قضيتا علاء عبد الفتاح وريجيني تهيمنان على “كوب 27”

13
قضيتا علاء عبد الفتاح وريجيني تهيمنان على
قضيتا علاء عبد الفتاح وريجيني تهيمنان على "كوب 27"

أفريقيا برس – مصر. سيطرت حالة من الاستياء على الدوائر الرسمية المصرية بعد الاهتمام الكبير من وسائل الإعلام العالمية والمسؤولين الغربيين بملفي أزمة حبس الناشط السياسي علاء عبد الفتاح المضرب عن الطعام، وعدم تعاون السلطات المصرية بشكل جدي لتقديم المسؤولين عن قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني إلى المحاكمة في روما، خلال قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ (كوب 27).

وعُقد مؤتمر صحافي دولي، أول من أمس الثلاثاء، على هامش قمة المناخ، تحدثت خلاله سناء سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح، عن وضعه في السجن والمخاطر التي يواجهها على حياته في ظل إضرابه عن الطعام، كما تطرقت إلى وضع المعتقلين السياسيين في مصر.

وكانت قوات الأمن التابعة للأمم المتحدة قد طردت النائب البرلماني المصري عمرو درويش، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، من قاعة المؤتمر الصحافي. وخلال مداخلة لدرويش، طالبه أحد منظمي الجلسة بتوجيه سؤال محدد، بعدما أسهب في مهاجمة شقيقة عبد الفتاح وأسرته بقوله إنهم يستقوون بالخارج ضد مصر وجيشها وشرطتها وشعبها. وأمام إصرار النائب على عدم الالتزام بقواعد المؤتمر وعدم طرح سؤال مباشر لشقيقة عبد الفتاح، طلبت قيادة الجلسة من الأمن التابع للأمم المتحدة طرد النائب خارج الجلسة.

الحقوقية المصرية والمحامية نهاد أبو القمصان هاجمت أيضاً سناء سيف خلال المؤتمر، متهمة علاء عبد الفتاح بأنه “وجّه شتائم للسيدات عبر تويتر”. وقالت أبو القمصان إن المسؤولين عن المؤتمر “مارسوا إرهاباً ضدها”.

من جهته، كتب المحامي والحقوقي المصري جمال عيد، على صفحته الرسمية على “فيسبوك”، معلقاً على واقعتي درويش وأبو القمصان: “السامسونغ لم يعد متحكماً بالصحافيين فقط، لكنه يحرك حقوقيين أيضاً. تشويش وادعاءات وضيعة وبنفس الكلمات الركيكة تقريباً. حاجة آخر رخص وابتذال”.

استياء مصري بسبب ملاحظات غربية

وأكدت مصادر متعددة أن “هناك حالة من الاستياء بدت واضحة على مسؤولين بارزين في الدولة المصرية، بعدما شمل الحديث عن قضية علاء عبد الفتاح الأوضاع الحقوقية بشكل عام في مصر، وإبداء مسؤولين غربيين ملاحظات بشأنها”. وعلمت “العربي الجديد” أن تعليمات صدرت للمواقع الإخبارية ووسائل الإعلام التابعة للشركة بشنّ هجوم مضاد على أسرة الناشط السياسي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أمس الأربعاء، إنه سيواصل الضغط على الحكومة المصرية لحل قضية عبد الفتاح. وأضاف في كلمة أمام البرلمان البريطاني متحدثاً عن قمة “كوب 27″، حيث أثار قضية عبد الفتاح مع الرئيس المصري “أعرف أن المجلس بأكمله سيشاركني قلقي العميق بشأن قضيته، والتي تزداد إلحاحاً يوماً بعد يوم”. وأضاف سوناك “سنواصل الضغط على الحكومة المصرية لحل الموقف. نريد الإفراج عن علاء وجمع شمله مع عائلته في أقرب وقت ممكن”.

وكان سوناك قد أكد أنه طرح قضية عبد الفتاح خلال لقائه، الإثنين الماضي، الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش مؤتمر المناخ. وأفاد مكتب سوناك، في بيان عن الاجتماع، بأن “رئيس الوزراء أثار قضية علاء عبد الفتاح، مشدداً على مخاوف الحكومة البريطانية العميقة بهذا الخصوص”، وأضاف: “قال رئيس الوزراء إنه يأمل بأن يرى تسوية لهذا الأمر في أقرب وقت وإنه سيواصل الضغط لإحراز تقدّم”.

وكان السفير البريطاني السابق لدى مصر جون كاسن قد أكد أن “إطلاق سراح علاء عبد الفتاح الذي يحمل الجنسية البريطانية، أصبح القضية الحاسمة في العلاقات البريطانية المصرية”.

وقال كاسن، الذي كان سفير المملكة المتحدة في مصر من 2014 إلى 2018، في تصريحات نشرتها صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، الثلاثاء: “إن الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة”، مضيفاً “من المهم أن تخبر القنوات الاستخباراتية والعسكرية في المملكة المتحدة نظيراتها في مصر بما هو على المحك. لأن الطريقة التي يعمل بها المسؤولون المصريون هي أنهم يدركون أن القضية قد وصلت إلى القلب الحيوي للعلاقة، إذ تم نقلها من قبل الجيش والمخابرات، ومن ثم يدركون أن هذه هي القضية الحاسمة لعلاقتنا الآن”.

كما أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه أثار قضية عبد الفتاح مع نظيره المصري، مؤكداً أن الأخير “تعهد بالمحافظة على صحته”. وأوضح ماكرون، خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة “كوب 27”: “أثرت حالات فردية عدة لشخصيات (..) أكثر حساسية” من غيرها، وأضاف أنه تلقى تطميناً من السيسي يفيد بأن الأخير “تعهد بضمان المحافظة على صحة علاء عبد الفتاح”، وأعرب عن أمله في أن “تسمح الأسابيع والأشهر المقبلة بالتوصل إلى نتائج”.

اهتمام غير متوقع بقضية عبد الفتاح

وتحوّلت قضية عبد الفتاح إلى مثار حديث مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الماضية، مع إعلانه بدء إضراب شامل عن الطعام، في توقيت متزامن مع انطلاق قمة المناخ التي تستضيفها مصر، وإعلان شقيقته سناء الحاصلة على الجنسية البريطانية، مشاركتها بالقمة الدولية لعرض قضية شقيقها.

ووفقاً لدبلوماسي مصري سابق، “لم يكن حجم الاهتمام الدولي بقضية علاء عبد الفتاح متوقعاً، بل كان التوقع بأن تكون هناك متابعة تقليدية، وكذلك تناول رسمي خلال لقاء رئيس الوزراء البريطاني بالمسؤولين في مصر في إطار روتيني”.

يأتي ذلك في الوقت الذي شكك فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري بتمتع عبد الفتاح بالجنسية البريطانية، مشيراً إلى “عدم إتمام عبد الفتاح إجراءات حصوله عليها”، وقال خلال حوار متلفز مع إحدى القنوات العالمية على هامش القمة المنعقدة في شرم الشيخ، إن “القانون المصري لديه عملية محددة للاعتراف بالجنسيات الأجنبية”، مضيفاً أن “عبد الفتاح هو مواطن مصري وتلك الإجراءات لم يتم استيفاؤها بعد”.

ورداً على سؤال عن إضراب علاء عبد الفتاح، قال شكري إنه “على ثقة بأن سلطات السجون ستقدم الرعاية الصحية اللازمة والمتاحة لجميع السجناء”، وعما إذا كان ذلك يعني إطعامه قسرياً، قال إن “هناك إضرابات سابقة عن الطعام لم يكن من الممكن التحقق من صحتها”، مشيراً إلى أن الإضراب هو “اختيار شخصي” يعامَل طبقاً للقواعد واللوائح المصرية.

وبموازاة الاهتمام البريطاني والعالمي بشأن قضية عبد الفتاح، لم تفوّت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فرصة أول لقاء مع السيسي، على هامش القمة، لتأكيد ضرورة التعاون المصري من أجل التوصل للجناة المسؤولين عن قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته عليها آثار تعذيب شديد عام 2016، قبل أن تقود التحقيقات الإيطالية إلى مسؤولية 4 قيادات أمنية في الواقعة، رفضت القاهرة تقديم بيانات خاصة بهم.

وذكر مكتب ميلوني، في بيان، أن رئيسة الوزراء الإيطالية ناقشت قضايا الطاقة وأزمة المناخ والهجرة في محادثات مع الرئيس المصري. وأضاف البيان أن ميلوني أثارت مسألة حقوق الإنسان وقضيتي جوليو ريجيني والباحث باتريك زكي في محادثاتها مع السيسي الإثنين الماضي.

وكانت محكمة مصرية قد أمرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بالإفراج عن الناشط والباحث باتريك جورج زكي الذي اعتقل في فبراير/ شباط من العام الماضي لدى وصوله إلى القاهرة آتياً من إيطاليا، ولا يزال زكي يواجه تهمة نشر أخبار كاذبة، وذلك على خلفية عمله في المنظمة المصرية للحقوق الشخصية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here