أفريقيا برس – مصر. في ظل المخططات الأميركية الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بحجة إعادة إعمار القطاع، تظهر محافظة شمال سيناء المصرية موقعاً استراتيجياً في هذه الخطة بصفتها الأرض العربية الأقرب جغرافياً لقطاع غزة، فيما تسعى مصر لمواجهة هذه المخططات عبر عدة مسارات سياسية وميدانية، بما يشمل استصلاح أراضٍ في سيناء للزراعة والسكن.
استصلاح أراضٍ في سيناء في مرحلة أولى
وكشفت مصادر قبلية مصرية، أنه خلال الأيام الماضية تواصل مشايخ القبائل واتحاد قبائل سيناء مع قيادة الاستخبارات والجيش المصري لتنسيق العمل على الأرض بما يخص استصلاح الأراضي الزراعية في مرحلة أولى، في المناطق المحاذية للحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. خطوة يمكن وضعها في خانة السعي المصري لمواجهة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضية بتهجير الغزيين من القطاع إلى مصر والأردن.
وجاءت خطط استصلاح أراضٍ في سيناء بدفع من السلطات أيضاً، إذ قالت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها إن الجهات السيادية المصرية أكدت رغبتها في ضرورة عودة المزارعين المصريين إلى العمل في أراضيهم الممتدة في المنطقة الواقعة ما بين مدينة العريش وصولاً إلى معبر رفح طولاً، وعلى امتداد الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عرضاً. وأشارت إلى أن القرار لا يشمل أجزاء واسعة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة، إنما تستهدف الخطة الجديدة الأراضي الزراعية الواقعة على يمين الطريق الدولي الذي يربط بين مدينة العريش ومعبر رفح البري، وكل المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي.
وأوضحت أن التعليمات من الجهات الأمنية تدعو إلى ضرورة أن يعمل المزارعون المصريون على العودة إلى أراضيهم والبدء في إصلاحها وتشغيل آبار المياه وزراعة الأشجار مجدداً، بعدما تم تجريف أجزاء واسعة منها خلال عمليات الجيش المصري العسكرية أثناء مكافحة الإرهاب على مدار عشر سنوات. ويرتبط موضوع استصلاح أراضٍ في سيناء بما شهدته المنطقة على مدى العقد الماضي، إذ كانت قوات الجيش المصري تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الواقعة في المناطق الحدودية على امتداد عدة كيلومترات على مدار السنوات الماضية، بحجة الضرورة الأمنية. إلا أنه تمت مناقشة الموضوع وطرحه على مشايخ القبائل والتواصل معهم لإجراء التحضيرات اللازمة للبدء في استصلاح الأراضي خلال الأيام القليلة المقبلة.
مشاريع إنمائية
من جهتها، أكدت مصادر حكومية بمحافظة شمال سيناء، أنه يجري التنسيق بين الجهات المعنية كافة لتنفيذ مشروعات إسكانية وزراعية واقتصادية في المحافظة خلال الفترة المقبلة، بناءً على توجيهات سيادية، مشيرة إلى التقاء الرغبة الحكومية والشعبية في مسألة استصلاح أراضٍ في سيناء وتطويرها. وقالت المصادر ذاتها إن عدداً كبيراً من الآليات الهندسية بدأت بالعمل فعلياً في المناطق الحدودية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، لا سيما في قرى المهدية وقوز أبو رعد والطايرة والكيلو 21، لتوسيع حجم الأراضي الصالحة للزراعة في الوقت الحالي، والإسكان في مرحلة لاحقة.
في السياق، قال أبو سلمان الأرميلات، وهو أحد مشايخ شمال سيناء، إن عدداً كبيراً من أهالي مدينة رفح والشيخ زويد أكدوا جاهزيتهم للعودة إلى أراضيهم والبدء في زراعتها وإعمار المنطقة واستصلاحها، بعد كل هذه الفترة من البعد عن أراضيهم بسبب العمليات العسكرية وإنشاء الجيش منطقة عازلة على امتداد الحدود مع قطاع غزة وأجزاء من الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وأضاف أن “استدراك قوات الجيش والاستخبارات للقرارات والسماح لأهل الأرض بالعودة إليها يمثل أقوى وأهم رد على المخططات الإسرائيلية الأميركية لتهجير أشقائنا الفلسطينيين من أرضهم”، إذ برأيه، فإن “قرارات الإخلاء القديمة لأرض سيناء أظهرتها منطقةً جرداء لا أهمية لها”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس