادات وردود فعل كبيرة.
وقال مالك العربة المصري إن سيلدوويتز (64 عاما) قام بمضايقة العاملين في عربته في 3 حوادث منفصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأوضح مصطفى أنه يدير عربة المأكولات في منطقة مانهاتن بولاية نيويورك منذ 7 سنوات، وأنها المرة الأولى التي يشهد فيها حادثة مضايقة كهذه.
وعبر عن اعتقاده بأن هذه الحادثة تعتبر تصرفا فرديا، وأنه ليست لديهم أي مشاكل مع سكان المنطقة.
وأضاف أنه أًصيب بالصدمة عندما علم لاحقا أن الشخص الذي مارس الكراهية وهذا السلوك العنصري مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية، وكان مسؤول جنوب آسيا لدى مجلس الأمن القومي بالخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
ولفت مصطفى أنه اشتكى للشرطة مرتين في حادثتي المضايقة الأولى والثانية، إلا أن الشرطة لم تتخذ أي إجراء ضد سيلدوويتز بحجة “حرية التعبير”.
وشدد على ضرورة التمييز بين حرية التعبير وخطاب الكراهية بعد هذه الحادثة، مضيفا: “لا نتحدث السياسة مع أحد هنا، لكن جاء مسؤول سابق وقام بمضايقة عامل شاب (24 عاما) في عربتي”.
وقال: “مع انتشار المقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جاء الكثيرون إلينا وأعربوا عن دعمهم وتضامنهم معنا”، فيما أعرب عن أسفه على سيلدوويتز بسبب هذا الكم الهائل من الحقد الذي بداخله.
وصباح الخميس، أوقفت الشرطة الأمريكية، سيلدوويتز “على خلفية تصريحات معادية للإسلام وأطفال قطاع غزة أثناء مضايقته بائع أطعمة جوّال مسلم في مدينة نيويورك الأمريكية”، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر بالشرطة لم تسمّها.
بدوره، قال محمد حسين، وهو الشاب المصري الذي تعرض للحادثة أثناء عمله بالعربة، إنه منزعج جدا بعد تلك الحادثة، وإنه لم يعد قادرا على الابتسام بوجه الزبائن بالشكل الكافي كما بالسابق.
وأشار أنه جاء إلى الولايات المتحدة قبل 5 أعوام، وأنه يعمل في العربة منذ عام، مؤكدا أنها المرة الأولى التي يشهد فيها حادثة كراهية.
من جانبه، أوضح أنجين فيسالي، وهو أحد الزبائن القادمين للعربة للتضامن بعد الحادثة، أن سيلدوويتز أظهر بهذا التصرف مدى “جهله ودناءة خلقه”.
وأضاف أنه صُدم كثيرا عندما علم أنه مسؤول سابق في الخارجية.
من جهته، قال ريتشارد بورتيرفايلد، وهو متضامن آخر مع عمال العربة: “عندما أتيت إلى العربة، توقعت أن أرى علما كبيرا لفلسطين أو شيئا من هذا القبيل أدى لاستفزاز سيلدوويتز، لكن لا يوجد شيئا كهذا، فقط يوجد عربة مأكولات تضم عمالا شرق أوسطيين”.
وأعرب بورتيرفايلد عن أمله في أن يقوم القضاء الأمريكي بمعاقبة سيلدوويتز، أو على الأقل إبعاده عن عمال هذه العربة “الرائعين والخلوقين”.
بدورها، قالت عفاف ناشر، رئيسة فرع نيويورك لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، إنها لم تتفاجأ أبدا جراء تعرض “بائع عربي مسلم لحادثة عنصرية قبيحة”.
وأعربت عن بالغ أسفها جراء ازدياد انتشار الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية، مؤكدة أن دعم المسؤولين الأمريكيين لإسرائيل يشجع البعض على استهداف المسلمين.
أما عمدة نيويورك إريك آدامز، فأكد في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن “الإسلاموفوبيا نوع من الكراهية، لا مكان لهذا الخطاب السافل وغير المحترم، نرفض هذا التصرف”.
وكان المقطع المصور الذي يظهر فيه ستيوارت سيلدوويتز، أثار جدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر الفيديو وهو يقوم بمضايقة بائع مصري ووصفه بأنه “إرهابي”.
وتظهر المشاهد المنشورة على منصة “إكس”، البائع الجوال وهو يوضّح مراراً لسيلدوويتز بأنه يعمل حاليا، طالباً منه الابتعاد عنه.
سيلدوويتز وبعد مواصلته مضايقة البائع الجوال، قال له: “هل تعلم؟ قتلنا 4 آلاف طفل فلسطيني. هذا ليس كافياً، ليس كافياً”.
وفي مشاهد أخرى يظهر سيلدوويتز أيضاً وهو يضايق بائعاً متجولاً آخر بكلمات مستفزّة ومسيئة للنبي محمد (ص) وللقرآن الكريم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس