أفريقيا برس – مصر. دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى وقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وإدخال المساعدات.
جاء ذلك في كلمة متلفزة للرئيس المصري، بشأن التطورات في غزة، نقلها التلفزيون الحكومي.
نداء عام وخاص
وأشار إلى أن خطابه اليوم يأتي “عقب المناشدات التي صدرت الأيام الماضية وموجها للشعب المصري والرأي العام العربي والعالمي”.
وقال السيسي: “أوجه نداء خاصا للرئيس ترامب لأن تقديري الشخصي لإمكانياته ومكانته بأنه هو القادر على إيقاف الحرب لذا أطالبه ببذل كل الجهد لوقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات وأتصور أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب”.
كما وجه الرئيس المصري نداء عاما لكل دول العالم، ودول الاتحاد الأوروبي، والأشقاء في المنطقة العربية، “لبذل أقصى الجهود خلال هذه الفترة الصعبة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه الأزمة”.
وشدد على أن “مصر حرصت منذ أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) على أن تشارك بصورة إيجابية مع شركائها في قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل ثلاث نقاط محددة، الأولى تتمثل في إيقاف الحرب، والثانية إدخال المساعدات والثالثة الإفراج عن الرهائن”.
وفي ذلك اليوم هاجمت “حماس” 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وأضاف السيسي: “أتحدث معكم في هذه المرحلة الراهنة لأن هناك الكثير من الكلام يثار، ويجب أن أذكر الناس بمواقفنا التي كانت دائما إيجابية وتدعو لإيقاف الحرب وحل الدولتين وإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية”.
رفض التهجير
وشدد السيسي على أن “لمصر موقف واضح فيما يخص رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، مضيفا: “تصورنا أن عملية التهجير ستؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين أو عدم إقامة الدولة الفلسطينية وهذا مرفوض من جانبا”.
وفي 4 مارس/ آذار الماضي، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة قدمتها مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمخطط يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
ولفت السيسي إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى ما بين 600 إلى 700 شاحنة يوميا في الأيام العادية، وأن مصر حرصت خلال الـ21 شهرًا الماضية، على إدخال أكبر حجم من المساعدات.
وتابع: “يجب أن يوضع في الاعتبار أن معبر رفح هو معبر أفراد، تشغيله مرتبط بوجود طرف على الجانب الأخر، وليس المصري فقط”، لافتا إلى أن “هناك خمسة معابر متصلة بقطاع غزة إضافة إلى معبر كرم أبو سالم ورفح، الذي لم يتم إغلاق الجانب المصري منه”.
وأوضح السيسي أن “حجم المساعدات المتواجدة والمتاحة، والشاحنات المستعدة للدخول إلى القطاع منذ بداية الأزمة وحتى الآن، ضخم جدًا ولا أحد يعيقه من الجانب المصري”.
وأكد أن “المشكلة لدى الطرف الأخر (يقصد الإسرائيلي المحتل للجانب الفلسطيني) من معبر رفح”، قائلا: “دخول المساعدات يتطلب تنسيقا مع الطرف الآخر المتواجد داخل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ليكون مفتوحًا حتى يمكن استقبال هذه المساعدات وعبورها إلى القطاع”.
ولفت إلى أن هذا الأمر كان ضمن الجهد الذي كان يتم بذله ضمن “النقاط الثلاث” (يقصد إدخال المساعدات، إيقاف الحرب، وإطلاق سراح الرهائن).
وأوضح الرئيس المصري أن “هناك تفاصيل كثيرة تتم مناقشتها في المباحثات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بمشاركة قوية ومخلصة من الأشقاء في قطر، وأيضا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية”.
واستطرد: “الشهور الماضية كان كل الجهد يتركز للوصول إلى هذا الحل، وكانت الأمور تتعثر أحيانًا وتنجح أحيانًا، ثم تتعثر مرة أخرى”.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي، جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
الظروف مأساوية بغزة
وأكد السيسي أن “الظروف داخل قطاع غزة مأساوية والأمر أصبح لا يطاق في القطاع ولابد من دخول أكبر كم من المساعدات ولا يقتصر ذلك على المساعدات الغذائية فقط، بل يشمل أيضا المساعدات الطبية وكل ما من شأنه أن يساهم في التخفيف من حدة الأزمة ورفع المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين”.
ووجه السيسي حديثه للمصريين قائلا: “لا تتصوروا أبدًا أننا يمكن أن نقوم بدور سلبي تجاه الأشقاء في فلسطين، ورغم صعوبة الموقف إلا أنه لا يمكن تصور أن نفعل ذلك”.
وأضاف: “مصر لها دور محترم وشريف ومخلص وأمين، لا يتغير ولن يتغير وحريصة على إيجاد حلول تخفف التوتر والتصعيد، وإنهاء الحرب وإيجاد حل نهائي لهذه القضية”.
ومساء الأحد، أكدت مصر وقطر، “التزامهما الكامل بمواصلة المفاوضات وبذل الجهود لسرعة التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار”، بحسب ما ذكره وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثان، خلال اتصال هاتفي، وفق بيان للخارجية المصرية.
ومنذ 6 يوليو/ تموز الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
ولا يزال الغموض يكتنف مصير المفاوضات، غداة إعلان إسرائيل والمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سحب فريقي بلديهما للتشاور من الدوحة، علاوة على اتهامات من واشنطن وتل أبيب لحماس بـ”عدم الرغبة” في التوصل إلى صفقة، وهو ما نفته الحركة وأكدت التزامها “باستكمال المفاوضات”.
وتشن إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205ؤ آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس