مصر تواصل مساعي احتواء الأزمة مع الكويت… ومراجعة مرتقبة لقرار وقف الرحلات

24

أعلنت مصر، أمس الأحد، أن الكويت ستقوم بمراجعة قرار حظر الطيران إلى القاهرة، والذي أثار جدلا واسعا في البلاد.جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الكويتي أحمد ناصر الصباح، وفق بيان للخارجية المصرية.

ونقل البيان «تأكيد وزير خارجية الكويت على أن قرار وقف رحلات الطيران إلى مصر سيكون محل مراجعة خلال الفترة المقبلة».وناقش الجانبان «الترتيبات الخاصة بأوضاع الجاليتين المصرية والكويتية، في إطار الحرص على التواصل بين البلدين ضمن العلاقات المُميزة القائمة بينهما وعلى رعاية مواطني البلدين المُقيمين في كل منهما».

واتفق الوزيران على «تواصل وزيري الصحة في البلدين لتحديد الإجراءات الكفيلة بعودة الأمور إلى طبيعتها تسهيلاً لعملية التنقل والتواصل بين البلدين»، حسب البيان ذاته.

وشهدت الأزمة الأخيرة التي أعقبت قرار السلطات الكويتية بمنع المصريين من دخول الكويت بشكل مفاجىء السبت الماضي، تباينا في ردود الأفعال المصرية الرسمية والشعبية.

سجال ساخن

ففي الوقت الذي أكدت وزارة الخارجية المصرية على قوة العلاقات الأخوية بين مصر والكويت شعبا ودولة، معتبرة أن هناك جهات مغرضة تستهدف العلاقات بين البلدين، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مطالبات برد فعل على ما اعتبروها إساءات مستمرة ضد العاملين المصريين في الكويت.

وجاء القرار الكويتي بعد أن شهدت مواقع التواصل الاجتماعي سجالا بين مصريين وكويتيين خلال الأيام الماضية، على خلفية أزمة اعتداء مواطن كويتي على عامل مصري في أحد المتاجر في الكويت.

وبعد ذلك قام يوتيوبر مصري بنشر فيديو طالب فيه مصريين بحرق علم الكويت مقابل 500 دولار، ما رفضه المصريون، في وقت دشن كويتيون هاشتاغات منها «لا لرحلات عودة المصريين»، و«الكويت للكويتيين».

وتسبب القرار الكويتي المفاجىء في ارتباك في حركة المسافرين المصريين الذين فوجئوا بالقرار، وكتب مسافر مصري إلى الكويت يدعى محمد خليفة عبر حسابه على «فيسبوك»: «لم أر في حياتي قهرا قدر ما رأيت اليوم، أنا في الطائرة ومسافر لزوجتي وابنتي بعد غياب 5 أشهر وحاجز تذكرة وأجريت تحليل الـبي سي أر، وأجلس في الطيارة وزوجتي وابنتي ينتظرون وصولي، ثم يصدر قرار من الكويت منذ نصف ساعة بمنع جنسيات من الدخول منها الجنسية المصرية. غادرنا الطائرة ونحن في مطار القاهرة ننتظر الحقائب، أي قهر أكثر من هذا يمكننا تحمله».

الخارجية المصرية قالت إن «هناك جهات مغرضة تستهدف العلاقات بين مصر والكويت، مندهشة لفيديو دعوة حرق علمها في مصر وتحذر من تأثيره على العلاقات».وأضافت: «هذه العلاقات تتمتع باهتمام الجانبين وتحظى بحرصهما المتبادل على تنميتها إلى آفاق أرحب بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين».

وتابعت الوزارة أنها «تابعت بمزيج من الرفض والاستنكار مؤخرا بعض المحاولات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تسعى للوقيعة بين الشعبين الشقيقين، من خلال المس بالرموز أو القيادات من الجانبين، حيث تقف وراء هذه الإساءات جهات مغرضة تستهدف العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين».

وشددت على «اعتزاز الجانبين بالمواطنين المصريين في الكويت والمواطنين الكويتيين في مصر، وبأن أبناء البلدين يتمتعون بكل احترام وتقدير، وبما يحفظ حقوقهم وكرامتهم».

وجاءت الدعوة إلى حرق علم الكويت في مصر، عقب تعرض شاب مصري مقيم، لاعتداء بالضرب على يد مواطن كويتي، في واقعة وثقتها كاميرا المراقبة داخل متجر يعود لجمعية صباح الأحمد، حيث يعمل الشاب.

وقالت النيابة العامة المصرية إن تحقيقاتها نفت قصد مُصوِّر مقطع «تحدي حرق علم دولة الكويت» الإساءةَ إلى دولة الكويت أو شعبها.

تباين في الموقفين الرسمي والشعبي… ومصطفى بكري يتهم الإخوان

وكانت وحدة الرصد والتحليل في إدارة البيان في مكتب النائب العام، رصدت «تداول مقطع مصوَّر لشخصٍ حالَ استطلاعه رأي البعض من عامة الناس في حرقهم علم دولة الكويت مقابل أخذهم مبلغًا ماليًّا، ورفض من استطلع رأيهم ذلك، وبعرض الأمر على المستشار النائب العام أمر بالتحقيق في الواقعة».

