أفريقيا برس – مصر. وصل الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح إلى المملكة المتحدة، اليوم الجمعة، بعدما رفعت السلطات المصرية حظر السفر المفروض عليه، في خطوة أنهت فصلاً طويلاً من القيود التي لاحقته حتى بعد الإفراج عنه بعفو رئاسي في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأكّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وعائلة عبد الفتاح، نبأ وصوله إلى بريطانيا، حيث أصبح بإمكانه أخيراً الالتقاء بابنه خالد (14 عاماً) المقيم في مدينة برايتون جنوبي إنكلترا مع والدته. وكتبت والدته، الأكاديمية والناشطة ليلى سويف، على صفحتها في “فيسبوك”: “الحمد لله علاء وصل لندن بالسلامة”.
وفي بيان مطوّل، أوضحت أسرة عبد الفتاح أنّ الناشط البالغ 44 عاماً غادر القاهرة اليوم الجمعة، بعدما رُفع حظر السفر عنه رسمياً في 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، عقب قرار من النائب العام المصري. وكان محامي عبد الفتاح خالد علي قد أعلن، السبت الماضي، أنّ النائب العام وافق على رفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر بناءً على طلب تقدّمت به هيئة الدفاع.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في منشور على منصة إكس، إنه “سعيد بعودة علاء عبد الفتاح إلى بريطانيا والتئام شمله مع أحبائه الذين لا بد أنهم يشعرون بارتياح عميق”، مضيفاً: “أود أن أشيد بعائلة علاء، وبكل من عملوا وناضلوا من أجل هذه اللحظة”.
ويُعدّ علاء عبد الفتاح واحداً من أبرز رموز ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وأحد أشهر السجناء السياسيين في مصر خلال العقد الأخير، إذ أمضى قسماً كبيراً من حياته منذ شبابه متنقلاً بين السجن والحرية بسبب نشاطه السياسي وكتاباته المنتقدة للسلطات. كما تحوّل إلى رمز نادر لمعارضة حملة القمع الواسعة التي شهدتها البلاد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وحصل عبد الفتاح على الجنسية البريطانية في عام 2021 عن طريق والدته، وهو ما فتح الباب أمام ضغوط دبلوماسية متزايدة من لندن للإفراج عنه. وخلال سنوات سجنه، أثارت إضراباته المتكررة عن الطعام، إلى جانب إضراب والدته، موجة تضامن دولية واسعة، بلغت ذروتها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب27” الذي استضافته مصر في عام 2022.
ورغم صدور عفو رئاسي عنه في سبتمبر/ أيلول الماضي بعد قرابة عقد من السجن، بقي عبد الفتاح ممنوعاً من السفر، إذ مُنع الشهر الماضي من مغادرة البلاد في مطار القاهرة أثناء استعداده للتوجه إلى بريطانيا، بحسب ما أكدت شقيقته سناء سيف. ولم يُرفع هذا القيد إلا قبل أيام، ما أتاح له مغادرة مصر أخيراً.
وكان من المقرر أن يتسلّم عبد الفتاح في بريطانيا جائزة “ماغنيتسكي” لعام 2025 التي مُنحت له ولأمه بشكل مشترك، تكريماً لما وصفته الجهة المانحة بـ”الشجاعة تحت النار”، تقديراً لصمودهما خلال سنوات السجن والإضراب عن الطعام. وأوقف عبد الفتاح للمرة الأخيرة في عام 2019، بعد مشاركته منشوراً على “فيسبوك” تناول عنف الشرطة، ليُحكم عليه في عام 2021 بالسجن خمس سنوات بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، وهي تهمة توجَّه على نطاق واسع إلى المعارضين في مصر.
وقبل شهرين من إطلاق سراحه، أزالت محكمة جنايات القاهرة اسمه من قائمة المشتبه بهم في قضايا “الإرهاب”، بعد تحقيقات خلصت إلى عدم وجود صلة له بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة. وتواجه مصر منذ سنوات انتقادات متواصلة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان. وبينما أُفرج عن عدد من النشطاء والمعارضين خلال الفترة الماضية، تقدّر منظمات حقوقية دولية أن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين ما زالوا رهن الاحتجاز، في حين تنفي السلطات المصرية وجود معتقلين على خلفية سياسية.
اضغط على الرابط لمشاهدة التفاصيل
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس





