أفريقيا برس – مصر. أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، اليوم الأربعاء، غلق باب الترشح لانتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، من دون ترشح أي قوائم منافسة لـ”القائمة الوطنية من أجل مصر” في جميع الدوائر المخصصة لنظام القوائم المغلقة، في تكرار لما حدث في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة، في ضوء عزوف الأحزاب والمستقلين عن منافسة القائمة المدعومة من أجهزة الدولة على نطاق واسع، لكونها تضم 12 حزباً موالياً للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعلى مدى ثمانية أيام، استقبلت الهيئة أوراق المترشحين على النظامين، الفردي والقائمة، إذ قسم قانون مجلس النواب دوائر الجمهورية إلى 4 للانتخاب بنظام القوائم المغلقة بإجمالي 284 مقعداً، و143 دائرة لنظام الانتخاب الفردي بإجمالي 284 مقعداً، مع منح رئيس الجمهورية الحق في تعيين نسبة 5% من إجمالي عدد الأعضاء، بما يوازي 28 نائباً من أصل 596. وبلغ عدد المترشحين للمقاعد الفردية نحو 2490 بمتوسط 17 مرشحاً لكل دائرة، و284 مرشحاً ممثلين لأربع قوائم مغلقة باسم القائمة الوطنية، الذين ضمنوا جميعاً فوزهم من قبل خوض الانتخابات، شرط حصول كل قائمة على نسبة 5% على الأقل من أصوات الناخبين المقيدين بالدائرة الانتخابية. وإن لم تحصل القائمة على هذه النسبة، فإنه يعاد فتح باب الترشح لشغل المقاعد المخصصة للدائرة، وفق القانون.
وكما كشفت مصادر اعلامية في 6 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، عمد حزب مستقبل وطن، الذي يقود القائمة الوطنية، ويمتلك الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، إلى عدم الدفع بمرشحين على النظام الفردي في 10 دوائر، من أجل إخلائها أمام مرشحي أحزاب المعارضة والمستقلين، وإتاحة تمثيل أكبر لهم في البرلمان المقبل. ومع انتهاء المدة المحددة من الهيئة للترشح في الانتخابات، لم يدفع حزب مستقبل وطن بمرشح في دائرة القاهرة الجديدة والشروق وبدر بمحافظة القاهرة، كذلك سحب أمين التنظيم في القاهرة، بحزب حماة الوطن (المؤتلف في القائمة)، محمد جمال الدين، أوراق ترشحه عن الدائرة، أمس الثلاثاء، بهدف إتاحة المجال لفوز رئيس حزب العدل عبد المنعم إمام بأحد مقعدي الدائرة.
وتكرر الأمر في دائرة دمياط وكفر البطيخ بمحافظة دمياط لصالح النائب المستقل ضياء الدين داوود، ودائرة أول وثاني المنصورة بمحافظة الدقهلية لصالح النائب أحمد الشرقاوي، ودائرة أول وثاني وثالث المحلة الكبرى بمحافظة الغربية لصالح النائب عن حزب التجمع أحمد بلال البرلسي، ودائرة المناخ والزهور في محافظة بورسعيد لصالح النائب أحمد فرغل. وقال مصدر بارز في حزب مستقبل وطن، إن دعم بعض “المعارضين” للتواجد في البرلمان لن يقتصر على إخلاء دوائرهم من مرشحي الحزب، بل سيمتد إلى توجيه الناخبين بالتصويت لصالحهم في بطاقة اقتراع النظام الفردي، بالتزامن مع تصويتهم لصالح القائمة الوطنية في بطاقة اقتراع القائمة المغلقة.
