أفريقيا برس – مصر. طالبت منصة “الحرية للجميع – free them all” بالحرية للسياسي وأحد رموز جماعة الإخوان المسلمين والبرلماني المصري السابق محمد البلتاجي، بعد مضي 12 سنة في السجن منذ اعتقاله عام 2013. ونشرت المنصة الحقوقية، عبر حسابها الرسمي على منصة إكس، السبت، مقطع فيديو يجمع بعض مواقف البلتاجي، قبل اعتقاله وفي أثناء محاكمته وغيرها، ملحقًا بتدوينة “من الثورة إلى مجلس النواب ثم إلى سجون مصر منذ عام 2013.. حرية السياسي والبرلماني محمد البلتاجي”.
واعتقل الأمن المصري البلتاجي في نهاية أغسطس/ آب 2013، ومثُل أمام محاكم عدة بتهمة “التحريض على القتل” وصدر ضده حكم بالإعدام بتهمة اقتحام سجن وادي النطرون. كذلك حكم على البلتاجي، في عام 2014، بالسجن عشرين عاماً بتهمة “اختطاف وتعذيب رجلي شرطة في ميدان رابعة”، وبالسجن عشر سنوات أخرى بتهمة “قيادة جماعة إرهابية”.
وفي أواخر عام 2014، حُكم عليه بالسجن ست سنوات، بتهمة “إهانة المحكمة”. وفي عام 2015 قضت محكمة الجنايات في القاهرة بإعدامه شنقاً في القضية المعروفة إعلامياً بـ”التخابر مع حماس – حركة المقاومة الإسلامية حماس”. وفي يونيو/ حزيران 2021 أيدت محكمة النقض المصرية الحكم بإعدام البلتاجي، ضمن 12 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً باسم “فض اعتصام رابعة”، ليصل مجموع الأحكام بحق البلتاجي إلى نحو “ثلاثة أحكام بالإعدام والسجن لأكثر من 170 عاماً”، حسب إحصاء بعض المنظمات الحقوقية.
غير أنّ قضية البلتاجي لا تتعلق فقط بمجموع الأحكام الصادرة بحقه، ولا بالانتهاكات التي واجهها طوال مدة سجنه، حيث إنه كغيره من قيادات الجماعة، معزول تماماً عن العالم الخارجي، في الحبس الانفرادي المطول دون حتى زيارات. وتمتد قضيته أيضاً إلى ابنته أسماء، التي قتلت في 14 أغسطس/ آب 2013 في أثناء فض اعتصام رابعة العدوية عن عمر 17 عاماً، وتحولت إلى أيقونة، نظراً لصورتها الأخيرة قبل موتها.
كذلك تمتد قضية البلتاجي إلى ابنه أنس، الذي اعتقل في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2013، وما زال في السجن رغم إصدار محكمة النقض حكماً نهائياً ببراءته من تهمة “التحريض على العنف”، لكن يجدد حبسه بالمخالفة للقانون. والبلتاجي أحد أبرز رموز جماعة الإخوان المسلمين، وأحد أبرز السياسيين والبرلمانيين المصريين خلال العقود الأخيرة الماضية، لما له من مشوار سياسي حافل.
ولد البلتاجي عام 1963 في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، والتحق بكلية الطب في جامعة الأزهر، وحصل على البكالوريوس عام 1988، ثم نال الماجستير عام 1993 وحصل على الدكتوراه عام 2001. بدأ مسيرته السياسية منذ أن كان طالباً في كلية الطب، حيث انتخب رئيساً لاتحاد طلاب كلية طب الأزهر، ثم رئيساً لاتحاد طلاب جامعة الأزهر في الأعوام من 1985 إلى 1987. وكان البلتاجي، قد التحق بجماعة الإخوان المسلمين في المرحلة الثانوية، ثم تنامى نشاطه بعد ذلك في كلية الطب.
وبدأ مسيرته البرلمانية عام 2005، عندما ترشح لعضوية مجلس الشعب 2005 عن دائرة قسم أول شبرا الخيمة على مقعد الفئات عن كتلة الإخوان المسلمين. وبرز دوره عضواً في لجنة التعليم بمجلس الشعب في التصدي للانتهاكات الأمنية للحريات الطلابية والجامعية. وشارك البلتاجي مع عدد كبير من الأطياف الوطنية والتيارات السياسية في مصر، في تأسيس “حركة كفاية – الحركة المصرية ضد التوريث” في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2009، ضد مشروع توريث الحكم لجمال، نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
كذلك شارك في تأسيس حركة “مصريون من أجل انتخابات حرة وسليمة”. ومثّل جماعة الإخوان المسلمين في تأسيس “الجمعية الوطنية للتغيير” في فبراير/ شباط 2010، التي كان لها أثر بالغ في ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وأصبح أحد أقطابها، حيث اختير عضواً في “مجلس أمناء الثورة”. وبعد الثورة، شارك البلتاجي في تأسيس حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وترشح لعضوية مجلس الشعب عام 2011، ودخل المجلس للمرة الثانية، ولكن هذه المرة ممثلاً عن “حزب الحرية والعدالة” في أول برلمان بعد الثورة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس