رئيس أركان الجيش المصري بسيناء: تمهيد لزيارة السيسي؟

7
رئيس أركان الجيش المصري بسيناء: تمهيد لزيارة السيسي؟
رئيس أركان الجيش المصري بسيناء: تمهيد لزيارة السيسي؟

أفريقيا برس – مصر. شهدت محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، أول من أمس الخميس، زيارة جديدة لرئيس أركان الجيش المصري الفريق أسامة عسكر، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى. وتزامنت الزيارة مع تنفيذ قرار عسكري بإزالة الكمائن العسكرية كافة من داخل مدن العريش والشيخ زويد، وتنظيف الطرقات من مخلفات مكافحة الإرهاب، كالسواتر الرملية الضخمة، والجدران الإسمنتية التي كانت تحيط بالمواقع والمراكز الحيوية والأمنية في المحافظة. ورجحت مصادر محلية مطلعة، أن تشهد المحافظة زيارة لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي خلال الفترة القريبة المقبلة.

جولة عسكرية

وفي التفاصيل، كشفت مصادر قبلية لـ”العربي الجديد” عن جولة أجراها عسكر للعريش والشيخ زويد ورفح الجديدة، بحضور عدد من شيوخ سيناء، الذين شاركوا برفقة أبناء قبائلهم في طرد تنظيم “داعش” من مدن شمال سيناء خلال العام الماضي. واستمعوا إلى حديث عسكر الذي وعدهم بتحسين ظروف الحياة في المحافظة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، استكمالاً لإجراءات التخفيف عن المواطنين التي جرى تنفيذها فعلياً خلال الفترة الماضية، بما يضمن مساواة المعيشة في شمال سيناء ببقية المحافظات المصرية.

وأوضحت المصادر أن رئيس أركان الجيش والوفد العسكري الذي رافقه، ألمح خلال الزيارة إلى أن سيناء ستكون على موعد مع مزيد من الزيارات لقيادات ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى، من الجيش والحكومة ومجلس النواب وغيرهم.

ووضع ذلك في إطار دعم أهالي سيناء، وتنفيذاً لمشاريع حكومية كبرى سيجري البدء فيها على أرض المحافظة خلال العام الحالي، بما يشمل تشغيل مطار وميناء العريش، لتنشيط حركة التنقل والتجارة، وكذلك تشغيل الطريق الدولي الجديد الذي يربط بين منفذ رفح البري ورفح الجديدة، وصولاً إلى طريق القنطرة المؤدي إلى قناة السويس، بما يخفف من معاناة المواطنين في المنطقة.

واطلع الوفد العسكري على آخر تطورات إنشاء مدينة رفح الجديدة، التي لم يجر تحديد الفئة المستهدفة التي ستسكن مبانيها، في ظل واقع أن غالبية المهجرين من سكان مدينة رفح، تسلّموا تعويضات مالية مقابل منازلهم وأراضيهم التي استحوذ عليها الجيش المصري، لإنشاء المنطقة الأمنية العازلة على طول الحدود مع قطاع غزة، وبعمق بلغ خمسة كيلومترات في الداخل المصري.

وتشهد الفترة الحالية تغيراً واضحاً في سياسة تعامل الجهات الأمنية والعسكرية مع الوضع في سيناء، حيث نُفذت قرارات عاجلة بفتح الطرق كافة في مدن المحافظة، خصوصاً العريش، وإزالة كل مظاهر مكافحة الإرهاب، تحديداً الكمائن والارتكازات الأمنية.

وجرى السماح للمواطنين بالدخول إلى جميع الأماكن من دون استثناء، والتمهيد لتشغيل محاكم العريش، وكل المراكز الحيوية والشبابية التي كانت مغلقة بسبب الأحداث الأمنية منذ عام 2013 وحتى 2022. كذلك شملت التغييرات الإسراع في استكمال المشاريع الاستراتيجية في النقل والمواصلات، بتوسيع المحاور على الطريق الساحلي، وتجهيز الطريق الدولي الجديد المؤدي إلى منفذ رفح البري مع قطاع غزة، المؤدي أيضاً إلى مطار العريش، وكذلك إلى مدينة رفح الجديدة، بما يضمن افتتاحه بشكل رسمي بأقرب وقت ممكن.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه جرى إصدار قرار فوري إلى شركة الكهرباء بتشغيل محطة الشلاق في شمال سيناء، وتجهيز خطوط الكهرباء اللازمة لمدّ مدينة رفح الجديدة بالكهرباء خلال الأيام المقبلة، وأيضاً ربط الكهرباء بمناطق جنوب رفح وقطاع غزة كمرحلة لاحقة.

وتضمن القرار إضاءة كل الطرقات في محافظة شمال سيناء، بعد إعادة تعبيد الطريق الدولي القديم، الذي يعبر مدن رفح والشيخ زويد والعريش وبئر العبد، من خلال إزالة الحفريات والمتعرجات، نتيجة الانفجارات والعمليات والهجمات خلال السنوات الماضية، عبر شركات تتبع للهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.

ووفقاً للمصادر المحلية، فقد تكون زيارة السيسي تدشيناً للمرحلة الجديدة، من خلال تشغيل مطار وميناء العريش، لتسهيل حياة المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، وكذلك تشغيل محطة الشلاق بالشيخ زويد للكهرباء، ومحطة تحلية المياه في العريش، وافتتاح مدينة رفح الجديدة التي قد يكون للفلسطينيين نصيب فيها، خصوصاً في ظل حالة التكدس السكاني في القطاع المحاصر.

ويضاف إلى ذلك طريق رفح ــ القنطرة الدولي الجديد، المخصص لسفر الفلسطينيين إلى مصر، وكذلك وصولهم إلى مطار العريش الذي جرى توسعته بقرار رئاسي مصري. ورجحت المصادر المحلية، أن التجهيزات الجارية بسيناء، لا تتعلق بزيارة رئيس الأركان الذي سبق وأن زار المحافظة وكذلك وزيري الدفاع الفريق أول محمد زكي، والداخلية اللواء محمود توفيق، اللذين زارا سيناء في أصعب الظروف، وإنما يجري الحديث في الكواليس عن زيارة مرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي لمناطق سيناء، بعد الانتهاء من ملاحقة تنظيم “داعش” فيها، و”إزالة كل مظاهر الإرهاب وعمليات مكافحته التي استمرت عقداً كاملاً منذ نهاية 2012 وحتى نهاية 2022″.

وأشارت المصادر المحلية ذاتها، إلى أن الجيش المصري بصفته المسؤول عن مناطق شمال سيناء، بات يعمل بكل جهده لإحداث نقلة نوعية في المحافظة، من خلال توفير كل ما يلزم المواطنين، وإعادتهم للحياة التي كانوا عليها قبل العمليات العسكرية، وتنفيذ كل الطلبات المرفوعة من قبل الشيوخ والنواب، والحيلولة دون الدخول في أي إشكالية جديدة مع الجمهور.

تنظيف مدينة العريش

وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش كلفت شركات مقاولات محلية، بتنظيف شوارع العريش بالكامل، والبدء في حملات تزيين وتنظيف المدينة، بالتنسيق مع الجهات الحكومية في المحافظة، بما قد يفسره البعض بأن سيناء مقبلة على مرحلة جديدة، قد تكون باكورتها زيارة السيسي.

وحول هذه التطورات، اعتبر باحث في شؤون سيناء في حديثٍ مع “العربي الجديد”، أن “ما يجري على الأرض من تغير ملموس لتصرفات قوى الأمن والجيش، من تحسين لظروف الحياة للمواطنين، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل انقلاب يونيو/حزيران 2013، يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن ثمة ترتيبات مدروسة للمرحلة الجديدة التي ستقبل عليها سيناء، والتي ستصبح فيه مركزاً سياسياً لإنهاء الأزمات في المنطقة”. يشار إلى أن محافظة شمال سيناء تشهد هدوءاً أمنياً غير مسبوق منذ عام 2013 بعد تمكّن المجموعات القبلية المساندة للجيش المصري من طرد تنظيم “داعش” بشكل كامل من المحافظة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here