نقلت أسرة المعتقلة السياسية المصرية، عائشة خيرت الشاطر، ابنة القيادي في الإخوان المعتقل، خيرت الشاطر، آخر تفاصيل حالتها الصحية خلال جلستها الأخيرة، الثلاثاء الماضي، حيث شوهدت محمولة على نقالة سيارة الإسعاف كعادتها.
وقالت مصادر أسرية: “يوم الثلاثاء كانت جلسة عائشة، وكالعادة وصلت في سيارة إسعاف بعد إصابتها بالخمول الشديد في النخاع، شاهدناها من نافذة سيارة الإسعاف. ورغم سعادتها برؤيتنا من النافذة، كانت مكسورة ومقهورة”، مضيفة: “عائشة خسرت الكثير جدا من وزنها، ووصلت إلى مرحلة من الضعف الجسدي لم أتخيلها من قبل، ووجهها طغت عليه ملامح المرض. كلما فتحت صورتها لا أملك سوى المقارنة بين ما كانت عليه وهيئتها الآن في آخر جلسة”.
الثلاثاء الماضي، وصلت عائشة خيرت الشاطر والمحامية الحقوقية هدى عبد المنعم، إلى معهد أمناء الشرطة بعربة إسعاف لنظر تجديد حبسها، وسط مطالبات حقوقية بالإفراج الفوري عنها ووقف الانتهاكات بحقها وبحق جميع السجينات السياسيات في مصر.
عائشة الشاطر هي ابنة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر. اعتقلت في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وكانت تبلغ من العمر 39 عاماً، مع ما لا يقل عن 18 شخصًا آخرين، من بينهم زوجها محمد أبو هريرة. وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مثلت أمام نيابة أمن الدولة العليا، واحتُجزت رهن الحبس الاحتياطي، ريثما يتم التحقيق معها بسبب “الانتماء إلى جماعة إرهابية”.
ومنذ ذلك الحين، جددت النيابة، والقاضي فيما بعد، احتجازها في جلسات استماع شبه تلقائية.
وأدرجت الشاطر على ذمة القضية رقم 1552 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، مع 9 متهمين آخرين، على خلفية اتهامهم بالانضمام لجماعة محظورة، وتلقّي تمويل بغرض إرهابي. ومعهم في القضية نفسها، زوج عائشة الشاطر ومحاميها محمد أبو هريرة، والمحامية وعضو مجلس حقوق الإنسان سابقا هدى عبد المنعم، وبهاء عودة شقيق القيادي الإخواني ووزير التموين الأسبق باسم عودة، وأحمد الهضيبى، ومحمد الهضيبى، وإبراهيم السيد، وسحر صلاح، ومروة مدبولي، وسمية ناصف.
وفي 18 أغسطس/آب 2019، بدأت عائشة الشاطر إضرابا مفتوحا عن الطعام، احتجاجًا على الانتهاكات التي تتعرض لها داخل محبسها وعدم مراعاة أبسط حقوق الإنسان.
وتحتجز عائشه الشاطر في زنزانة انفرادية منذ يومها الأول في سجن القناطر، بعد 20 يوما من الإخفاء القسري قبل عرضها على النيابة وترحيلها إلى سجن القناطر، داخل حجرة صغيرة بدون إضاءه أو تهوية أو دورة مياه.
وفضّت ابنة الشاطر إضرابها عن الطعام بعد 14 يومًا من بدئه بعد وعود من إدارة السجن بتحسين ظروف اعتقالها، ولكنه لم يحدث، وما زالت عائشة في الحبس الانفرادي في زنزانة مميتة كالقبر صغيرة المساحة بلا حمام، لا تتوافر فيها أدنى المعايير الإنسانية لمعيشة شخص لعدة أيام، كما أنها ممنوعة من الزيارات، فدخلت في موجة ثانية من الإضراب عن الطعام.
وقبل اعتقال عائشة، تحدثت بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الضحايا، بما في ذلك الإخفاء القسري، والتعذيب، والمعاملة السيئة في أماكن الاحتجاز. ومن المحتمل أن يكون اعتقالها مستنداً إلى هذه الأنشطة، وبالتالي يعتبر اعتقالاً تعسفياً.
نُقلت عائشة إلى سجن القناطر النسائي، عقب قرار بنقلها في أواخر يناير/كانون الثاني 2019، حيث وضعتها السلطات قيد الحبس الانفرادي المطول في زنزانة صغيرة سيئة التهوية. وهي محتجزة في الزنزانة لأكثر من 23 ساعة في اليوم، من دون وجود مرحاض، ولكن دلو فقط للاستخدام بدلاً من ذلك، ولا يُسمح لها بمغادرة المكان سوى مرتين في اليوم – لمدة تقل عن 30 دقيقة – لاستخدام الحمّام. ومنذ احتجازها، منعت السلطات عائشة من تلقي الزيارات العائلية، والتواصل مع أسرتها ومحاميها في السجن. وتصل هذه المعاملة إلى حد التعذيب وفقًا للقانون الدولي.
ووفقا لمصادر طبية، فهي تعاني من فقر الدم اللاتنسجي، وهي حالة نادرة وخطيرة تؤثر على الدم. وقد تدهورت صحتها بسرعة، وتم نقلها لتعرّضها لنزيف حاد إلى مستشفى القصر العيني، حيث عولجت بالصفائح الدموية. ومع ذلك، تتطلب حالتها علاجًا متخصصًا ومكثفًا ومستمرًا في مرفق طبي مجهز بشكل مناسب. ففي حالتها الحالية، لا تزال حياتها عرضة لخطر شديد بسبب تعفن الدم أو النزيف.