سهام مصطفى: مصر تقف مع الدولة اللبنانية وتدعم سيادتها

1
سهام مصطفى: مصر تقف مع الدولة اللبنانية وتدعم سيادتها
سهام مصطفى: مصر تقف مع الدولة اللبنانية وتدعم سيادتها

سحر جمال

أفريقيا برس – مصر. أكدت النائبة في البرلمان المصري سهام مصطفى، في حوارها مع “أفريقيا برس”، أن زيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى القاهرة تأتي ضمن تحركات تهدف إلى دعم الدولة اللبنانية في احتكار السلاح وتوحيد القرار السياسي. وشددت على أن مصر ترفض الانتهاكات الإسرائيلية وتدعم قرارات الدولة اللبنانية في المحافل الدولية.

وقالت إن مصر يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تنفيذ القرار 1701، مشيرة إلى أن التعاون العسكري مع لبنان سيكون مرهونًا بتحديث الجيش. وأضافت أن مصر قادرة بخبراتها على دعم لبنان في إعادة الإعمار والطاقة متى توفرت الشروط المناسبة لذلك.

ما دلالات توقيت زيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى القاهرة في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل وتراجع الوضع الاقتصادي في لبنان؟

تأتي زيارة الرئيس اللبناني في إطار تحركه لحشد دعم دولي وإقليمي لقراراته، وهي محاولة لتوحيد السلاح داخل الدولة واحتكار الدولة للسلاح. فقد زار فرنسا، التي تُعد حليفًا تقليديًا للبنان وأوروبا، ثم قام بزيارة السعودية ومصر. ومصر، باعتبارها دولة ذات استقلالية ولها تقاطعات مع الصراع الدائر في المنطقة بين إسرائيل وحزب الله وغزة والفلسطينيين، كان من الضروري كسب دعمها لتكون حليفًا في حالة لبنان، خاصة وأنها وصلت إلى حد تقديم شكاوى ضد إسرائيل في المحافل الدولية.

موقف مصر واضح في أي صراع؛ إذ تدعو إلى الحفاظ على الدولة. وفي حالة لبنان، فهي تسعى للحفاظ على المكوّن الأساسي للدولة، خصوصًا بعد النجاح في انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء، فكان من الضروري اتخاذ الخطوة الثانية، وهي محاولة توحيد السلاح.

أكد الرئيس السيسي دعم مصر لسيادة لبنان ورفض الانتهاكات الإسرائيلية. كيف تترجم القاهرة هذا الموقف سياسيًا ودبلوماسيًا في المحافل الدولية؟

الموقف التقليدي لمصر هو دعم سيادة الدول، بغض النظر عن النظام القائم. فقد كان الموقف المصري داعمًا لسوريا، وكذلك داعمًا لسيادة لبنان. وفي حالة لبنان، يتمثل الدعم في احتكار الدولة للسلاح، وهو ما يؤثر على القرار السياسي ويدفع الأطراف المعادية إلى اتخاذ مواقف محددة.

مصر تؤيد سيادة لبنان وأي تحركات في هذا الاتجاه، والتي تشمل حماية السيادة وتوحيد القرار السياسي. وفي الوقت نفسه، ترفض الانتهاكات الإسرائيلية التي تتذرع بوجود الجماعات المسلحة للاستمرار في التحرش بالدولة اللبنانية.

إلى أي مدى يمكن لمصر أن تلعب دور وساطة فعّالًا لتفعيل تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، خاصة في ظل تعثّر آليات الضغط الدولية على إسرائيل؟

مصر، مثل فرنسا، دورها يتمثل في تفعيل قرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار رقم 1701، من خلال السعي لتنفيذه على أرض الواقع. وينص القرار على قيام لبنان بتحجيم حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، وهي الذريعة التي تتذرع بها إسرائيل للتدخل دائمًا.

وأعتقد أن أي دور يمكن أن تلعبه مصر أو غيرها هو في مساندة الدولة اللبنانية لتنفيذ القرار رقم 1701، وتحجيم حزب الله وترحيله إلى ما بعد نهر الليطاني.

ما طبيعة التعاون العسكري المطروح بين القاهرة وبيروت؟ وهل يشمل دعمًا مباشرًا في العتاد الهندسي والتدريب للقوات المسلحة اللبنانية؟

أعتقد أن التعاون العسكري يُعد مرحلة لاحقة لاحتكار الدولة اللبنانية للسلاح، وتحديث جيشها وزيادة عدده، ويقوم بدور حفظ الأمن والدفاع عن سيادة لبنان وحدوده.

فالمرحلة الأولى تتمثل في بناء جيش حديث، وزيادة عدد قواته، وأعتقد أن هناك مساهمة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا في هذا الاتجاه، وكذلك من المملكة العربية السعودية، لأنها معنية بإضعاف حزب الله.

أعلن عون عن اهتمام بلاده بالاستفادة من الخبرات المصرية في مجالي الغاز والكهرباء. ما الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لتفعيل هذا التعاون؟

أعتقد أنه، مع أزمة الطاقة الشديدة التي تمر بها لبنان، والاعتماد على المولدات الكهربائية حتى في بيروت نفسها بسبب ضعف الشبكة الكهربائية، فإن هذا الأمر يحتاج إلى تحديث شامل.

ومع انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء، يُعد هذا الملف من أوائل الملفات التي يجب فتحها. مصر لها باع طويل في هذا المجال، وتستطيع أن تمد لبنان بخبراتها.

لكن، كما قلت، هذه ستكون خطوة مؤجلة إلى حين تحقيق السلام التام وتوافر مصادر التمويل، لأن الأمر يتطلب تمويلًا كبيرًا لتحديث الشبكة، وإيجاد بدائل للمولدات المحلية، وتفعيل عدادات الكهرباء.

كيف تُقيّم مصر الدور الذي يمكن أن تلعبه في إعادة إعمار لبنان، خاصة في ظل الحصار المالي وتباطؤ المانحين الدوليين؟

بالنسبة إلى نقطة إعادة إعمار لبنان، ففي كل الحروب السابقة كانت إيران تضخ أموالًا كبيرة لحزب الله لتعويض السكان المحليين، وإعادة بناء المنازل، ودعم تجارتهم التي تدمّرت، ومحلاتهم التي هُدمت.

لكن في الفترة الأخيرة، وبعد حصار حزب الله، وتغيير وتجديد الرقابة على مطار بيروت، وسقوط النظام في سوريا، الذي كان ممرًا للأموال والأسلحة، أصبح حزب الله يواجه مشكلة كبيرة جدًا في تمويل أعضائه في لبنان.

وهذا يجعل الشعب يدرك أن طهران لن تعيد إعمار بيروت، ويجب على الدولة البحث عن مصادر لإعادة الإعمار بشكل شامل.

وهذا الأمر يحتاج إلى وقت للسيطرة الكاملة على وقف تدفّق الأموال القادمة من إيران، واقتناع الشعب اللبناني بأن الدولة هي المصدر الوحيد للتعويضات، وتوزيعها بشكل عادل على البلد، وإعادة بناء البنية التحتية بطريقة سليمة.

ومما لا شك فيه، أن مصر، بما تمتلكه من شركات وخبرات، قادرة على مساعدة لبنان في هذا المجال.

مع ارتفاع وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، ما رؤية القاهرة لحماية الاستقرار اللبناني من الانزلاق إلى حرب جديدة؟

الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني ستتوقف مع سيطرة كاملة من الجيش اللبناني، وتسليح قوي نوعًا وعددًا للجيش، ليحل محل حزب الله في الجنوب، وكذلك الحركات الفلسطينية. وطالما أن كل ذلك لا يزال قائمًا، ستستمر الانتهاكات وتزداد.

هل تتابع مصر عن كثب التحركات الإسرائيلية الأخيرة جنوب لبنان؟ وهل هناك تنسيق أمني أو استخباراتي بين الطرفين في هذا السياق؟

مصر تتابع كل التحركات في محيطها الإقليمي، حتى وإن كانت تلك التحركات بعيدة عنها. فهي تتابع ما يجري في جنوب لبنان وكافة التحركات الإسرائيلية، ومن المؤكد أن هناك تنسيقًا أمنيًا واستخباراتيًا مع الأطراف اللبنانية بخصوص تلك التحركات، لأن الأمن الإقليمي لمصر يرتبط بالدائرة القريبة والبعيدة.

أما الدائرة السورية واللبنانية، فهي واسعة إلى حدّ ما، لكنها ليست بعيدة عن مصر، لأن مصر تدرك دائمًا أن أي تهديد يحيط بها سيؤثر عليها بشكل أو بآخر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here