القاهرة: الكرة في ملعب إسرائيل بعد المقترح المصري القطري

1
القاهرة: الكرة في ملعب إسرائيل بعد المقترح المصري القطري
القاهرة: الكرة في ملعب إسرائيل بعد المقترح المصري القطري

أفريقيا برس – مصر. أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، أنّ ما وصفها بـ”الحملة الممنهجة التي تستهدف الانتقاص من دور مصر في دعم غزة” هي “حملة بائسة”، هدفها رفع الضغوط عن إسرائيل وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشدد على أنّ أي حديث يوحي بوجود “تقاعس أو تقصير مصري هو حديث هزلي يتنافى مع الواقع”.

وقال خلاف، في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، اليوم الأحد، إنّ الادعاءات حول تراجع الدور المصري في القضية الفلسطينية لصالح أطراف إقليمية أخرى “تعكس عبثاً سياسياً وقصوراً في الفهم”، مؤكداً أنّ القاهرة لا تتحسّس من دخول أطراف داعمة للملف، بل تعتبرها أدواراً مكمّلة للجهود المصرية، وأشار إلى أنّ الدور المصري في القضية الفلسطينية “محوري وتاريخي غير قابل للاستبدال”، بحكم الجغرافيا والثقافة والروابط الإنسانية بين الشعبين، فضلاً عن الذاكرة المؤسّسية العميقة التي تمتلكها مصر تجاه الملف الفلسطيني.

وفي ما يخص الوساطة، شدد خلاف على أنّ القاهرة مستمرة في جهودها للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بالتعاون مع قطر، لافتاً إلى أنّ المفاوضات شهدت “صعوداً وهبوطاً” منذ تقاعس إسرائيل عن تنفيذ اتفاق يناير/ كانون الثاني الماضي، وقال إنّ “الكرة الآن في ملعب إسرائيل” بعد تقديم مقترح مصري قطري يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وتوسيع دخول المساعدات الإنسانية، وتبادل أسرى ورهائن.

ودافع المتحدث باسم الخارجية عن سجل مصر في دعم غزة، مؤكداً أنها وفرت 70% من إجمالي المساعدات التي دخلت القطاع منذ بداية الحرب، واستقبلت أكثر من ألف طائرة إغاثية في مطار العريش، إلى جانب علاج آلاف المصابين الفلسطينيين في 172 مستشفى مصرياً، وقال إن القاهرة أعدت خطة متكاملة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار وأجهضت بها “مخطط التهجير”، وتستعد لتنظيم مؤتمر دولي لحشد التمويل اللازم لتنفيذ هذه الخطة.

وفي سياق متصل، وصف خلاف موجة الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية بأنها “تطور تاريخي”، مؤكداً أن الدبلوماسية المصرية لعبت دوراً في دفع دول مثل إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا نحو الاعتراف، وأن دولاً أخرى بينها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا ومالطا تستعد لاتخاذ الخطوة ذاتها في سبتمبر/ أيلول المقبل، وأضاف أن “التاريخ سيذكر أن الحكومة الإسرائيلية الأكثر معارضة لإقامة دولة فلسطينية شهدت خلال ولايتها أكبر موجة اعتراف بالدولة الفلسطينية من دول غربية فاعلة ومؤثرة”، معتبراً أن ذلك يجسد بشكل عملي للتأييد المتزايد الذي تحظى به الدولة الفلسطينية ورفض السياسيات الإسرائيلية المعرقلة لتحقيق السلام والعدالة والتعايش المشترك.

وفي السياق، أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن مواجهة أي محاولات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين تستدعي تحركاً دبلوماسياً مصرياً متواصلاً مع الإدارة الأميركية، في محاولة لممارسة ضغوط غير مباشرة على إسرائيل لتعديل سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشرق الأوسط عموماً.

وأوضح هريدي أن هذا التحرك لن يحقق أهدافه إلّا عبر تنسيق مصري خليجي مشترك، مشدداً على الدور المحوري لكل من قطر والسعودية والإمارات في دعم هذه الجهود، “لما لهذه الدول من ثقل سياسي ودبلوماسي إقليمي ودولي يمكن أن يسهم في تعزيز الضغط على إسرائيل ودفعها نحو مراجعة سياساتها”.

حماس: نتنياهو يرفض كل الحلول

وفي السياق نفسه، أكدت حركة حماس، الأحد، أن “تصديق نتنياهو على خطة احتلال غزة بعد موافقتنا على مقترح الوسطاء يؤكد إصراره على عرقلة الاتفاق”، وأضافت الحركة في بيان أنها وافقت على صفقة جزئية وأبدت استعدادها لصفقة شاملة “لكن نتنياهو يرفض كل الحلول”.

وأشارت حماس إلى “اعترافات إسرائيلية وأميركية تؤكد أن نتنياهو هو المعطل الحقيقي لصفقات التبادل ووقف إطلاق النار” مستشهدة بتصريحات المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، التي أكد فيها أن “نتنياهو كان يماطل ويكذب، بوضعه شروطاً جديدة كلما اقتربنا من إنجاز الاتفاق”.

وأكدت الحركة في بيانها أن الاتفاق على وقف إطلاق النار “هو الطريق الوحيد لإعادة الأسرى، ونتنياهو يتحمل المسؤوليّة الكاملة عن مصير الأسرى الأحياء لدى المقاومة”، وأشارت إلى أن الحرب المستمرة منذ 22 شهراً لم تحقق وهم “الانتصار المطلق” الذي يتحدث عنه “مجرمو الحرب نتنياهو و(إيتمار) بن غفير و(بتسلئيل) سموتريتش”. ودعت الحركة إلى “استمرار الضغوط الرسمية والشعبية لوقف الإبادة والتجويع ضد شعبنا الفلسطيني”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here