نقيب المهندسين: الاحتلال الصهيوني يستهدف الإرث الحضاري والمعماري في غزة لطمس الهوية والذاكرة الفلسطينية

6
نقيب المهندسين: الاحتلال الصهيوني يستهدف الإرث الحضاري والمعماري في غزة لطمس الهوية والذاكرة الفلسطينية
نقيب المهندسين: الاحتلال الصهيوني يستهدف الإرث الحضاري والمعماري في غزة لطمس الهوية والذاكرة الفلسطينية

أفريقيا برس – مصر. شارك المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين في المؤتمر والاحتفالية الخاصة بمرور 30 عامًا على تأسيس اتحاد معماريي البحر المتوسط UMAR ، الذي استضافته مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط ALEX MED التابع لقطاع البحث الأكاديمي.

وفي مستهل كلمته خلال المؤتمر، قال: “إنني إذ أنتهز الفرصة للترحيب بضيوفنا الكرام من مختلف الدول، فإنني أؤكد أنه من الرائع أن ينعقد هذا اللقاء على أرض مصر مهد الحضارات التي تحتضن كنوزًا من التراث المعماري، وتاريخًا هائلًا من العمارة التاريخية، سواء الفرعونية أوالبطلمية أوالمسيحية أو الإسلامية، وصولًا إلى العمارة الحديثة، فأوجدت ما نفخر به من معالم، مثل الأهرامات والمعابد والمتاحف والكنائس والمساجد التاريخية من شمال مصر إلى جنوبها”.

وأضاف: “نلتقي اليوم، للاحتفال بمرور 30 عامًا على تأسيس اتحاد معماريي البحر المتوسط، وهي فرصة طيبة لدعم الحوار والتنسيق، وتبادل الخبرات بين المعماريين في دول البحر المتوسط، بجانب تنسيق الجهود للمحافظة على البيئة التراثية والعمرانية المتوسطية، وتطوير سبل التعاون لتحقيق أهداف علمية وإنسانية، وتبادل المعارف وتعزيز آفاق التعاون العربي المتوسطي في المجال المعماري، إذ يجمعنا تاريخ حضاري وعمراني متقارب، كما يجمعنا العيش على ضفاف المتوسط، هذه البقعة الزاخرة بكنوز التراث المعماري على مدار العصور”.

وأشار نقيب المهندسين، إلى أن الحديث عن العمارة والحضارة المتوسطية لا بد أن يأخذنا إلى مدينة مهمة تقع على شاطئ المتوسط وهي “غزة” التي تشهد منذ شهور عملية تدمير هائلة وممنهجة لكل تاريخها ومعالمها العمرانية على يد الاحتلال الصهيوني، إذ لم يكتف الاحتلال بالإبادة الجماعية للبشر، بل استهدف الحجر والإرث الحضاري والمعماري، وهو الشاهد على تاريخ هذه المدينة، فهناك إبادة ثقافية بجانب الإبادة البشرية، في محاولة من دولة الاحتلال لطمس الهوية والذاكرة ومحو التراث والتاريخ الفلسطيني، بجانب نهب وسرقة التراث ونسبه إلى دولتهم.

واستنكر “النبراوي” استهداف الاحتلال للمواقع الأثرية، والمباني التاريخية والدينية، والمتاحف، والمؤسسات الأكاديمية والجامعات والمدارس، والمكتبات والمراكز الفنية والثقاقية والمباني العامة، والبنى التحتية، وتدمير مكتبات ومراكز ثقافية تضم وثائق وكتبًا ومخططات تاريخية، وإعدام آلاف الوثائق التاريخية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الكنيسة البيزنطية في محافظة جباليا، التي يعود تاريخ بنائها إلى 444م، وكنيسة القديس بريفيريوس في حي الزيتون، وهي ثالث أقدم كنائس العالم، بُنيت في القرن الخامس الميلادي، وبيت السقا الأثري في حي الشجاعية، الذي بُني في القرن الـ17، والمقبرة الأثرية الرومانية، والمسجد العُمري الكبير، الذي أُسس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

وشدد نقيب المهندسين، قائلًا: “من هذا المنبر، أدق ناقوس الخطر تجاه تدمير التراث الثقافي الفلسطيني، خصوصًا منذ بدء الحرب الأخيرة على غزة، مما يشكل إبادة ثقافية ممنهجة، توجب على كل المنظمات والمؤسسات الثقافية الدولية وعلى رأسها اليونسكو التحرك لحماية هذا التراث خصوصًا أن ثمة مواثيق دولية ومنها اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في أثناء النزاع المسلح تُجرِّم هذه الأفعال، إذ إنه من المؤسف غياب تحرك المنظمات الدولية الثقافية وعدم وجود رد فعل منها ضد الفظائع المرتكبة بحق التراث الثقافي في قطاع غزة”.

وأكد: “يقع على عاتقنا في هذا المحفل واجب قومي وحضاري في هذا الشأن، ومن بينها التصدي لجرائم الاحتلال الثقافية عبر حشد رأي عام دولي ضد هذه الانتهاكات، وحث المنظمات الدولية على الاضطلاع بدورها، بجانب دور آخر مهم عقب انتهاء الحرب بتقييم ورصد تلك الخسائر والأضرار، والمساهمة في إعادة الترميم والإعمار، وستُكرِّس نقابة المهندسين المصرية إمكاناتها وخبراتها للمساهمة معكم في هذا الشأن”.

شهدت الاحتفالية تكريمًا للمهندس طارق النبراوي، والدكتور هشام سعودي- وكيل نقابة المهندسين، والدكتور أحمد زايد- رئيس مكتبة الاسكندرية، والمعماري اللبناني وسيم الناغي- الرئيس السابق لاتحاد معماريي المتوسط.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن مصر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here