أفريقيا برس – مصر. أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، الأربعاء، رفضهما التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم المحتلة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للرئيسين في قصر الرئاسة بجيبوتي، وفق بيان للرئاسة المصرية، خلال ثاني زيارة يجريها السيسي إلى جيبوتي بعد أولى في 2021.
وقال السيسي: “تناولت مباحثاتنا القضية الفلسطينية، وأكدنا الموقف العربي الثابت، بحتمية التوصل إلى تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية، استنادا إلى حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وأضاف السيسي: كما أكدنا “الرفض التام لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، تحت أي مسمى، مع استعدادنا للتعاون مع كافة الشركاء الدوليين، لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة”.
واعتمدت قمة عربية في 4 مارس/ آذار الماضي، ثم منظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) بعد ثلاثة أيام، خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس أعوام، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
كذلك أكد الرئيسان “ضرورة دعم كافة الجهود المبذولة لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار في الصومال وصيانة وحدته وتكامل وسلامة أراضيه”، وفق البيان.
وتابع السيسي: “كما أكدنا رفض أية محاولات تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه، بما في ذلك رفض أي مساع لتشكيل حكومة موازية”.
وبشأن البحر الأحمر، قال السيسي: “أكدنا رفض تهديد أمن وحرية الملاحة في هذا الشريان التجاري الدولي الحيوي”.
وأردف: “واتفقنا على المسؤولية الحصرية للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن في حوكمة هذا الممر الملاحي الدولي المهم وتأمينه”.
وبخصوص العلاقات الثنائية، قال السيسي: “عقدنا مباحثات مكثفة مع الرئيس الجيبوتي، تناولنا خلالها مجالات التعاون الثنائي، واتفقنا على إطلاق برنامج طموح ومشترك، لتحقيق أمن الطاقة في جيبوتي”، دون تفاصيل.
وقبل المؤتمر الصحفي، شهد الرئيسان “التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم” في مجالات الشباب والرياضة والبحث العلمي.
بيان مشترك
وعقب عودة السيسي إلى القاهرة، نشرت الرئاسة المصرية بيانا مشتركا، تضمن اتفاق البلدين بشأن قضايا التي تحدث عنها الرئيس المصري في المؤتمر الصحفي.
كما رحب السيسي وجيله، بـ”تخصيص 150 ألف متر مربع في المنطقة الحرة بجيبوتي لتستخدمها الشركات المصرية كمركز لوجستي لتدعيم التبادل التجاري بين السوق المصري والسوق الجيبوتي، والانطلاق منها للأسواق الإقليمية المجاورة”.
ودعا الرئيسان “جميع الأطراف المعنية (في دولة جنوب السودان) لتفادي التصعيد، وحل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية، حفاظا على أمن واستقرار جنوب السودان والمنطقة”.
وأدانا “تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما يعد خرقا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار”.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، قتلت إسرائيل 1928 فلسطينيا وأصابت 5055 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق ما أفادت به وزارة الصحة بالقطاع صباح الأربعاء.
وطالب الجانبان “إسرائيل بالتوقف عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والعودة لمائدة المفاوضات للاتفاق على ترتيبات المرحلة الثانية، وضرورة السماح باستئناف دخول المساعدات الإنسانية”.
وحثا “ترامب، والمجتمع الدولي، على الضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات التي تم التوصل لها”.
وعبَّر الرئيسان عن تطلعهما للتعاون مع ترامب، وكافة القوى الدولية لتنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار غزة.
وبشأن سوريا، أكد الرئيسان المصري والجيبوتي “دعم مؤسسات الدولة الوطنية السورية واستقرارها، ورفض كافة أشكال العنف التي من شأنها أن تمس استقرار وسلامة الشعب السوري”.
وشددا على “ضرورة العمل على تدشين عملية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السوري دون إقصاء”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس