فصول مكدّسة وتدافع وحالتا وفاة؛ بداية كارثية للعام الدراسي في مصر

8
فصول مكدّسة وتدافع وحالتا وفاة؛ بداية كارثية للعام الدراسي في مصر
فصول مكدّسة وتدافع وحالتا وفاة؛ بداية كارثية للعام الدراسي في مصر

أفريقيا برس – مصر. سيطرت أجواء بداية العام الدراسي في مصر على اهتمامات أولياء الأمور ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وشهدت ردود فعل مختلفة على مشاهد وأحداث وقعت بمحافظات مصرية عدة، لعل أبرزها وفاة طالبة جراء انهيار سور إحدى المدارس، ومقتل أخرى سقطت من الدور الثالث في إحدى المدارس بمحافظة الجيزة.

ويظهر أن البداية المتعثرة كانت القاسم المشترك لعدد من الفصول والمدارس والطلاب، كما أن البداية لم تكن أكثر حظا لوزير التربية والتعليم الجديد رضا حجازي الذي عُيّن حديثا بالمنصب، بعد أن واجه انتقادات تعليقا على اليوم الأول له منذ أن تولى مسؤوليته، وسط مطالبات بتطوير المنظومة التربوية.

واستأثرت مدرسة “المعتمدية الابتدائية” في قرية كرداسة بالجيزة بتفاعل رواد المنصات في اليوم الأول، بعد أن شهدت إصابة 15 طالبة وحالة وفاة بسبب سقوط جزء من سور المدرسة جراء التدافع.

وتقدّم الوزير بالعزاء والمواساة إلى أسرة الطالبة التي توفيت في الواقعة، وفقا لما نشرته رئاسة مجلس الوزراء على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وقرر الوزير إحالة مدير الإدارة التعليمية ومدير المدرسة والمشرفين على المبنى إلى التحقيق، “تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية بشكل عاجل وحازم حيال كافة من تثبت مسؤوليتهم عن الواقعة بجانب ما تباشره النيابة العامة من تحقيقات فيما يتعلق بالمسؤولية الجنائية”.

كما وجّه الوزير هيئة الأبنية التعليمية بإجراء مراجعة مرة أخرى لجميع المباني المدرسية للتأكد من السلامة والأمان للمباني بالمدارس على مستوى الجمهورية.

واستنكر المعلقون والمتابعون ما حدث، مرجحين أن السور كان يحتاج إلى صيانة، وأن ما حدث لم يكن بسبب التدافع، وقال أحدهم إن ما حدث “ينمّ عن إهمال جسيم”، محملا المسؤولية لهيئة الأبنية التعليمية ووزارة التعليم، معتبرا أنها “لم تقم بواجبها في العطلة الصيفية”.

وذكر آخر أن ما حدث “أمر مهين لمصر وحصيلته وفاة طالبة في أول يوم دراسي بسبب مبنى متهالك”، مشيرا إلى أن الوزير “يُفترض أن يعاقب أيضا لأن ما حصل كان تحت إدارته”.

وبينما دعت حسابات عدة بالرحمة للفتاة المتوفاة وقدّمت التعازي لعائلتها، اهتمّت حسابات أخرى بمشكلة ازدحام الفصول الدراسية.

وحسب توقعات أحد المعلقين، فإن 90% من المدارس تحتاج إلى الصيانة والمتابعة، معتبرا أن المشكلة تتمثل في غياب الميزانيات والتأجيل المتكرر لعمليات الصيانة، ولفت آخر إلى أن معظم المدارس متهالكة وأوضح أن كثيرا من أقسامها آيل إلى السقوط على نحو يهدد بكوارث أخرى.

وتفقد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور رضا حجازي ومحافظ الجيزة اللواء أحمد راشد صباح اليوم، المدرسة التي شهدت الواقعة والتي أسفرت عن وفاة طالبة و15 إصابة أخرى.

وقرر الوزير صرف مبلغ 10 آلاف جنيه للطلاب المصابين والتكفل بمصاريف العلاج وإعفاء الطلاب المصابين من المصروفات المدرسية، كما قرر إحالة مدير الإدارة التعليمية ومدير المدرسة والمشرفين على المبنى ومسؤول التخطيط ومدير الأبنية التعليمية بالمحافظة إلى التحقيق، لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال كافة من تثبت مسؤوليتهم عن الواقعة بجانب ما تباشره النيابة العامة من تحقيقات فيما يتعلق بالمسؤولية الجنائية.

ووجه الوزير، الشؤونَ القانونية بالوزارة بمتابعة أعمال التحقيقات في المدرسة، ومراجعة كافة التقارير المتعلقة بسلامة الأبنية وتقارير الصيانة التي أجريت للمدرسة خلال الفترة الماضية.

ضحية أخرى

وفي اليوم الثاني للدراسة، لقيت طفلة (8 أعوام) مصرعها إثر سقوطها من الدور الثالث بمدرسة “سيد الشهداء” في منطقة ميت عقبة.

وفي حين ذكرت مواقع مصرية أن الوفاة حدثت بسبب التدافع، أفاد بيان صادر عن محافظة الجيزة أن الطفلة غافلت مدرس الفصل عقب مطالبتها بحضور والدتها لأخذها من المدرسة، وتسلقت سور الدور الثالث وسقطت، وتوفيت عقب وصولها للمستشفى.

وقرر اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، إيقاف مدير المدرسة ومشرف الدور ومدرس الفصل عن العمل لمدة 3 أشهر مع إحالة الواقعة للنيابة العامة والإدارية لاتخاذ شؤونها. وأعربت المحافظة عن أسفها بشأن حدوث الواقعة، وتقدمت بخالص العزاء لأسرة الطالبة المتوفاة.

وأشعلت صورة متداولة بمدرسة الشهيد عبد الله عيسوي، التابعة لإدارة الخانكة التعليمية بمحافظة القليوبية، غضب ناشطين ومغردين على مواقع التواصل بعد أن تضمنت أسماء 119 طالبا وطالبة داخل فصل واحد بالمدرسة.

وواجهت المدرسة والمشرفون عليها سيلا من الانتقادات اللاذعة في ظل تساؤلات عن مدى استيعاب الأطفال للعملية التعليمية، وسط التكدس المبالغ فيه، فضلا عن إمكانية تأثير العدد على حياتهم الصحية.

واستاء كثيرون من تكدس الطلبة بالقسم نفسه، معتبرين أن العبء الأكبر سيكون على المدرسين الذين لن يستطيعوا إتمام المهمة التعليمية على أكمل وجه والسيطرة على الفصل.

من جهتها، قالت وزارة التعليم المصرية إن الصورة المتداولة لفصل يضم 119 طالبا تعود لمدرسة “الشهيد عبد الله عيسوي” بالقليوبية التي تعمل بنظام الفترتين، وعليه فإن كثافة الفصل من 65 إلى 75 طالبا فقط.

وعلى الجانب الآخر، استقبلت المعاهد الأزهرية في محافظات مختلفة طلابها بمشاهد وأجواء احتفالية، قوبلت بثناء واسع، خاصة مع التزام الطلاب والطالبات بالزي الأزهري المعروف.

ولم تغب المشاهد غير المألوفة عن العُرس الدراسي في مصر، حيث برزت صور الشرطة المدرسية بشكل لافت في مدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة، التي تصدرت التفاعل في ساعات قليلة بسبب تقمص الطلاب لشخصيات الشرطة على نحو لاقى ردود فعل ساخرة بين المغردين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here