تامر هنداوي
أفريقيا برس – مصر. كلما مرت الساعات دون خروج الناشط السياسي والمدون المصري علاء عبد الفتاح من السجن، زادت المخاوف على حياته.
فالناشط المصري الذي قضى معظم سنوات العقد الماضي في السجن، قرر أن يستخدم جسده في معركة “الجوع”، لإنهاء أزمته والخروج من السجن حيا أو ميتا، وصعّد من إضرابه عن الطعام ليتوقف عن تناول المياه بالتزامن مع قمة المناخ الذي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بحضور قادة العالم ومنهم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، حيث يحمل علاء الجنسية البريطانية بجانب المصرية.
ردود أفعال السلطات المصرية حتى الآن لا تشير إلى حدوث انفراجة قريبة في أزمة عبد الفتاح، فوزير الخارجية المصري، سامح شكري، خرج في تصريحات ليؤكد أن الناشط السياسي لم يستكمل بعد إجراءات حصوله على الجنسية البريطانية.
وقال شكري إن القانون المصري لديه عملية محددة للاعتراف بالجنسيات الأجنبية لم يستوفها علاء عبد الفتاح بعد، وهو مواطن مصري.
ويأتي إعلان وزير الخارجية المصري بعد أسابيع من كشف أسرة علاء عبد الفتاح عن إخطار السفير المصري نوابا في البرلمان الأوروبي بأن علاء لم يحصل على إذن الحكومة المصرية للتجنس بجنسية دولة أخرى.
وينص القانون المصري على أنه لا يجوز لمصري أن يتجنس بجنسية أجنبية إلا بعد الحصول على إذن بذلك يصدر بقرار من وزير الداخلية، كما يظل مواطنا مصريا ما لم يقرر مجلس الوزراء إسقاط الجنسية.
الأكاديمية المصرية، ليلى سويف، والدة علاء عبد الفتاح، قال إن نجلها حصل على الجنسية البريطانية عن طريقها، إذ ولدت في لندن في مايو 1956 أثناء رحلة أكاديمية لوالدتها، لكن الجنسية لم تُمرر لنجلها قبل ذلك، حتى بحثت الموقف القانوني له في سبيل البحث عن أي طريقة للخروج من السجن.
وأضافت سويف أنها تقدمت بالفعل لاستيفاء الطلبات التي ينص عليها القانون المصري منذ حصول علاء على الجنسية البريطانية في أبريل/ نيسان الماضي، لكنها اتهمت السلطات المصرية بتعطيل الطلبات التي قدمتها العائلة، بما في ذلك إعادة عدة خطابات لهم دون فتحها، رغم إرسالها لكافة الجهات بعلم الوصول.
منى سيف، شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح، اتهمت هي الأخرى السلطات المصرية، بتعطيل إجراءات استيفاء أوراق الجنسية، وقالت إن تنازل علاء عن جنسيته المصرية لن يتم إلا بشخصه أو توكيل خاص، وحيث أنه يخضع للسجن، فتقدمت أسرته بطلب تحرير توكيل خاص لإجراءات التنازل عن الجنسية، ولكن النيابة المصرية تعرقل الأمر منذ أشهر.
وأعربت منى سيف، عن مخاوفها من إجبار علاء على فك الإضراب وتغذيته من خلال تعليق محاليل، ولفتت إلى تصريحات وزير الخارجية التي قال فيها إنه ليس لديه علم عن إضراب علاء عبد الفتاح في السجن.
ولليوم الثاني على التوالي، توجهت والدته الأكاديمية ليلى سويف إلى سجن وادى النطرون لعلها تحصل على خطاب من ابنها يطمئنها على حالته دون جدوى حتى الآن. وظلت أمام باب السجن أمس الإثنين حتى الحادية عشرة ليلا ، ولكن إدارة السجن في النهاية قالت إنه يرفض تسليم خطابات.
المخاوف على حياة الناشط المصري، دفعت مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الثلاثاء للمطالبة بالإفراج عن علاء.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا، رافينا شمدساني، في تصريح صحافي، إن تورك يأسف بشدة لأن السلطات المصرية لم تفرج بعد عن المدون والناشط المعرضة حياته لخطر كبير.
وأضافت: “نحن قلقون جدا على صحته، خاصة أن عائلته لم تتمكن من الاتصال به في اليومين الماضيين”، وأوضحت أن تورك بحث قضية علاء عبدالفتاح مع السلطات المصرية يوم الجمعة الماضي، كذلك بحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قضيته مع السلطات المصرية على هامش مؤتمر المناخ المنعقد في شرم الشيخ في مصر.
إلى ذلك، دعت منظمة العفو الدولية للتظاهر مساء اليوم الثلاثاء أمام السفارة البريطانية في العاصمة الإيطالية روما، لحث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على العمل من أجل إطلاق سراحه.
وقالت منظمة العفو عبر حسابها على موقع “تويتر”: “بينما يجتمع زعماء العالم في مصر لحضور مؤتمر المناخ، يتأرجح الناشط المصري البريطاني علاء عبدالفتاح بين الحياة والموت في السجن”.
وأضافت: “انضموا إلى منظمة العفو الدولية في إيطاليا اليوم في مظاهرة أمام السفارة البريطانية في روما. ناشدوا ريشي سوناك بإثارة قضية علاء علانية والدعوة للإفراج عنه قبل فوات الأوان”.
المظاهرة تنظمها كل من منظمة العفو الدولية، ومنظمة “إيجيبت وايد”، ويطلب منظموها من سلطات المملكة المتحدة استخدام جميع أدوات الدبلوماسية للحصول على الإفراج الفوري وغير المشروط عن علاء الذي تتعرض حياته للخطر.
كما أعلنت منظمة العفو الدولية، بالتنسيق مع منظمة هيومن رايتس ووتش، عن ندوة في جناح دولة ألمانيا بقمة المناخ، للحديث عن “حماية حقوق الإنسان لتحقيق العدالة المناخية”.
وبحسب العفو الدولية، يشارك في الندوة من مصر، الحقوقي حسام بهجت، المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وسناء سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح.
وكانت العفو الدولية قد نظمت مؤتمرا صحافيا يوم الأحد، طالبت خلاله بالإفراج عن سجناء الرأي وحرية التعبير، وكشفت عن أعداد المخلى سبيلهم مقابل المقبوض عليهم حديثا.
وواصلت ثلاث صحافيات مصريات الإضراب عن الطعام والاعتصام داخل نقابة الصحافيين لليوم الثاني على التوالي تضامنا مع إضراب علاء عبدالفتاح، وللمطالبة بالإفراج عن سجناء الرأي في مصر.
وكانت الصحافيات الثلاث؛ إيمان عوف، رشا عزب، ومنى سليم، بدأن الإثنين، إضرابا عن الطعام واعتصاما داخل نقابة الصحافيين للمطالبة بالإفراج عن سجناء الرأي في مصر وتضامنا مع إضراب علاء عبد الفتاح.
ويقضي عبد الفتاح، وهو وجه بارز في ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حكما بالسجن لـ5 سنوات بتهمة “بث أخبار كاذبة”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس