أفريقيا برس – مصر. أكد السفير عزت سعد، مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، وسفير مصر السابق لدى موسكو، أن “الإعلان عن عقد الدورة الثانية من المنتدى الروسي الأفريقي في القاهرة، يعكس تصميم موسكو على المضي قدمًا في استعادة زخم علاقاتها القوية مع القارة الأفريقية”.
وأضاف السفير سعد، في حوار مع “سبوتنيك”، أن “اختيار مصر لاستضافة هذا الحدث الهام يأتي تأكيدًا لدورها كشريك اقتصادي وتجاري رئيسي لروسيا، وبوابة استراتيجية للمنتجات الروسية نحو الأسواق الإفريقية، ويعزز دورها الأفريقي والدولي في إطار البناء والتنمية والاستقرار، خاصة في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم”… إلى نص الحوار
بداية.. ما هي الأهمية الاستراتيجية لانعقاد المنتدى الروسي الأفريقي الثاني على الأراضي المصرية تحت شعار “صحوة أفريقيا”؟
من المنظور الروسي، فإن الإعلان عن عقد الدورة الثانية من هذا المنتدى يعكس تصميم روسيا على المضي قدما في التواصل والتفاعل مع القارة الأفريقية، والبناء على ما تحقق من القمة الأولى في 2019، والقمة الثانية في يوليو (تموز) 2023.
كما أن روسيا عازمة على استعادة زخم العلاقات القوية، التي كانت سمة مهمة في علاقات الاتحاد السوفييتي السابق مع القارة الأفريقية وحركات التحرر، وربما تسمية المنتدى بهذا المسمى له علاقة بهذه الروح، حيث نشهد في مناطق كثيرة من القارة نوعًا من التمرد والاحتجاج على ممارسات القوى الاستعمارية السابقة، ونرى هذا بشكل واضح جدًا في غرب أفريقيا، حيث قررت العديد من الدول الأفريقية أن تقود تنميتها وصحوتها بقياداتها وشبابها بعيدًا عن النمط القديم، الذي ساد لعقود في عديد الدول الأفريقية.
هل ترى أن مصر وجهة مثالية لاستضافة هذا الحدث المهم؟
بالنسبة لمصر طبعا، خاصة أن القاهرة هي الشريك الاقتصادي والتجاري الأكبر لروسيا في أفريقيا، ويمكن بحكم تجربة مصر كدولة أفريقية، وتوليها الرئاسة المشتركة للقمة الأولى، ومشاركتها الفعالة في القمة الثانية، فإن اختيار مصر موفق لاستضافة هذا المنتدى نظرا لما تملكه من إمكانيات لاستضافة الحدث وما تملكه من علاقات مع روسيا والدول الأفريقية، مكانة جغرافية هامة. وأيضا، بحكم أن منطقة الصناعات الروسية التي ستنشأ في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، هي في أحد أهم أهدافها، بجانب تعزيز العلاقات الثنائية، أن تكون بوابة للمنتجات الروسية إلى أفريقيا، والاستفادة من “اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية”، حيث تتيح عضوية مصر بها استفادة متبادلة للجميع، وانعكاسات اقتصادية هامة مرتقبة.
في ظل التغيرات التي يشهدها النظام العالمي.. هل يمكن أن تلعب الدول الأفريقية دورا فاعلا ومؤثرا في هذا المسار؟
الحقيقة، من الصعب أن نقول إنها غير فاعلة وغير مؤثرة، فمن خلال النظر إلى التطورات وكيفية معالجة الأمم المتحدة لقضايا دولية كثيرة تمس الأمن والتنمية في القارة الأفريقية، يمكننا أن نصل إلى نتيجة مفادها أن نمط تصويت هذه الدول في الجمعية العامة وفي الأطر الأخرى، يعكس تصميما واضحا جدا، رغم الضغوط الأمريكية والغربية، على المضي قدما في تنويع خياراتها والمساهمة بشكل فاعل في إقامة نظام متعدد الأقطاب، سواء بالمعنى السياسي أو حتى بالمعنى الاقتصادي.
لذلك بالتأكيد دول القارة الأفريقية لها دورها الهام في هذا المسار، وهي تسعى بالطبع لتعزيز مستوى استفادتها من تعدد القطبية وتعزيز فرص التنمية لديها، من خلال الشراكات الهامة التي تراعي مصالحها.
برأيك هل يمكن لهذا المنتدى أن يعزز من دور مصر كحلقة وصل بين روسيا وأفريقيا؟
نحن نعيش في مرحلة شديدة الحساسية ومليئة بالتحديات، وبالتالي، استضافة مصر في خضم هذه التحديات لمنتدى بهذا الحجم وبأجندة أثق في أنها ستكون متنوعة تتناول قضايا اقتصادية وسياسية وأمنية، يمثل دعمًا ومساندة من جانب الصديق الروسي للدور المصري في هذا الشأن.
على الجانبين، هناك طبعًا مصالح مشتركة، وهذا مهم في المرحلة الحالية، حيث نرى قدرا كبيرا من ازدواجية المعايير وفوضى في النظام الدولي، ونوعا من الخروج على كل ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية.
كل هذا يوفر للأغلبية الساحقة من الدول الأفريقية، وكلها دول تنتمي إلى الجنوب العالمي، أسبابا وجيهة جدا في أن تكون داعمة لنظام دولي متعدد الأقطاب، وفي أن تكون راغبة بشدة وطموحة للانضمام إلى الأطر الجديدة، التي تعد روسيا أحد مكوناتها الأساسية والمؤسسة لبعضها، على سبيل المثال مجموعة “بريكس”، وكذلك منظمة “شنغهاي للتعاون”، والعديد من المؤسسات الأخرى.
وهنا يمكن القول أن كل هذه العوامل توفر المناخ الإيجابي الكبير، ويمكن لروسيا من خلاله بالتعاون مع مصر والدول الرئيسية في القارة أن تدفع في اتجاه تعميق العلاقات، سواء في الأطر المتعددة الأطراف أو الثنائية.
المصدر: سبوتنيك عربي
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر عبر موقع أفريقيا برس