وقالت النيابة المصرية في بيانها: «تمكنت الشرطة من ضبط المتهم، واستجوبته النيابة العامة، فقرَّرَ في التحقيقات أن قصده من تصوير المقطع المذكور إثبات أن الشعب المصري ذو مبادئ ولا يغريه المال ولا يرضى بالإساءة للآخرين، وأن العلاقة بين الشعبين المصريِّ والكويتيِّ علاقةٌ وَطِيدة، وذلك إثر تداول واقعة التعدي على مصري بدولة الكويت خلال الشهر الجاري، وقد شاهدت النيابة العامة على هاتف المتهم المضبوط مقطعَ الفيديو المتداول، وكذا مقطعًا آخر للمتهم يتحدث فيه عن عدم رغبة الشعب المصري في الإساءة إلى الآخرين، وأن الشعبين الكويتيَّ والمصريَّ سيظلان شعبين شقيقين». وحسب بيان النيابة «أكدت تحريات قطاع الأمن الوطني حولَ الواقعة عدم انضمام المتهم لأي جماعة إرهابية، وأن قصده من ترويج المقطع المتداول توطيد العلاقات بين الشعبين المصري والكويتي، وقد أمرت النيابة العامة بإخلاء سبيل المتهم».

غضب مصري

القرار الكويتي أثار غضب مصريين، وكتب الإعلامي محمد علي خير على صفحته على «فيسبوك»: «اغضبوا، يحق للكويت أن تمنع رعايا 31 دولة من دخول أراضيها من بينها مصر لأسباب صحية، ويحق لنا منع دخول الكويتيين مصر لأسباب صحية أيضا مع إيقاف استقبال طيران الكويت على أراضينا، ما زلت أرى يقينا أن مصر تحتاج لغة خطاب أكثر حسما، أكثر حدة مع بعض دول العالم، لغة الخطاب الحالية الهادئة الناعمة لن تنفع كما أنها لا تعبر عن مصر القوية أو شعبها الغاضب».

عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين جمال عبد الرحيم علق على القرار على صفحته وكتب: «الكويت، لقد طفح الكيل. وبلغ السيل الزبى. ولم يبق في قوس الصبر منزع».
كذلك رد النائب المصري مصطفى بكري، على نظيره الكويتي، عبد الكريم الكندري، بعد أن دافع الثاني عن قرار حكومة بلاده تعليق الرحلات التجارية مع القاهرة لمنع تفشي فيروس كورونا السبت. وقال الكندري في تصريحات نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: «عملياً وقانونياً لا تحتاج الكويت أن تبرر قراراتها لأحد لكن الذي يحتاج فعلاً لتبرير هو إصراركم على التدخل في شأننا الداخلي وعدم احترام أبسط القواعد الدولية «، على حد تعبيره.

ورد بكري على تصريحات الكندري قائلا عبر صفحته الرسمية على موقع «تويتر»: «أقول للنائب الكويتي عبد الكريم البندري الذي رد علي دعوتي للحكومة الكويتية بالتراجع عن قرار وقف الطيران التجاري بادعاء غير صحيح عن تفشي مرض كورونا في مصر، إن مصر لا تتدخل في شؤون أحد، ومصر تحترم إخوتنا في الكويت قيادة وشعبا، ولكن هذا القرار هو قرار غير مبرر، والادعاءات التي تساق».

وأضاف قائلا في تغريدة أخرى: «هي ادعاءات غير صحيحة، فهذا الكلام لا يستند إلى معلومات غير صحيحة والأرقام موجودة لمن يريد أن يرى، أما إذا كنتم تفتعلون هذه الأمور لمجرد منع المصريين فرسالتكم وصلت يا أشقاء العروبة والمصير، أما أذا كان هذا القرار قد صدر للرد على شخص تافه هدد بحرق العلم الكويتي».

وتابع في تغريدة أخرى قائلا عن حرق العلم: «سلوك مدان ومرفوض والسلطات المصرية لم تسكت عليه»، وانتقد تحوّل البعض «من داعم كبير لمصر إلى حاقد كبير على مصر، ماذا فعل لكم المصريون يا أشقاء، ولماذا يحاول البعض منكم تشويه موقف الشعب الكويتي الذي لا نشك في حبه وإخلاصه لأشقائه»، على حد تعبيره.

وزاد: «المصريون، قولولها بصراحة أنتم لا تريدون المصريين وبلاش تلكيك في أسباب واهية وادعاءات غير صحيحة، والكل يعرف أنها غير صحيحة، وما يجري ضدنا على رأي المحترمة عائشة الرشيد هي حملة ممنهجة من جماعة الإخوان وحلف الكارهين لمصر في الكويت».

المحامي المصري عبد السلام، قال إنه عقب انقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك، سيرفع دعوى قضائية مستعجلة أمام محكمة القضاء الإدارى في مجلس الدولة، بالطعن على القرار السلبي بإلزام الحكومة المصرية بإصدار قرارا بمنع دخول جميع المواطنين الكويتيين إلى الأراضي المصرية.

وأشار المحامي في بيان، إلى أنه سيطالب في الدعوى القضائية، بوقف استقبال البعثات التعليمية والدراسية للطلاب الكويتيين في الجامعات المصرية الرسمية والخاصة، ردًا على قرار الحكومة الكويتية واستنادًا لمبدأ المعاملة بالمثل. وتابع: قرار الحكومة الكويتية بمنع دخول المصريين إلى أراضيها، كشف الستار عن الوجه القبيح للعنصرية والتمييز والتنمر الذي كان يمارسه بعض المرضى سواء من الشخصيات العامة والنيابية، أم من المواطنين على المصريين الوافدين، والذي لم يكن يتم ويستمر دون محاسبة إلا بموافقة صريحة أو ضمنية من حكومتهم.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here