أفريقيا برس – ليبيا. استبعد إبراهيم الزغيد عضو مجلس النواب الليبي في حواره مع “أفريقيا برس” تحقيق أي “تقدم في المشهد الليبي في ظل بقاء المبعوث الأممي الى ليبيا عبد الله باتيلي في منصبه”.
ورأى الزغيد أن “باتيلي والبعثات الأممية مسؤولة عن الفشل في تحقيق حل سياسي وتنظيم الاستحقاقات الانتخابية في بلده، حيث “يريد باتيلي إقصاء وتجاهل الحكومة الشرعية المنبثقة عن مجلس النواب برئاسة أسامة حماد مقابل استرضاء حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها”.
مع ذلك، علق الزغيد آمالا على مؤتمر المصالحة المرتقب في مدينة سرت بهدف “توحيد الليبيين وطي صفحة الصراعات والمضي في تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية وانتشال ليبيا من النفق المظلم؟”، حسب وصفه.
وإبراهيم عبد الله الزغيد هو عضو بمجلس النواب الليبي عن الدائرة الثالثة ببنغازي، وهو مقرر لجنة الاقتصاد والتجارة بمجلس النواب وأيضا عضو لجنة الإسكان والمرافق.
مع اقتراب موعد انتخابات البلديات في ليبيا، هل بالإمكان أن تفتح هذه الانتخابات الباب لبقية الاستحقاقات الانتخابية الأخرى التي ينتظرها الشارع الليبي؟
نعم ستكون هذه الانتخابات فاتحة خير علينا وستمنح مؤشرا طيبا لنا كليبيين للسعي لتنظيم بقية الاستحقاقات الأخرى القادمة المتمثلة في انتخابات رئيس الدولة وانتخاب مجلس النواب الجديد بعد موافقة البرلمان على القوانين الانتخابية التي أفرزتها لجنة 6+ 6 ثم إحالتها إلى المفوضية العليا الوطنية للانتخابات برئاسة د.عماد السائح.
ولا شك أن الشارع والنخب الليبية والمجتمع المدني وكل المسميات ينتظرون بفارغ الصبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لكن طالما أن المفوضية استبقت البلديات فسيكون كما ذكرت فاتحة خير علينا.
حسب تقديرك ما الذي يعيق العملية الانتخابية في ليبيا، وكيف يمكن تجاوز الخلافات بين الفرقاء السياسيين؟
كل شيء في ليبيا يعيق العملية الانتخابية وتوحيد مؤسساتها ومن ضمنها ما يسمى بالبعثة الأممية التي فشلت في مهامها منذ إرسال المبعوث الأممي الأول، لقد وصل هؤلاء إلينا بعد أن فشلوا في دول أخرى وقد تعرضوا لمحاولات اغتيال، لقد جاؤوا إلى ليبيا لأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجدا ليبيا بمثابة حقل تجارب، وهذه التجارب الفاشلة أربكت المشهد الليبي أكثر كما لم تكن هناك مساع للم شمل الليبيين وتنظيم الانتخابات بل أرادوا إبقاء الوضع على ما عليه تحت إملاءات جهات داخلية وخارجية التي تعاطت مع رئيس الحكومة المنتهية ولايته بالرشوة وأمور أخرى لا داعي إلى ذكرها.
هل تعتقد أن الأوضاع الداخلية والإقليمية تدفع نحو الإبقاء على حكومة الدبيبة إلى حين تجاوز الخلافات السياسية؟
للأسف الشديد هناك دول إقليمية وخارجية داعمة بقوة لعبد الحميد الدبيبة ويريدون بقائه في المشهد لكن لو المجتمع الدولي كان يعي ويفهم الديمقراطية بأسمى معانيها لكان أدرك أن الحكومات في جميع أنحاء العالم تصنع من قبل المجالس النيابية وهي التي تعطي الثقة لكل الحكومات.
وبالتالي منح مجلس النواب الثقة لحكومة الدبيبة في مدينة سرت لكن هذه الحكومة فشلت في ملفات مهمة جدا منها ملف المصالحة الوطنية ولم شمل الليبيين وجبر الضرر لكل من اضطر إلى النزوح إلى الخارج قسرا ومنهم من هم في السجون مظلومين، لم ينجح الدبيبة في كل هذه الملفات، إضافة إلى تعهده القيام بمشاريع لكنه لم يقم بها وبالتالي سحبت منه الثقة وتم تشكيل حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا لكنه لم يتمكن من استلام مهامه لوجود صراعات في العاصمة وخلافات بين الأطراف الداعمة للدبيبة والداعمة له، وبالتالي قرر مجلس النواب سحب الثقة من باشاغا وتكليف أسامة حماد برئاستها.
ويجدر الإشارة أن هناك بعض الدول مثل مصر وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية أكدوا على ضرورة إنهاء مهام هذه الحكومة وتكوين حكومة تكنوقراط مصغرة للإشراف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا بعد صدور القوانين الخاصة بذلك.
ما رأيكم في مشروع الطاولة الخماسية الذي طرحه المبعوث الأممي عبدالله باتيلي مؤخرا كمبادرة لحلحلة الأزمة السياسية؟
في الواقع باتيلي هو شخص متناقص في تصريحاته واجتماعاته مع رئيس مجلس النواب ومع المشير خليفة حفتر، هو متناقض مع كل الأطراف السياسية الفاعلة وإحاطاته في مجلس الأمن متناقضة تماما وبالتالي أفضل ما يفعله الأمين العام للأمم المتحدة هو سحب هذا المبعوث، وطالما باتيلي موجود في المشهد لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون هناك اجتماعات ناجعة أو أن تكون هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية لأن باتيلي يتلقى التعليمات من الخارج ومن الداخل من بعض الأطراف من بينها الدبيبة ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة.
لماذا برأيكم توسعت دائرة الرفض لمبادرة باتيلي، هل أن تناقضات المشهد السياسي تعرقل أي جهود للحل؟
كما ذكرت لأن باتيلي فاشل بكل المقاييس منذ توليه مهام المبعوث الاممي في ليبيا، في تقديري هو سبب المشاكل وبالتالي لم تقبل هذه المبادرة من قبل الشارع والمواطن والمشايخ والأحزاب ولا حتى مجلس النواب أو القيادة قبلوا بتصرفات هذا الرجل لأنه متناقض حيث يريد أن يجمع الأطراف السياسية على طاولة خماسية ويستبعد في نفس الوقت الحكومة الشرعية وهي حكومة أسامة حماد التي نالت شرعيتها من مجلس النواب ويريد أن يقدم في الاجتماع الدبيبة الذي كان رئيسا للحكومة في السابق بعد أن سحبت منه الثقة يريد أن يقدمه كمحاور وكرقم لكن الناس رفضت ذلك ولم تقبل بهذا.
وإذا كانت نوايا إشراك الدبيبة بهدف المصالحة وحل المشكلة الليبية فمن الطبيعي أن يقع تشريك الحكومة الشرعية المنبثقة من مجلس النواب لكن طالما هناك باتيلي من الصعب تحقيق تغيير في المشهد الليبي إلا بعد سفره وتنحيته من منصبه ويحل محله ممثلا جديدا ربما يكون أفضل من سابقيه رغم تراجع ثقفنا في المبعوثين الدوليين وقد أسميتهم ب”سعاة بيت” يتلقون التعليمات ويقومون بتنفيذها لا غير.
هل تعتقد أن هناك مساع حقيقية من قبل دول غربية لتقسيم الليبيين وفق دستور 1951 في حين أن الشارع والشعب الليبي متمسك بوحدته؟
نقول لا يمكن بأي بشكل من الأشكال أن تقسم ليبيا إلى دويلات، ليبيا دولة واحدة والليبيون أخوة لغتهم واحدة مع احترام بقية المكونات مثل الأمازيغ والطوارق والتبو، ودائما نقول أن ليبيا سفينة تتسع للجميع، شعبها شعب مسلم واجتماعيا متماسك وعلاقته وطيدة ولا يمكن بأي شكل القبول بتقسيم الليبيين…مازال هناك عقلاء ومشايخ بالبلد يرفضون ذلك بشدة.
مع استضافة مدينة سرت للمؤتمر الوطني الجامع للمصالحة في أبريل القادم، هل يكون عام 2024 عام المصالحة الوطنية في ليبيا؟
في الواقع أستهجن هذا الاسم “الجامع” لأنها تذكرني بمشروع المبعوث الأممي السابق غسان سلامة الذي كان يفكر في القيام بمؤتمر جامع وفشل فيه لأنه لم يأخذ رأي مجلس النواب المنتخب من 13 دائرة بليبيا وله نائب أول وثاني فشل في ذلك، وقد قدم إحاطة لمجلس الأمن حمل فيه هذا الفشل إلى مجلس النواب وهذا الكلام مردود عليه، ثم سعت الممثلة الأممية بالإنابة إلى ليبيا ستيفاني ويليامز لتنفيذ مشروع سلامة لكن بتنسيق مصغر واجتماع في جنيف نتج عنه اختيار رئيس الحكومة دبيبة ونائبيه ورئيس المجلس الرئاسي وهذا ما كان يسعى إليه سلامة في تلك الفترة.
مع ذلك نرجو أن يقدم المؤتمر الوطني للمصالحة في أبريل القادم نتائج ممتازة تخدم الليبيين وتنهي النفق المظلم في ليبيا، ويجب توجيه رسالة إلى باتيلي في حال حضوره هذا الاجتماع مفادها ضرورة سعيه إلى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية وانتشال ليبيا من هذا النفق المظلم ومن الخسائر الجسيمة التي لحقت بها بسبب حكومة الدبيبة التي انتزعت منها الثقة بعد أن أهدرت المال العام الليبي..
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس