أعتبرت القاهرة على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا ، الشكوى القطرية لمجلس الامن أنها تتضمن العديد من المغالطات والأكاذيب ، قائلا : إن الرسالة القطرية قد لا تستحق فى حقيقة الأمر عناء الرد عليها لولا تعميمها كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.
واضاف : من الطبيعى ألا تتفهم دولة قطر التى تتخذ من دعم الإرهاب والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول سياسة لها، التزام كافة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة ومن بينهم مصر وفقًا لأحكام الاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن الملزمة بمكافحة الإرهاب.
وأكد المندوب المصرى على أن ذلك يفرض على مصر كشف ممارسات وأنشطة دولة قطر التى تقدم الدعم المالى والأيديولوجى للجماعات الإرهابية والتى لم يقتصر نشاطها على دول منطقة الشرق الأوسط وإنما طال دولا أخرى عديدة حول العالم.
وأشار الوفد المصرى إلى أن مصر طالبت مجلس الأمن بالتحقق فيما يتردد عن قيام النظام القطرى فى حالات محددة بدعم الإرهاب، علمًا بأن مصر على يقين بما هو متوافق عليه دوليًا بأن دعم الإرهاب سواء بالتمويل أو إمداده بالسلاح أو توفير الملاذ الآمن له أو التحريض عليه يعتبر جريمة لا تقل وطأة وجسامة عن العمل الإرهابى ذاته وتتطلب محاسبة الضالعين فيه .
وأضاف : انه ليس من المستغرب أن نجد ان الوفد القطرى ينبرى منفردًا بالاشارة فى رسالته إلى أن وفد مصر يستغل رئاسته للجنة مكافحة الارهاب بغرض تحقيق أهداف سياسة خاصة ومحاولة تصفية حسابات مع دول معينة وهو إدعاء لا يفنده سوى التقدير والاشادة من جانب الجميع بالجهد الكبير الذى تقوم به مصر فى رئاسة لجنة مكافحة الارهاب وسعيها الى قيام اللجنة بأداء مهامها المتعلقة بمتابعة تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة فضلا عن سعى الرئاسة المصرية للجنة الى تضمين برنامج عمل اللجنة اجتماعات واحاطات مفتوحة حول كافة جوانب وجهود مكافحة الارهاب سواء كانت متعلق بموضوعات المقاتلين الارهابين الاجانب ومنع تمويل الارهاب ومنع توفير الملاذ الآمن للارهابين الاجانب ومنع إمداد الارهاب بالسلاح ومنع استخدام الارهاب للأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى .
وأشارت مصر فى ردها إلى أن سجل كل دولة فى مجال مكافحة الإرهاب أو دعمه معلوما للجميع، فالجميع يعرف ويدرك السجل المعروف لدولة قطر فى دعم الإرهاب سواء فى سوريا أو العراق أو ليبيا وغيرها من الدول الأخرى، وهو أمر أبرزته تقارير صادرة عن فريق خبراء لجنة عقوبات ليبيا والتى سبق عرضها على مجلس الأمن.
وأوضح وفد مصر فى رده أنه على أثر استمرار معاناة مصر وغيرها من الدول بشكل مباشر وغير مباشر من دعم قطر للإرهاب وقيامها بإمداد الإرهابيين بالمال والسلاح، بادرت مصر مع شركائها فى المنطقة بعد أن عانت من دعم قطر للإرهاب بالتحرك واتخاذ إجراءات وتدابير مضادة وجماعية اتساقا مع أحكام القانون الدولى على ضوء مخالفة قطر لالتزاماتها الدولية بمكافحة الإرهاب، وقد جاءت تلك التحركات والتدابير امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتى تطالب المجتمع الدولى والدول بالتصدى للإرهاب والأنظمة الداعمة له، وبذلك الجهود فى هذا الصدد على الصعيد الوطنى والإقليمى والدولى وفقًا لأحكام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.
وشددت مصر فى ردها على الشكوى القطرية على أنه لا يمكن بأى حال من الأحوال الفصل بين توقيت وسياق إبرام مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وقطر حول منع تمويل الإرهاب، والتى أشار لها خطاب المندوب القطرى وبين التدابير التى اتخذتها مصر وعدد من الدول العربية إزاء قطر على إثر دعمها وتمويلها للإرهاب، والتى لم يكن من المتصور قيام دولة قطر بتوقيعها لولا كشف ممارستها من قبل مصر والدول التى اتخذت تلك التدابير.