الحداثة:التحرك ضد الديمقراطية ولجنة إزالة التمكين هو تحرك ضد الوطن

17
الحداثة:التحرك ضد الديمقراطية ولجنة إزالة التمكين هو تحرك ضد الوطن
الحداثة:التحرك ضد الديمقراطية ولجنة إزالة التمكين هو تحرك ضد الوطن

أفريقيا برسمصر. الفساد والخراب والقمع والاستبداد وإذلال الشعب، الذي أتى به نظام المؤتمر الوطني على مدى ثلاثين عاماً، لم يسبقه عليه نظام في تاريخ السودان، منذ عهد الخراب الاستعماري الدفترداري قبل مئتي عام.

شهدت عقود الحكم الشمولي الدكتاتوري المباد، تخريباً واسعاً في قطاعات زراعية وصناعية وخدمية، دفع لها الشعب السوداني من عرقه ودمه وسنوات عمره المعطاء.

قطع انقلاب الجبهة الإسلامية القومية الطريق على المؤتمر الدستوري لاتفاقية “الميرغني– قرنق”، التي أوجدت مدخلاً لحل سلمي للحرب في جنوب السودان، يحفظ وحدة البلاد، وأشعل بدلاً منها أربع حروب جديدة: في شرق السودان أولاً، ثم في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

قتل نظام المؤتمر الوطني في هذه الحروب مئات الألوف من السودانيين، ودفع ملايين منهم لقسوة معسكرات النزوح واللجوء القاتلة أيضاً.

في مواجهة المعارضين المدنيين، أقام نظام المؤتمر الوطني بيوت الأشباح، واستخدم فيها التعذيب الممنهج المسنود بالفتوى الدينية والعنف الحاسم المؤدي للموت وإذلال الشباب، واستخدامهم دروعاً بشرية في حروبه الجهادية العبثية..الخ.

في كل هذه الجرائم التي انتهت بعقوبات دولية وعزلة عالمية، عانت منها الدولة والمجتمع الأمرين، لثلاثة عقود، كانت أدوات النظام المباد هي مؤسسات الدولة التي اختطفها وأحل فيها منسوبيه وعضويته الفاشية، مستخدماً لها في التنكيل بالشعب واستباحة المال العام ونهب ثروات البلاد، من أجل الثراء الحرام لعضويته وتنظيمه الإرهابي.

لقد دمرت أعوام حكم الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني مقومات الدولة الحديثة في السودان، وهتكت نسيجه المجتمعي السلمي المتسامح، وعزلته عن رياح الحضارة وموجات التقدم والمدنية على المستويين الإنساني والعالمي.

لقد كانت ثورة ديسمبر المجيدة، ممثلة في الديمقراطية والحريات التي أشاعتها ولجنة إزالة التمكين، التي افترعتها لمواجهة مصائب النظام المباد- هي الروح التي سرت من جديد في جسد الدولة والمجتمع السوداني، بعدما أشبعته غوائل النظام المباد قتلاً وتنكيلاً، لكن ها هي أشباح النظام المباد وفلوله المندحرة تطل برؤوسها اليائسة، تسعى لخلق الفتنة والعودة بالبلاد إلى عهود الفساد والاستبداد، دون ذلك أجسادنا وأرواحنا.. فهي مبذولة لكَ رخيصةً.. وطننا العزيز.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here