خلافات داخل أروقة الحكومة المصرية

8

مصر – افريقيا برس. وصلت الخلافات بين وزير التعليم العالي في مصر خالد عبد الغفار ووزيرة الصحة هالة زايد، بسبب تضارب الصلاحيات بينهما بشأن إدارة ملف أزمة انتشار وباء كورونا، مستويات دفعت رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ومدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل للتدخل، بعدما أدت الخلافات بين الطرفين إلى إحراج أجهزة الدولة، نظراً للتضارب المتكرر في التصريحات والأرقام والاستعدادات المعلنة من جانب الدولة.

واشتكت زايد من عبد الغفار، معتبرة إياه يتدخل في صميم اختصاصاتها، كما يرفض إطلاع المسؤولين بوزارة الصحة على المعلومات الدقيقة بشأن طبيعة عمل المستشفيات الجامعية واستعداداتها، بشكل يومي، وتواصله بشكل مباشر مع رئيس الوزراء، على الرغم من كونها هي المسؤولة المباشرة عن متابعة الأزمة وإعداد التقارير الحكومية بشأنها.

وبحسب مصدر رسمي على اطلاع بتفاصيل الأزمة، تحدث لـ”العربي الجديد”، فإن الوزيرة أبدت استياءها من تحركات عبد الغفار، وتواصله الدائم مع مسؤولي الوزارة، وكبار الأطباء، باعتبار علاقة كثير منهم بالمستشفيات الجامعية، والحصول على معلومات منهم بشأن طبيعة الوباء، والأعداد اليومية، والتجهيزات في مستشفيات وزارة الصحة، والمشكلات التي يواجهونها، وتضمين تلك المعلومات ضمن تقارير يقوم برفعها للجنة إدارة الأزمة التي يترأسها رئيس مجلس الوزراء، ما يتسبب لها في حرج، في الوقت الذي أصدر فيه تعليمات بعدم إطْلاع المسؤولين في وزارة الصحة على كواليس وتفاصيل العمل في المستشفيات الجامعية.

وبحسب المصدر فإن عبد الغفار وجّه تعليمات لكافة الجامعات بضرورة تجهيز مستشفيات ميدانية، كإجراء من جانب وزارة التعليم العالي، لاحتواء الأزمة والتزايد في الأعداد، أمام الشكاوى اليومية للمواطنين بعدم وجود أماكن بالمستشفيات، وهو ما اعتبرته الوزيرة أيضاً بأنه تحرك يهدف إلى تعظيم دور الوزير في معالجة الأزمة، خصوصاً أنه يرفض التنسيق معها مسبقاً بشأن تلك التحركات، حيث أشارت زايد لمقربين منها إلى أن عبد الغفار يسعى لكسب ثقة القيادة السياسية على حسابها.

وكانت مصادر كشفت، في وقت سابق، عن صراع مكتوم بين الوزيرين، تسبب في تضارب الأرقام الرسمية الصادرة بشأن أعداد المصابين والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، بعدما أعطت زايد تعليمات للمسؤولين بالوزارة لإصدار أرقام غير معبرة عن الواقع لإحراج وزير التعليم العالي أمام القيادة السياسية، بعد أن أكد أمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أن الأعداد الرسمية الصادرة لا تُعبر عن الواقع، وأن الأعداد الحقيقية تعد 5 أضعاف الأعداد المعلنة.

من جهة أخرى، كشفت مصادر إعلامية عن غضب بين المسؤولين عن ملف الإعلام في جهاز المخابرات العامة، من وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، مشيرة إلى صدور تعليمات من مسؤولين بالجهاز لعدد من الإعلاميين بمهاجمة هيكل، وإظهار جوانب الفشل في الوزارة، وعدم قدرتها على التعبير عن الحكومة، ونقل صورة جيدة لدى المواطن ووسائل الإعلام بشأن الأداء الحكومي.

وقالت المصادر إن الغضب داخل الجهاز جاء بعد شكوى تقدم بها هيكل لرئيس الجمهورية، بشأن عدم تمكينه من القيام بمهام عمله، والاكتفاء بدور شكلي فقط، بجلوسه إلى جانب رئيس الوزراء في المؤتمرات، مطالباً بالسماح له بتنظيم الأداء الإعلامي للحكومة وتوحيد المتحدث باسم الوزارات، منعاً لحدوث أي تضارب، وهو ما رحب به السيسي، موجهاً تعليمات لكافة الجهات بالاستماع لتصور هيكل، الذي يحظى بثقة داخل أروقة الأجهزة العسكرية. وكان الإعلامي وائل الإبراشي، الذي يقدم برنامج التاسعة على التلفزيون المصري، الذي يشرف على إدارته جهاز المخابرات العامة، قد شن هجوماً لاذعاً على هيكل، قائلاً إن الوزير ظل مشغولاً بالأحاديث التلفزيونية وتلميع نفسه، ولم يقم بمهمته الأساسية، مشدداً على أن وضع السياسات العامة للإعلام في ظل ما تواجهه مصر ليس تدخلاً في عمل الإعلام.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here