أفريقيا برس – ليبيا. اندلعت اشتباكات عنيفة جنوب العاصمة الليبية طرابلس، أسفرت عن مقتل رئيس جهاز الدعم والاستقرار، عبد الغني الككلي المعروف بلقب “غنيوة”، خلال تبادل لإطلاق النار. في أعقاب ذلك، دعا جهاز الإسعاف والطوارئ فروعه المحيطة بالعاصمة إلى تقديم الدعم والمساندة داخل المدينة.
وأفادت مصادر محلية بمقتل الككلي، بعد اجتماع مع قادة من كتائب ومجموعات مسلحة مناوئة له، داخل معسكر التكبالي في جنوب العاصمة طرابلس.
وبحسب المعلومات الأولية، لقي الككلي مصرعه إلى جانب عدد من مرافقيه، فيما ترددت أنباء عن إصابة قادة آخرين من الأطراف المناوئة الذين كانوا حاضرين في الاجتماع.
وكان هذا الاجتماع قد مخطط له مسبقًا بهدف تهدئة التوترات المتصاعدة في طرابلس، بعد سلسلة من الاقتحامات لمقرات حكومية، وحالات الخطف والاغتيال التي شهدتها العاصمة مؤخراً بين المجموعات المسلحة.
وتمكن اللواء 444 بقيادة محمود حمزة، واللواء 111، وجهاز الأمن العام بقيادة عبدالله الطرابلسي المعروف بلقب “الفراولة”، من السيطرة على جميع المقرات التابعة لجهاز دعم الاستقرار خارج منطقة أبوسليم، التي كان يرأسها غنيوة الككلي.
وأوضحت المصادر أن عدداً من عناصر جهاز دعم الاستقرار قد استسلموا بعد فقدان السيطرة على مواقعهم في مناطق مشروع الهضبة، الدريبي، وغوط الشعال.
وأعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة سيطرتها على منطقة بوسليم بالكامل، التي تضم غالبية مقار ومراكز جهاز دعم الاستقرار بعد انهيارها.
وأفاد مصدر أمني تابع لمديرية أمن طرابلس أن المديرية تجري اتصالات كثيفة بين عدد من الفصائل للتهدئة.
وأوضح المصدر أن خلافات بين فصائل مسلحة، بعضها تابع لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية، وأخرى تتبع جهاز الدعم والاستقرار التابع للمجلس الرئاسي نشبت منذ يومين للسيطرة على أحد المقرات الإدارية بالعاصمة ما صعد الوضع بينهما، مشيرا إلى أن الاتصالات لا تزال جارية لوقف التصعيد بين هذه الفصائل.
وفي الأثناء، تناقل نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات لتحشيدات عسكرية في شكل أرتال سيارات قادمة من مدينة مصراته، وتحديدا فصيل قوة العمليات المشتركة الموالي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأخرى قادمة من الزنتان موالية لوزير الداخلية بالحكومة عماد الطرابلسي.
في سياق متصل، أعلن مصدر مسؤول في مطار معيتيقة الدولي عن بدء تنفيذ خطة إخلاء المطار، مع نقل الطائرات إلى مطار مصراتة كإجراء احترازي، في ظل تصاعد وتيرة الأحداث.
كما قررت جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري في جميع الكليات حتى إشعار آخر، فيما أعلن مركز طب الطوارئ في العاصمة حالة طوارئ طبية للتعامل مع تداعيات الوضع الأمني المتدهور.
ويأتي هذا القرار استناداً إلى التنويه الصادر عن وزارة الداخلية، وحرصاً على سلامة الطلبة والعاملين في القطاع التعليمي.
وفي السياق ذاته، منحت وزارة التربية والتعليم مراقبي التعليم في بلديات طرابلس الكبرى السلطة التقديرية لتعليق الدراسة والامتحانات ليوم غدٍ الثلاثاء، بحسب طبيعة الأوضاع في كل بلدية.
وفي بيان منفصل، دعا الهلال الأحمر الليبي سكان طرابلس إلى التزام منازلهم والامتناع عن التنقل إلا في حالات الضرورة القصوى، حفاظاً على سلامتهم.
وأكد أن فرقه الميدانية في حالة جهوزية تامة للتعامل مع البلاغات الطارئة، لا سيما المتعلقة بإخلاء المواطنين من المناطق التي أصبحت غير آمنة للسكن.
تأتي هذه التطورات في ظل حالة من الترقب الشعبي، وسط مطالبات بضرورة ضبط الوضع الأمني وضمان حماية المدنيين ومؤسسات الدولة.
وتشهد العاصمة الليبية منذ أيام تحركات عسكرية مكثفة بين قوات محسوبة على حكومة الوحدة الوطنية وجهاز الدعم والاستقرار، الذي كان يقوده الككلي، وسط خلافات متصاعدة حول إدارة بعض مؤسسات الدولة.
وقد دخلت أرتال عسكرية من مدينة مصراتة إلى طرابلس، فيما تمركزت قوات الدعم والاستقرار في منطقة أبو سليم جنوب العاصمة، بالتزامن مع إعلان بعض الكتائب حالة النفير العام.
من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة والسفارة الأميركية جميع الأطراف إلى خفض التصعيد بشكل عاجل لتجنب تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة.
التشكيلات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس