مصر تحذّر القائم بالأعمال الأوكراني… وتطلب توضيحات بشأن رعاياها

6
مصر تحذّر القائم بالأعمال الأوكراني... وتطلب توضيحات بشأن رعاياها
مصر تحذّر القائم بالأعمال الأوكراني... وتطلب توضيحات بشأن رعاياها

أفريقيا برس – مصر. كشفت مصادر مصرية خاصة أن وزارة الخارجية المصرية خاطبت القائم بالأعمال الأوكراني في القاهرة روسلان نيتشاي، بهدف ضبط تحركاته وخطابه الرسمي، مبدية اعتراضها، بشكل غير علني، على حديث أدلى به أخيراً، خلال لقاءاته بعدد من الصحافيين، وأبدى فيه استياء بلاده من الموقف المصري.

وحسب المصادر، فإنّ دوائر دبلوماسية في وزارة الخارجية المصرية خاطبت نيتشاي بشكل غير رسمي، منعاً لتصعيد الأمر وتحويله إلى أزمة، في وقت لا تسعى فيه القاهرة لتبني موقف تنحاز فيه إلى طرف من أطراف الصراع.

وأكدت المصادر أنّ التوصيفات التي استخدمها، خلال لقاءات مع عدد من الصحافيين الأجانب في القاهرة، لا تليق بمستوى العلاقة بين البلدين، مشيرة إلى أنّه وصف الموقف المصري بـ”غير اللائق”.

طالبت القاهرة القائم بالأعمال الأوكراني بضبط خطابه

وأضافت المصادر، في أحاديث خاصة لـ”العربي الجديد”، أن المسؤولين في وزارة الخارجية أبلغوا نيتشاي بضرورة ضبط خطابه ومصطلحاته بالشكل الذي يتلاءم مع طبيعة موقعه ودوره، وألا يتجاوز حدود ذلك.

وبحسب المصادر فإن نيتشاي دعا، خلال أحاديث مع صحافيين مصريين وأجانب، للضغط على القاهرة لاتخاذ موقف أكثر وضوحاً، متهماً القاهرة بالحياد السلبي، بحق شريك تجاري مهم لمصر.

وخلال أحد اللقاءات، التي أثارت استياء الدوائر المصرية، أشار القائم بالأعمال الأوكراني إلى أن بلاده دعمت القاهرة في أوقات سابقة عبر حركة السياحة، ومن خلال قرارها بعدم منع السائحين الأوكرانيين من زيارة مصر، كما فعلت موسكو إبان أزمة الطائرة الروسية التي سقطت فوق شمال سيناء، وذلك بخلاف الشراكة التجارية وتزويد كييف للقاهرة بالقمح. ودعا مصر إلى تزويد الحكومة الأوكرانية بالسلاح، علاوة على المطالبة بموقف سياسي أكثر قوة تجاه روسيا.

وبحسب المصادر فإن التقارير الصادرة من السفارة الأوكرانية في القاهرة باتت تمثل إزعاجاً لمصر، خاصة في ظل ضغوط أميركية، وغربية عليها لتبني موقف أكثر وضوحاً من الحرب.

وفي السياق ذاته، قالت المصادر إنّ المسؤولين في وزارة الخارجية المصرية طالبوا نيتشاي بتقديم توضيح بشأن وضع 100 مصري، بواقع 40 في خاركيف و60 في سومي، الواقعتين شرق أوكرانيا، في ظل تواصلهم مع ذويهم وإبلاغهم بوجود صعوبات متعمدة لخروجهم من مناطق الصراع، عبر الممرات الآمنة التي تم الاتفاق عليها بين موسكو وكييف.

وأوضحت المصادر أن المسؤولين في الخارجية المصرية خاطبوا أيضاً السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو، بشأن الأمر ذاته.

ففي حين تقول موسكو إنها سمحت بخروج المدنيين، فإنها اتهمت القوات الأوكرانية برفض خروجهم واتخاذهم دروعاً بشرية ضمن أعداد من جنسيات أخرى، في حين تتهم السلطات في كييف نظيرتها الروسية بأنها تستهدف المدنيين وتمنع خروجهم من مناطق القتال.

واتهمت وزارة الدفاع الروسية، أخيراً، القوات الأوكرانية بأنها تحتجز أكثر من 5 آلاف أجنبي، بينهم عرب، وتستغلهم دروعاً بشرية، في إطار الحرب الدائرة بين الطرفين. وقالت إن بين المحتجزين في خاركيف 1500 طالب هندي، و40 مصرياً، و200 أردني، و15 من فيتنام.

وقالت المصادر المصرية إنّ المسؤولين في مصر طلبوا توضيحاً من السلطات الأوكرانية بشأن الاتهامات الروسية، وتقديم أدلة واضحة تفيد بعدم صحة الاتهامات الروسية، لتتمكن القاهرة من اتخاذ اللازم بشأن سلامة الرعايا المصريين.

ولفتت إلى أن “هناك حالة من التلاعب والتضليل من جانب الطرفين (روسيا وأوكرانيا)، في محاولة من كل منهما لإحراج الآخر، والتسبب بأزمة دبلوماسية له مع أطراف دولية”.

في مقابل ذلك، دعا سفراء مجموعة الدول السبع الصناعية وسفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، في بيان مشترك، أخيراً، الحكومة المصرية للوقوف بجوار أوكرانيا وإدانة العدوان الروسي المسلح عليها.

تحدّث مصريون عن صعوبات متعمدة لخروجهم من مناطق الصراع

وفي وقت سابق دعا نيتشاي القاهرة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة، إلى تأكيد التضامن مع كييف عبر دعمها مالياً، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتسجيل جميع حالات انتهاك أحكام القانون الدولي.

وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية، أن موقف القاهرة تجاه الأزمة الأوكرانية كان ثابتاً عند الامتناع عن التصويت تحت سقف الأمم المتحدة، لكن ضغوطاً أميركية حسمت التوجه المصري وجعلته يصوت بـ”نعم” مع مشروع القرار الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يدين اجتياح روسيا لأوكرانيا، إلا أنها رفضت، في المقابل، توظيف العقوبات الاقتصادية ضد موسكو في الأزمة، ما يشير إلى أن القاهرة تتبنى موفقاً مدروساً تحاول به إمساك العصا من المنتصف.

فعقب تصويت مصر لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بانسحاب القوات الروسية فوراً من أوكرانيا، أصدرت بياناً على لسان مندوبها الدائم في نيويورك أسامة عبد الخالق رفض فيه ما وصفه بـ”منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف”، داعياً إلى حلول دبلوماسية للأزمة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here