وأوضح المصدر أن توسيع مشاركة المستقلين والأحزاب المعارضة في مجلس النواب المقبل “أمر ضروري وهام، ويثري الحياة السياسية في مصر”، مؤكداً أن حزب الأغلبية “لا يرغب في تكرار نتائج انتخابات مجلس الشيوخ التي أسفرت عن فوز أحزاب القائمة الوطنية بجميع مقاعد الفردي والقائمة، ما أثار انتقادات من بعض الأحزاب من خارج القائمة”. وفي ما يخص القوائم المغلقة، شهدت اختيارات المرأة في القائمة الوطنية مجاملات واضحة، منها اختيار رشا حسني عبد الرحمن عن دائرة قطاع شرق الدلتا، وهي نائبة عن حزب مستقبل وطن منذ 2020، وشغلت عضوية لجنة الطاقة والبيئة في مجلس النواب على مدى 5 سنوات، لم تتقدم فيها بطلب إحاطة واحد أو بيان عاجل إلى الحكومة بشأن أي موضوع.
ورشا زوجة المقدم الراحل في جهاز الأمن الوطني محمد مبروك، الذي كان مسؤولاً عن ملف جماعة الإخوان المسلمين خلال فترة عمله في الجهاز، واغتيل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 في أثناء خروجه من منزله. وفي 2021، أيّدت محكمة النقض أحكام الإعدام الصادرة عن محكمة جنايات أمن الدولة بحق 21 شخصاً، بينهم الضابط السابق المقدم محمد عويس، بتهمة اغتيال مبروك، وارتكاب 54 عملية إرهابية أخرى في ربوع البلاد.
كذلك أثار اختيار شيرين مصطفى حزين عن حزب حماة الوطن بدائرة الجيزة والصعيد انتقادات واسعة، ولا سيما أنها لم تمارس أي عمل سياسي طوال حياتها، واقتصرت سيرتها الذاتية على أنها “حفيدة أحد أقدم نواب البرلمان في مصر، وهو الشيخ حزين الجاحد، وأن جدها لأمها هو أبو بكر توفيق، الذي جمع بين عضويتي مجلسي الشعب والشورى سابقاً”. وشملت الاختيارات أيضاً صبورة السيد عن محافظة الجيزة، وهي والدة المخرج محمد سامي المتزوج من الفنانة مي عمر، وتمتلك سلسلة مدارس باسم “طيبة الدولية”، وكانت قد واجهت اتهامات بالتربح والتزوير في قضايا عديدة، فضلاً عن اتهام المذيعة جيهان سليمان لزوجها سامي عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للتجارة الدولية، بتهديدها بالقتل عام 2011، عقب تقدمها ببلاغ تتهمه فيه بالاستيلاء على المال العام والكسب غير المشروع.
وفي دائرة القاهرة ووسط الدلتا، ضمت القائمة النائب المثير للجدل عن دائرة الشرابية إيهاب العمدة، أحد المتورطين في جريمة الاعتداء على المهندسين خلال انتخابات النقابة عام 2023، والذي سبق أن وجهت له تهم بحيازة المخدرات والاتجار فيها، وحبسه بتهمة الاعتداء على المتظاهرين السلميين إبان أحداث ثورة 2011، في ما عُرف وقتها بـ”موقعة الجمل”. وتضم القائمة المغلقة الأولى قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد (11 محافظة) بإجمالي 102 مقعد، والثانية قطاع غرب الدلتا (3 محافظات) بإجمالي 40 مقعداً، والثالثة قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا (6 محافظات) بإجمالي 102 مقعد، والرابعة قطاع شرق الدلتا (7 محافظات) بإجمالي 40 مقعداً.
وتُجرى انتخابات مجلس النواب على مرحلتين: المرحلة الأولى تشمل محافظات الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر، والإسكندرية، والبحيرة، ومطروح. والمرحلة الثانية تشمل محافظات: القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبور سعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء. وتبدأ فترة الصمت الانتخابي لمحافظات المرحلة الأولى في 6 نوفمبر 2025، تمهيداً لإجراء الانتخابات خارج البلاد يومي الجمعة والسبت الموافقين 7 و8 نوفمبر، وفي داخل مصر يومي الاثنين والثلاثاء 10 و11 نوفمبر. أما محافظات المرحلة الثانية، فتجرى في الخارج يومي 21 و22 نوفمبر، وفي داخل البلاد يومي 24 و25 نوفمبر.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس