من هو عبد الغني الككلي؟

3
من هو عبد الغني الككلي؟
من هو عبد الغني الككلي؟

أفريقيا برس – ليبيا. عبد الغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”، هو أحد أبرز القادة العسكريين في العاصمة الليبية طرابلس وأحد أبرز أذرع حكومة الوفاق، ومن المقربين من زعيم الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج وتحول في السنوات الأخيرة إلى شخصية مثيرة للجدل في المشهد الأمني الليبي.

وُلد في مدينة بنغازي وانتقل مع عائلته إلى طرابلس في سن مبكرة. انقطع عن الدراسة مبكرًا وعمل مع والده في مخبز بمنطقة بوسليم. في سنوات شبابه، تورط في أنشطة غير قانونية، بما في ذلك تجارة المخدرات والخمور والقتل، مما أدى إلى سجنه لمدة 14 عامًا.

بعد ثورة 2011 والاطاحة بنظام معمر القذافي، استفاد الككلي من الوضع الجديد وقام بتكوين مجلس عسكري وكان هو رئيسه وتعهد بمحاربة الفساد وتجار المخدرات وأسس سجنا يشرف عليه بنفسه.

شاركت قوات الككلي في طرد مسلحي مصراتة من غرغور، كما شاركت مع منظومة فجر ليبيا في طرد الصواعق والقعقاع بالتعاون مع مصراتة وبعض الكتائب في طرابلس وقامت المجموعات التابعة له بطرد السكان المنحدرين من قبيلة الزنتان وحرق منازلهم وأقحم مدينة ككله في الحرب.

قام الككلي بتصفية عدد من خصومه وتمكن من أن يتحول إلى رقم صعب في العاصمة بالاعتماد على بنادق مسلحيه وبسيطرته على أكبر حي شعبي بطرابلس وهو حي بوسليم، كما عرف عنه القدرة على اللعب على موازين القوى وتقربه من عبد الرؤوف كاره قائد قوة الردع الخاصة.

أصبح الككلي قائدًا لكتيبة “الأمن المركزي” في بوسليم، والتي تطورت لاحقًا إلى “جهاز دعم الاستقرار” الذي أُنشئ بقرار من المجلس الرئاسي في عام 2021. يُعتبر الجهاز من أقوى التشكيلات المسلحة في طرابلس، ويتمركز في مناطق مثل بوسليم والهضبة الشرقية.

دخل الككلي في تحالف مع رئيس الحكومة السابق فائز السراج (2016- 2021) ضد وزير الداخلية فتحي باشاغا، وضد مسلحي مصراتة. وكانت قوات الككلي توجد ضمن قائمة الأهداف التي حددها باشاغا لعملية «صيد الأفاعي» التي قال إنها ستقوم من خلال الدعم الخارجي بالقضاء على الجماعات الإرهابية وشبكات التهريب والاتجار بالبشر والميليشيات المنفلتة.

علاقة الدبيبة والككلي: تحالف نفوذ وقوة في طرابلس

صعد نجم عبد الغني الككلي منذ عام 2021، بعد تقاربه مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، حيث اتفق الطرفان على دعم متبادل؛ يسمح للككلي بتثبيت حلفائه في مناصب استراتيجية مقابل تقديم الحماية والدعم للدبيبة في العاصمة طرابلس.

ووفقًا لخبراء الأمم المتحدة، كان تعيين محمد عمر حسن المشاي، رئيس الشركة العامة للكهرباء منذ عام 2022، جزءًا من هذا التفاهم السياسي، والذي جاء لمواجهة نفوذ فتحي باشاغا، خصم الدبيبة آنذاك. وأشار تقرير أممي إلى أن هذه التفاهمات ساعدت في توسيع نفوذ الككلي بشكل كبير، حيث بسط سيطرته على هيئة أمن المرافق الحكومية، الجهة الوحيدة المسؤولة عن تأمين نقل الأموال النقدية بين البنوك الرائدة في منطقة طرابلس ومصرف ليبيا المركزي.

وبحسب تقرير استخباراتي لموقع “أفريكا إنتليجنس” الفرنسي، فقد تحول الككلي تدريجياً من مجرد عنصر أمني في طرابلس إلى رجل أعمال بارز، يسعى للحفاظ على نفوذه في مراكز القرار الليبية حتى في حال استبدال حليفه الدبيبة. ويشير التقرير إلى أن الككلي بدأ بتطوير شبكة أعمال واسعة في العاصمة، مستفيدًا من علاقاته مع المسؤولين والنفوذ الذي يتمتع به في قطاع النفط.

كما اتهم فريق خبراء الأمم المتحدة في ليبيا الككلي بممارسة نفوذ مباشر على الشركة العامة للكهرباء، عبر رئيسها محمد عمر حسن المشاي، الذي يُعتبر “حليفًا تاريخيًّا” له، ما يعزز من هيمنته على هذا القطاع الحيوي في البلاد.

وكشف تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن دور مشترك للككلي مع الدبيبة في اختطاف وتسليم بوعجيلة مسعود المريمي إلى الولايات المتحدة. ووفقًا للتقرير، تم استجواب بوعجيلة في مصراتة بحضور ضابط مخابرات أمريكي، مما أثار جدلاً واسعًا في ليبيا بسبب مخالفة هذه العملية للإجراءات القانونية المحلية، حيث تمت دون علم أو موافقة السلطة القضائية الليبية.

وتتهم واشنطن ولندن بوعجيلة بالتورط في حادثة تفجير طائرة لوكربي، التي أغلقت رسميًا بتسوية بين ليبيا والولايات المتحدة عام 2008.

وخلال السنوات الأخيرة اتهمت منظمات حقوقية دولية، مثل منظمة العفو الدولية، الككلي وقواته بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب. لكن هذه الاتهامات لم تؤثر على عمل قواته وبقي يحافظ على نفوذ كبير في طرابلس إلى أن اغتيل في 12 مايو/أيار 2025 من قبل جماعات مناوئة له في اشتباكات جنوب طرابلس.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here