أفريقيا برس – مصر. أكد قادة دول عربية وإسلامية في اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضرورة إنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإدخال مساعدات إنسانية كافية في خطوة أولى نحو سلام عادل ودائم.
جاء ذلك في بيان مشترك نشرته الخارجية المصرية، الأربعاء، وقالت إنه “صادر عن قادة دول أعضاء بالجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي مشاركين بالقمة متعددة الأطراف مع رئيس الولايات المتحدة”، والتي عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وأفاد البيان بأن القمة عقدت بين قادة الولايات المتحدة وثماني دول عربية وبلدان أعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، بمبادرة من ترامب، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد قادة الدول العربية والإسلامية، وفق البيان، “ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار بما يكفل إطلاق سراح الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية الكافية بوصفه الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم”.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و419 قتيلا و167 ألفا و160 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حركة حماس مرارا استعدادها للتوصل لصفقة جزئية أو شاملة لتبادل الأسرى، فيما يواصل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تعنته وعدوانه على القطاع، وسط اتهامات المعارضة وأهالي الأسرى له بمواصلة الحرب للحفاظ على منصبه السياسي.
وعبّر قادة الدول العربية والإسلامية خلال اللقاء، عن شكرهم لترامب لدعوته إلى “هذا الاجتماع المهم، وأبرزوا الوضع المأساوي غير المحتمل في قطاع غزة، بما في ذلك الكارثة الإنسانية والخسائر البشرية الفادحة، فضلا عن عواقبه الخطيرة على المنطقة وتأثيره على العالم الإسلامي ككل”، وفق البيان.
وحضر الاجتماع، بحسب البيان، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، ورئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو، ورئيسا وزراء باكستان محمد شهباز شريف، ومصر مصطفى مدبولي، ووزيرا خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والإمارات الشيخ عبد الله بن زايد.
وجدد قادة الدول العربية والإسلامية، “تأكيد الموقف المشترك الرافض للتهجير القسري وضرورة السماح بعودة الذين غادروا”، كما جددوا التزامهم بالتعاون مع ترامب، “وأكدوا أهمية قيادته من أجل إنهاء الحرب وفتح آفاق لسلام عادل ودائم”.
وشددوا على “ضرورة وضع تفاصيل خطة لتحقيق الاستقرار، مع ضمان استقرار الضفة الغربية والمقدسات في القدس. وأعربوا عن دعمهم لجهود الإصلاح للسلطة الفلسطينية”.
وبموازاة الإبادة في غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1044 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و160، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.
وحسب البيان المشترك، أكد المشاركون على “ضرورة وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، استنادا إلى خطة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلا عن الترتيبات الأمنية، مع مساعدة دولية لدعم القيادة الفلسطينية، وأعربوا عن التزامهم بالعمل معا لضمان نجاح الخطط وإعادة بناء حياة الفلسطينيين في غزة”.
وشددوا على “أهمية الحفاظ على الزخم لضمان أن يكون هذا الاجتماع بداية لمسار على الطريق الصحيح نحو مستقبل يسوده السلام والتعاون الإقليمي”.
وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/ آذار الماضي، وتهدف لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
وجاءت قمة الرئيس الأمريكي وقادة الدول العربية والإسلامية، قبل أيام قليلة من استضافة ترامب لنتنياهو في البيت الأبيض، في 29 سبتمبر/أيلول الجاري، وفي ظل استمرار إسرائيل في عملية احتلال مدينة غزة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، في 11 أغسطس/ آب الماضي، الهجوم على مدينة غزة انطلاقا من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقا “عربات جدعون 2′′، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس