«العمود الفقري» لسوبرنوفا قديمة يظهر في قاع المحيط الهادئ

5
«العمود الفقري» لسوبرنوفا قديمة يظهر في قاع المحيط الهادئ
«العمود الفقري» لسوبرنوفا قديمة يظهر في قاع المحيط الهادئ

أفريقيا برس – ليبيا. كشفت دراسة حديثة عن احتمال وجود «العمود الفقري» (الدليل القاطع) لانفجار نجمي «سوبرنوفا» حدث في الماضي الجيولوجي القريب مدفوناً في أعماق المحيط الهادئ.

بدأت القصة باكتشاف غير متوقع لفريق من العلماء في ألمانيا. حيث وجدوا ارتفاعاً «غريباً ومفاجئاً» في تركيز نظير مشع يعرف باسم البريليوم-10 ($^{10}$Be) في قشرة حديد المنغنيز في قاع المحيط الهادئ.

يتشكل هذا النظير عندما تضرب الأشعة الكونية الغلاف الجوي للأرض، ثم يسقط ويستقر في قاع البحر ليصبح جزءاً من الرواسب. وبما أن «مطر» البريليوم-10 ثابت إلى حد ما، فمن المفترض أن يكون سجله في القشرة الصخرية موحداً، وفقا للدراسة المنشورة مجلة «علم الفلك والفيزياء الفلكية».

لكن الفريق اكتشف تركيزاً غير عادي يعود تاريخه إلى ما يقرب من 10 ملايين سنة مضت، وتحديداً بين 9 و 12 مليون سنة مضت.

دعم فلكي لفرضية «السوبرنوفا»
يعتقد العلماء أن التفسير الأكثر ترجيحاً لهذا التركيز المفاجئ هو أن انفجار «سوبرنوفا» حدث بالقرب من الأرض في ذلك الوقت. فالانفجار النجمي كان من شأنه أن يطلق دفعة هائلة من الأشعة الكونية، ما أدى إلى زيادة إنتاج نظير البريليوم-10 على كوكب الأرض.

ولدعم هذه الفرضية، قام فريق بحثي منفصل بفحص الأمر من منظور فلكي. وقد استخدم الباحثون بيانات من مسح «غايا» (Gaia) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية لتتبع مسارات الشمس و 2.725 من التجمعات النجمية القريبة على مدى الـ 20 مليون سنة الماضية.

وجاءت النتائج لتقدم دعماً قوياً للفكرة، حيث أظهرت حساباتهم أن هناك احتمالاً يصل إلى 68% لانفجار نجم على بُعد لا يتجاوز 326 سنة ضوئية من الشمس خلال مليون سنة من فترة الذروة في البريليوم-10.

كما تمكن الفريق من تحديد 19 تجمعاً نجمياً مرشحاً، لكل منها احتمال يزيد عن 1% لحدوث «سوبرنوفا» ضمن تلك المسافة في الوقت الذي حدثت فيه الظاهرة.

وقد خلص الفريق في ورقتهم البحثية إلى القول: «نتائجنا تدعم إمكانية أن يكون مصدر شذوذ البريليوم-10 هو انفجار نجمي».

اللغز لم يُحل بعد
ولكن على الرغم من الأدلة القوية، يظل الباحثون حذرين. فإذا كان الارتفاع في تركيز البريليوم-10 محصوراً في أجزاء معينة فقط من المحيط الهادئ، فقد يشير ذلك إلى قوة محلية، مثل تغير في تيارات المحيط ، قامت بتركيز النظير هناك.

لكن، إذا كان السبب «كونياً» كما يُعتقد، فيجب أن يكون التركيز المفاجئ نفسه موجوداً في جميع أنحاء العالم وفي نفس الفترة الزمنية.

تعتبر الخطوة التالية حاسمة، بأخذ وتحليل عينات من أماكن مختلفة حول العالم، ما سيساعد في كشف غموض هذا الاكتشاف وتأكيد ما إذا كان المحيط الهادئ يخفي حقاً «دليلاً مدخناً» على انفجار نجمي أضاء سماء أسلافنا قبل ملايين السنين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here