أفريقيا برس – مصر. يتواصل الجدل حول القرار الصادر عن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أمس الاثنين، بتجديد وتعيين أعضاء المجلس الأعلى للثقافة لعام 2025، وسط اتهامات بإعادة تدوير وجوه قديمة تجاوز معظمها الثمانين من العمر، وارتبط عدد كبير منها بنظام حسني مبارك.
ودافع وزير الثقافة أحمد هنّو عن تشكيل المجلس الذي “يضم قامات وطنية بارزة تُثري المشهد الثقافي والفكري المصري، وتمثل دعماً لقوة مصر الناعمة”، بحسب تصريحات صحافية، بينما رأى مثقفون وناشطون ثقافيون أن التشكيل يمثل حالة “جمود ثقافي”، ويكرّس لنمط مغلق من النخبة التي طالما احتكرت القرار الثقافي لعقود، دون فتح الباب أمام تجديد الدماء أو تمثيل الأجيال الجديدة.
وضمّ المجلس عضوية كلّ من الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي (1935)، أحد رموز الحداثة الشعرية المصرية، الذي شغل مناصب ثقافية متتالية منذ الستينيات، ومعروف بمواقفه الحادة ضد التيارات الإسلامية والتقليدية، والكاتب محمد سلماوي (1935) الذي كان مقرّباً من دوائر السلطة منذ عهد مبارك، ووجهت إليه انتقادات تتعلق بتموضعه الدائم إلى جوار الحُكم، وعدم انحيازه لحرية التعبير في فترات القمع.
وكذلك الكاتب يوسف القعيد (1944) الذي حافظ على وجوده المستمر في المؤسسات الرسمية من خلال توليه أكثر من موقع. أما مصطفى الفقي (1944)، السكرتير السابق للمعلومات في رئاسة الجمهورية خلال حكم مبارك، ومدير مكتبة الإسكندرية السابق، فيعدّ من أكثر الأسماء التي تواجه اعتراضات لكونه يعدّ امتداداً لـ”الدولة العميقة”.
ومن بين أعضاء المجلس وزير التعليم العالي الأسبق مفيد شهاب (1936) كان من أشد المدافعين عن شرعية نظام مبارك، ومحمد صابر عرب (1948) الذي تولى وزارة الثقافة أكثر من مرة بعد ثورة يناير، وعُرف بمواقفه المتذبذبة. فيما اعتُبر إدراج السفيرة مشيرة خطاب (1944)، وهي دبلوماسية سابقة ومرشحة مصر لليونسكو سابقاً، تكريساً لمبدأ “التوازنات السياسية” أكثر من اختيارها بوصفها صوتاً ثقافياً فعلياً.
ولم ينجُ وزير الشباب الأسبق علي الدين هلال (1941)، من الانتقادات، خاصة أنه يعيش أزمة صحية عميقة تحول دون قدرته على الخروج من منزله بمفرده، وكان من المؤيدين لمشروع توريث حسني مبارك لابنه جمال. كما ضمّ المجلس المخرج علي بدرخان (1946) الذي اعتبر تمثيله رمزياً بسبب توقف نشاطه السينمائي مع تقدّمه في العمر.
اللافت أن التشكيل جاء في معظمه من جيل تخطى مرحلة الشباب منذ نصف قرن، ودخل مرحلة الشيخوخة المتأخرة، ببلوغ جلهم الثمانين عاماً، عدا وزيرة الثقافة السابقة نيفين الكيلاني التي تخطت الستين. ولم يجر تمثيل الحراك الثقافي الشبابي أو تيارات الكتابة المستقلة، أو حتى ممثلين عن الثقافة الرقمية أو الحقول المعرفية الجديدة.
وعلّق عدد من الصحافيين على قرار التشكيل باعتباره تدويراً للأسماء نفسها، كما طالب بعضها بضرورة الاعتذار عن قبول عضوية المجلس، فيما أكد البعض أن تقدّمهم في السن لا يتيح لهم التخطيط لسياسة ثقافية تناسب الواقع، مع استثناء أسماء أصغر سناً من النقد، مثل الموسيقي راجح داود وسعيد المصري، بالإضافة إلى عدم خروجها على نمط التعيين القائم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس