تدفقات غير مسبوقة لمياه النيل تجبر السودان على فتح السدود باتجاه مصر

4
تدفقات غير مسبوقة لمياه النيل تجبر السودان على فتح السدود باتجاه مصر
تدفقات غير مسبوقة لمياه النيل تجبر السودان على فتح السدود باتجاه مصر

أفريقيا برس – مصر. أكد خبراء في الموارد المائية أن بحيرة سد النهضة الإثيوبي قد امتلأت بالكامل، مما دفع أديس أبابا إلى فتح 4 بوابات من المفيض العلوي للسد لمدة يومين في أواخر أغسطس/آب الماضي، تم خلالها تفريغ أكثر من مليار متر مكعب من المياه، قبل الانتقال إلى التشغيل الرسمي في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري.

ونقلت صحيفة “فيتو” عن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، بأن التصريفات المائية الكبيرة من الجانب الإثيوبي دفعت السودان إلى زيادة فتح بوابات سدوده، خاصة سد الروصيرص الذي يبعد نحو 100 كيلومتر فقط عن سد النهضة، وذلك لاستيعاب التدفقات المفاجئة والكميات الهائلة من المياه المتجهة نحو مجرى النهر.

من جانبه، كشف الباحث في شؤون أفريقيا وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن ارتفاع ملحوظ في مناسيب بحيرة سد الروصيرص السوداني، على الرغم من استمرار الإطلاقات المائية المرتفعة، مشيرًا إلى أن منسوب البحيرة حالياً أعلى منه في نفس الفترة خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أدت هذه التدفقات إلى تضرر عشرات الأفدنة من الأراضي الفيضية حول مدينة ود النيل في ولاية سنار السودانية، في الضفة الغربية للنيل الأزرق.

وأوضح شراقي أن “الفتح والإغلاق المفاجئ لبوابات سد النهضة أو تشغيل توربيناته يتسبب في ارتباك كبير في تشغيل السدود السودانية”، مؤكداً على “أهمية التنسيق وتبادل المعلومات لمصلحة جميع الدول المتشاطئة”.

وعلى الرغم من وصول هذه التدفقات المائية إلى مصر، شدد الخبير على أن ذلك “لا يعني القبول بسياسة فرض الأمر الواقع التي تتبعها إثيوبيا”، مشيرا إلى أن كفاءة السد العالي تسمح بإدارة هذه التغيرات، ولكن هناك جهودا حثيثة تبذل للحفاظ على الحقوق المائية التاريخية لمصر وعدم تكرار تجربة سد النهضة.

وفي قت سابق، وجهت مصر، يوم الثلاثاء الماضي، خطابا إلى رئيس مجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة في النيل الأزرق، وإعلان إثيوبيا الانتهاء من تشغيل “سد النهضة”، وهي الخطوة التي اعتبرتها أحادية ومخالفة للقانون الدولي.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، ممثلة في وزيرها، بدر عبد العاطي، في بيان رسمي، أن “محاولات إضفاء شرعية زائفة على السد لا تغير من حقيقته كإجراء أحادي غير قانوني، لا يترتب عليه أي آثار قانونية على نظام حوض النيل الشرقي وفقا للقانون الدولي”، مشددة على أن “التصرفات الإثيوبية تمثل خرقا جديدا يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات، بما في ذلك تجاهل البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في 15 سبتمبر 2021”.

يأتي خطاب وزارة الخارجية المصرية، بعد ساعات من افتتاح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، مشروع “سد النهضة” الكبير رسميا، في حفل شهد حضور عدد من القادة الأفارقة البارزين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here