معارضو الخارج يعقدون حوارا شعبيا

12
معارضو الخارج يعقدون حوارا شعبيا
معارضو الخارج يعقدون حوارا شعبيا

أفريقيا برس – مصر. واصلت شخصيات مصرية معارضة في الخارج، عقد جلسات الجولة الأولى من الحوار الشعبي المصري حول العالم عبر تقنية «زووم»، بهدف مناقشة القضايا المختلفة المتعلقة بمستقبل البلاد، وبحث كيفية الخروج من الأزمة الراهنة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وعقدت الإثنين، أولى جلسات الحوار الشعبي في «المحور السياسي» بعنوان جلسة الإصلاح السياسي وتجديد المشروع الوطني.

وكان اتحاد «القوى الوطنية» في الخارج دعا لعقد حوار شعبي، بعد إطلاق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أبريل/ نيسان الماضي، دعوة لعقد حوار وطني بين مختلف القوى السياسية، من دون جماعة الإخوان المسلمين.

3 ملفات

ويُعقد هذا الحوار في إطار ثلاثة حوارات متوازية، الأول: الحوار السياسي الاجتماعي، وبدأت جولته الأولى أمس الإثنين ويستمر حتى 13 أغسطس/ أب الجاري، والثاني: الحوار الاقتصادي والمالي، وتبدأ الجولة الأولى من 13 وحتى 20 أغسطس/ أب الجاري، والثالث: الحوار المتصل بالتنمية الشاملة والأمن القومي، وتبدأ جولته الأولى من 21 وحتى 27 آب/ أغسطس.

ويتضمن المحور السياسي، جلسات بعنوان «الإصلاح السياسي وتجديد المشروع الوطني» و«مستقبل الحياة السياسية في مصر»، و«الإصلاح الحقوقي وملف المصالحة المجتمعية والعدالة الانتقالية، « تعقبها جلسة استماع عنوانها «لماذا التغيير الآن في مصر؟»، و«الإصلاح الدستوري والتشريعي والإداري في مصر»، و«النوبة وسيناء بين التهميش والحقوق الضائعة»، بالإضافة إلى تنظيم جلسة عامة بعنوان «الفنون والثقافة وحرية التعبير والإعلام». ونظمت الجلسة الافتتاحية للحوار أمس الأول الأحد، وشارك فيها، عشرات المعارضين المصريين في الخارج بينهم، أيمن نور رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية، والاستشاري الهندسي ممدوح حمزة، والقيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» حلمي الجزار، والناشط السياسي رامي شعث، منسق حملة مقاطعة إسرائيل في مصر المقيم في فرنسا منذ الإفراج عنه قبل أشهر بعد قضائه فترة في السجون المصرية، والكاتب الصحافي قطب العربي.

وقال نور في الجلسة الافتتاحية إن «الحوار الشعبي ليس حواراً للمصريين في الخارج كما يتصور البعض وليس حواراً موازيا ولا مكايدا للحوار الذي دعا إليه النظام في الداخل كما يتوهم البعض، ولا حواراً نخبوياً بين المعارضة والمعارضة ولا حواراً لمعسكر سياسي بعينه يقصي غيره».

وأوضح : «هو حوار 14 مليون مصري في الخارج و100 مليون مصري في الداخل يرسي ما تؤمن به أطراف الحوار من مبادئ وقيم الديمقراطية التشاركية التي ترى أن الشعب هو الصوت والصدى صاحب الكلمة في حل أزمات واقعة وصناعة مستقبله خاصة في غياب الديمقراطية والبرلمانات الحقيقية».

عروس عروبتنا

ووجه التحية لقطاع غزة الذي تعرض لعدوان إسرائيلي غاشم، وقال: «تحية لعروس عروبتنا غزة، غزة المقاتلة المناضلة، من هنا من باريس ومن عواصم العالم نحيي الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية نحيي شهداءهم الأحياء وأحياءهم الشهداء، ونؤكد أننا جميعا على قلب رجل واحد ضد هذا العدوان الغادر».

واعتبر أن «حجم المشاركة في الحوار، تجسد للمرة الأولى منذ سنوات بعيدة، معنى وصورة واضحة للجماعة الوطنية المصرية وتنوعاتها الفكرية والمهنية والتخصصية فضلا عن تجسيدها الدقيق لمعنى مصريين حول العالم».

وزاد: «الناظر بإمعان للحوار الشعبي سيجد وجوهاً مصرية نيرة تطل من مختلف قارات العالم ومعظم دوله وفي القلب منها مصر بينهم خبراء ووزراء ورجال دولة وساسة ونشطاء وعلماء وحقوقيون وخبراء عسكريون ومدنيون تفرقهم المناحي والمجالات والاتجاهات وتجمعهم ثلاثة حروف هي مصر».

وأضاف: «من ينظر بإمعان لهذه الصورة الموحية يعرف معنى الحوار الحقيقي الذي لا يعرف استثناء ولا إقصاء ولا خطوط حمراء، ومن يسمع آلاف الرسائل والإيميلات التي وصلت الحوار الشعبي على كافة الوسائط منذ الإعلان عن الحوار يعرف كم أشواق مصر الممنوعة من الكلام لحوار حقيقي تبوح فيه بأوجاعها وآلامها وآمالها المشروعة في تغيير مستحق للخلاص من ظلم استبد، وفشل وجهل تفشى، وفقر تمدد وبات يتهدد فئات وطبقات لم يطلها الفقر من قبل».

واعتبر أن «العجز المتزايد عن توفير حلول للمشاكل المتراكمة يؤكد أن الطريق على مشارف النهاية، فيما يؤمن المؤيدون والمعارضون أن الوضع مؤهل لانفجار وشيك لا أحد يملك التكهن بموعده وحدوده ومخاطره إن لم يسبقه تغيير عميق يطال السياسات والأشخاص معا».

وأكد أن «الحوار ليس حالة موسمية بل هو حل دائم وواجب ومستحق لمواجهة أزمات مصر المختلفة وقضاياها الرئيسية وما بات يتهدد الجميع من مخاطر وجودية».

ودعا «جموع الشعب المصري في الداخل والخارج لمواصلة تقديم أفكاره ومقترحاته وعرض مواقفه وآرائه في قضايا الحوار الشعبي وعبر جلساته وجلسات الاستماع المفتوحة لكل المصريين والمصريات».

أما الخبير والاستشاري الهندسي، ممدوح حمزة، فقد قال خلال الجلسة: «الحوار الشعبي لجميع المصريين حول العالم في الداخل والخارج من المؤيدين والمعارضين، حوار يسع الجميع وعابر للانتماءات، وليس به أي محظورات».

ولفت إلى أن «الحوار الشعبي سيسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستمرة، اعتمادا على القدرة الذاتية المصرية»، مؤكدا أن «مصر تنعم بوجود خبراء لديهم حلول لكل المشاكل والأزمات، لكن المشكلة الحقيقية هي كيفية تنفيذ هذه البرامج».

كذلك، دعا الناشط السياسي رامي شعث، مختلف الحوارات الشعبية إلى «استغلال الفرصة للتفكير معا في صياغة الرؤى للمستقبل، والاستعداد للتغيير في المستقبل، من أجل وضع مصر على الطريق الصحيح بين الأمم والشعوب الأخرى»، داعيا المصريين إلى «سرعة الاندماج في العمل والتنظيم السياسي».

من أجل مصلحة مصر

كما لفت القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين»، حلمي الجزار، إلى أن الحوار الشعبي «انطلق من أجل مصلحة مصر والمصريين، ونريد لهذا الوطن مع هذا الانفتاح السياسي الذي نرجوه، أن ينعم بالعدالة الانتقالية التي تضمن إطلاق سراح كل المعتقلين، خاصة أن سجون مصر ممتلئة بعشرات الآلاف من هؤلاء المعتقلين السياسيين».

وتابع «المصالحة الوطنية التي نصبو إليها في المحور السياسي ترفع عن جميع المعتقلين الظلم الذي يتعرضون له، ونريد لكل مؤسسات الدولة أن تعمل في تخصصها، ونحن حريصون على هذا الوطن ونريد له أن يتقدم».

وكان السيسي قد دعا خلال حفل إفطار الأسرة المصرية في نيسان/ أبريل الماضي، إلى عقد حوار وطني، كما أعاد تشكيل لجنة العفو الرئاسي المنوط بها بحث ملفات السجناء السياسيين تمهيدا للإفراج عمن لم يتورط في قضايا عنف، ليضم التشكيل الجديد رموزا من المعارضة بينهم وزير القوى العاملة الأسبق والقيادي في حزب الكرامة كمال أبو عيطة.

وقال ضياء رشوان نقيب الصحافيين المصريين ومنسق مجلس أمناء الحوار الوطني في مصر، إن المجلس تلقى خطابات من معارضين مصريين في الخارج للمشاركة في الحوار السياسي، والعودة لمصر والانخراط في كافة الأنشطة السياسية والاجتماعية، ما رد عليه أيمن نور، مطالبا رشوان بالكشف عن الأسماء والخطابات التي ينسبها لمعارضة الخارج.

وأضاف: أؤكد له أن المعارضة الحقيقية’ لم ولن تقبل يوما حوارا مغشوشا بلا ضمانات جدية لإصلاحات هيكلية أولها إطلاق سراح كل المعتقلين».

ومنذ إعادة تشكيل لجنة العفو الرئاسي، أصدرت السلطات المصرية قرارات بالإفراج عن العشرات من سجناء الرأي، لكن معارضين يعتبرون أن مثل هذه القرارات غير كافية، وأن المطلوب الإفراج عن كل من لم يتورط في قضايا عنف.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here