المؤتمر الدولي للهجرة يختتم فعالياته بتنظيم مؤتمر للمانحين “قريباً”

7
المؤتمر الدولي للهجرة يختتم فعالياته بتنظيم مؤتمر للمانحين
المؤتمر الدولي للهجرة يختتم فعالياته بتنظيم مؤتمر للمانحين "قريباً"

أفريقيا برس – مصر. أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الأحد، عن تنظيم مؤتمر للمانحين قريباً في أعقاب مؤتمر الهجرة الذي اختتم أعماله اليوم في العاصمة روما، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

واتفقت دول مطلة على البحر المتوسط ​​وأخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا خلال المؤتمر على عدة خطوات لمحاولة إبطاء وتيرة الهجرة “غير النظامية”، ومعالجة بعض الضغوط التي تدفع المهاجرين إلى الخروج من بلادهم في سبيل الوصول إلى أوروبا.

وأظهرت مسودة نتائج منبثقة من الاجتماع الذي استمر يوماً واحداً، التزاماً بتضييق الخناق على “تهريب البشر”، وتحسين التعاون بين الدول الأوروبية والأفريقية في مجالات مثل الطاقة المتجددة.

من ناحية أخرى، قالت ميلوني التي ستزور البيت الأبيض، الخميس المقبل، إن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يفاتحها قط في مسألة انضمام روما إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وتقود ميلوني الدولة الغربية الرئيسية الوحيدة التي انضمت إلى مشروع الحزام والطريق الصيني، الذي يحيي من جديد طريق الحرير لربط الصين مع آسيا وأوروبا وما وراءهما بإنفاق ضخم على البنية التحتية.

وقالت في مؤتمر صحافي عقب مؤتمر الهجرة: “لم يطرح رئيس الولايات المتحدة المسألة معي بشكل مباشر”.

وجرى توقيع اتفاق انضمام إيطاليا للمبادرة عام 2019 في عهد إدارة رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي مما أثار انتقاد واشنطن والاتحاد الأوروبي. ومن المستبعد بشدة أن تجدد إيطاليا الاتفاق عندما ينتهي أجله في أوائل العام المقبل.

ولم يحقق الاتفاق أي فائدة تذكر لإيطاليا على مدى السنوات الأربع الماضية، إذ بلغ إجمالي صادراتها إلى الصين العام الماضي 16.4 مليار يورو (18.1 مليار دولار) مقابل 13 مليارا في 2019.

واستضافت روما، اليوم الأحد، فعاليات المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة غير النظامية، في مبادرة كانت قد دعت لها رئيسة الوزراء الإيطالية.

واستقبلت ميلوني، اليوم الأحد، قادة دول البحر المتوسط في روما، في مؤتمر دولي يهدف إلى تعميم أساليب تعاون جديدة بين البلدان، التي ينطلق منها المهاجرون، على غرار الاتفاق النموذجي الموقّع بين الاتحاد الأوروبي وتونس، بهدف الحد من وصول المهاجرين إلى القارة.

وحضر المؤتمر قادة من المنطقة، والاتحاد الأوروبي، والمؤسسات المالية الدولية، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، ورئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.

وبين الحضور أيضاً رؤساء وزراء مالطا، ومصر، وليبيا، وإثيوبيا، والجزائر، والأردن، ولبنان، وتونس، والنيجر، بينما أوفدت دول أخرى وزراء لتمثيلها، وبينها اليونان، وتركيا، والكويت، والمملكة العربية السعودية. ولم ترسل كل من فرنسا وإسبانيا ممثلين عنهما.

وافتتحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليمينية المتطرفة، المؤتمر محدّدة أولويات ما سمّته “عملية روما”.

وتحدّثت عن “محاربة الهجرة غير النظامية، وإدارة تدفقات الهجرة القانونية، ودعم اللاجئين، وخصوصاً التعاون الواسع النطاق لدعم تنمية أفريقيا، خصوصاً بلدان المغادرة (المهاجرين)، إذ بدونها سيبقى أي عمل غير كاف”.

وقالت ميلوني إن التدفقات غير الشرعية للمهاجرين تلحق ضرراً بجميع البلدان على البحر المتوسط، ودعت الدول إلى النضال معاً في مواجهة مهربي البشر.

وأضافت أن الحكومة الإيطالية منفتحة على استقبال مزيد من الأفراد عبر الطرق القانونية، لأن “أوروبا وإيطاليا بحاجة إلى الهجرة”، وذلك على النقيض من خطابها المتشدد الذي ألقته في وقت سابق. وأردفت: “الهجرة الجماعية غير الشرعية تضرنا جميعاً. لا أحد يستفيد من ذلك، باستثناء الجماعات الإجرامية التي تغتني على حساب الفئات الأضعف، وتستخدم قوتها حتى ضد الحكومات”.

سعيّد ينتقد سياسات الغرب تجاه أفريقيا

من جهته، انتقد الرئيس التونسي قيس سعيّد، اليوم الأحد، سياسة الغرب تجاه أفريقيا، ودعا إلى إلغاء ديون دول القارة، وإنشاء صندوق دولي لدعمها من جانب المانحين.

حديث سعيد جاء في كلمته خلال افتتاح “المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة” في العاصمة الإيطالية روما.

وقال سعيد: “هناك بيع للأسلحة للدول الأفريقية لتغذية النزاعات، بينما بالإمكان استغلال كل هذه الثروات المهدورة في السلاح للقضاء على المجاعات في أفريقيا”، متسائلاً: “من أين تأتي أموال السلاح وفي الوقت نفسه لا توجد أموال لزرع الأمل في هذه الدول؟!”.

وتابع: “علينا تخصيص صندوق دولي جديد يجري تمويله من الدول المانحة، وكذلك السعي إلى إلغاء الديون التي تثقل كاهل الدول الأفريقية”.

ومنذ فترة تشهد تونس تصاعداً لافتاً في وتيرة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، خصوصاً باتجاه سواحل إيطاليا، على وقع تداعيات الأزمات الاقتصادية والسياسية في البلد الأفريقي ودول أفريقية أخرى، لا سيما جنوب الصحراء.

الدبيبة: رؤيتنا لا تتضمن أي اقتراحات لتوطين المهاجرين

من جانبه، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إن “رؤيتنا لا تتضمن أي اقتراحات حول توطين المهاجرين غير النظاميين في مناطق العبور”، مطالباً بدعم دولي لبلاده في هذا الملف “أمنياً وسياسياً ومادياً”.

وليبيا دولة عبور لمهاجرين غير نظاميين، لا سيما من دول أفريقيا جنوب الصحراء، يرغبون في عبور البحر المتوسط إلى دول أوروبية، بحثاً عن حياة أفضل، في ظل معاناة دولهم من أزمات اقتصادية ونزاعات سياسية.

وأضاف الدبيبة: “نثمّن الجدية العالية التي تبديها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني للتعاون في ملف الهجرة غير النظامية، وندعو إلى إقامة شراكة متوازنة مع مفوضية الاتحاد الأوروبي”.

رئيس وزراء الأردن: التمويل الدولي لا يكفي

من طرفه، قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، اليوم الأحد، إنّ “عبء استضافة اللاجئين بدأ يضغط علينا في الأردن وعلى الدول المضيفة لها، نتيجة تضاؤل الدعم الدولي المقدم للاجئين بمعدلات خطيرة”، مشيراً إلى أن التمويل الدولي لخطة استجابة الأردن للأزمة السورية بلغ هذا العام 6.8% فقط، في حين كان في العام الماضي 33%، مقارنة بنحو 64% في عام 2016.

وأكد خلال مشاركته في ذات المؤتمر في العاصمة روما، أن “اللاجئين هم ضحايا أزمة شرسة لم يتم حلها بعد”، مضيفاً: “لقد فعلنا كل ما في وسعنا للتأكد من أنهم لن يصبحوا أيضاً ضحايا الحاجة واليأس، لكن لا يمكن ولا ينبغي أن تكون هذه مسؤوليتنا وحدنا، لأنه أعلى بكثير من قدرتنا”.

ولفت رئيس الوزراء الأردني إلى أن العمل في عزلة لن يؤدي إلا إلى تخفيف الأعراض مؤقتاً، دون معالجة السبب الجذري للمشكلة، مؤكداً أن الأردن “بحاجة إلى شراكة حقيقية، قائمة على التعاون والتآزر، لتحقيق الأهداف المشتركة لتحدياتنا المشتركة”.

وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي هو شريك أساسي في جهودنا لتلبية احتياجات اللاجئين، إذ يقدم إعانات صغيرة لكنها مهمة جداً لمئات الآلاف من اللاجئين، بواقع أقل من 30 دولاراً شهرياً، لكنه حذر من أنه في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، لن يستطيع برنامج الأغذية العالمي الاستمرار في وتيرة عمله، لأنه لا يملك الأموال اللازمة لمواصلة عملياته، ما يعني أن هؤلاء الناس سيعانون أكثر مما يعانون بالفعل.

ودعا الخصاونة إلى “إنهاء الظروف التي دفعت اللاجئين إلى ترك ديارهم في المقام الأول، وهذا يعني تزويد اللاجئين بالوسائل اللازمة لعيش حياة كريمة في الجوار المباشر لدولهم، حتى تصبح الظروف مواتية لهم للعودة إلى أوطانهم”.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الأردن يستضيف أكثر من 1.3 مليون سوري، منهم 10% فقط يعيشون في مخيمات اللجوء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here