الشوبار: زيارة بولس لليبيا تعكس تغيرًا في موقف واشنطن من الأزمة

1
الشوبار: زيارة بولس لليبيا تعكس تغيرًا في موقف واشنطن من الأزمة
الشوبار: زيارة بولس لليبيا تعكس تغيرًا في موقف واشنطن من الأزمة

عبد الرحمن البكوش

أفريقيا برس – ليبيا. قال المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية محمد الشوبار، أن زيارة مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى ليبيا، تحمل دلالات سياسية وأمنية بالغة، وتكشف عن تحوّل نوعي في طريقة تعاطي واشنطن مع الملف الليبي، تتجاوز المقاربات الأمنية التقليدية نحو رؤية أشمل تعيد ترتيب التوازنات الدولية والإقليمية.

وأكد في حوار خاص أجرته أفريقيا برس إن التوقيت الحرج للزيارة يعكس إدراك الإدارة الأمريكية لخطورة ترك الساحة الليبية لقوى دولية أخرى، كما أشار إلى احتمال عودة واشنطن لتلعب دورًا أكثر فعالية في المرحلة المقبلة.

ونوّه إلى أن الزيارة وإن لم تسفر عن نتائج فورية، فإنها تحمل إشارات على إعادة إحياء المسار السياسي وربما دفع الأمم المتحدة نحو خيارات أكثر واقعية.

وشدّد على أن مبادرة القوى الوطنية الليبية لطالما سعت إلى شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة تقوم على المصالح المتبادلة.

يذكر أن محمد شوبار يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، وهي منصة وطنية تهدف إلى دعم مسارات حل الأزمة الليبية عبر توصيات سياسية وأطر وطنية لمشروع السلام والاستقرار.

يعتبر أن اللجنة العسكرية المشتركة تمثل أملًا فعليًا في التحرر الكامل لطرابلس من المقاتلين الأجانب والمرتزقة، ضمن إطار تطبيق الاتفاقيات الأمنية المنصوص عليها.

طرح رؤى نحو إنهاء الانقسام السياسي في ليبيا، مع الانطلاق في إعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي عبر تطبيق التوصيات الدولية، خصوصًا المتعلقة بخروج القوات الأجنبية وجمع السلاح.

كيف تقيّمون زيارة مسعد بولس إلى ليبيا من حيث التوقيت والأهداف، وهل تعكس هذه الزيارة تحوّلاً في اهتمام الإدارة الأمريكية بالملف الليبي؟

جاءت الزيارة في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد الملف الليبي حالة من الانسداد السياسي وغياب أي أفق حقيقي للحل. وتدرك الإدارة الأمريكية أن ترك الساحة الليبية مفتوحة أمام أطراف دولية أخرى يُسهم في تعقيد المشهد أكثر، ويزيد من حالة الارتباك في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتقاطع بشكل مباشر مع المصالح الاستراتيجية لواشنطن، سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي، أو فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

لذلك، يمكن النظر إلى هذه الزيارة باعتبارها إشارة واضحة على عودة الاهتمام الأمريكي بالملف الليبي، بل وربما تمثل مؤشراً على تحوّل نوعي في طريقة تعاطي واشنطن مع هذا الملف، بحيث لا يقتصر على المقاربة الأمنية التقليدية، بل يمتد إلى رؤية أشمل تسعى لإعادة ضبط توازنات النفوذ في شمال إفريقيا.

ما هي النتائج الملموسة أو المتوقعة لهذه الزيارة، سواء على صعيد إعادة إطلاق العملية السياسية أو إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية والدولية داخل ليبيا؟

رغم أن الزيارة لم تُسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة، إلا أن دلالاتها السياسية والأمنية واضحة؛ فهي تشير إلى أن الولايات المتحدة لا تزال حاضرة وتراقب المشهد عن قرب، وربما تستعد للقيام بدور أكثر فاعلية خلال المرحلة المقبلة. من المتوقع أن تسهم هذه الزيارة في خلق ديناميكية جديدة تُعيد فتح النقاش حول العملية السياسية. كما يمكن أن تساهم في إعادة ضبط التوازنات الدولية داخل ليبيا، خاصة فيما يتعلق بتقليص التأثير الروسي المتنامي.

هل تشير زيارة بولس إلى وجود مقاربة أمريكية جديدة تختلف عن رؤية الأمم المتحدة للحل في ليبيا، أم أن واشنطن لا تزال تعمل في إطار دعم المسار الأممي فقط؟

لا توجد حتى الآن مؤشرات واضحة على أن هناك مقاربة أمريكية بديلة بشكل رسمي، لكن طريقة التحرك الأمريكي الأخيرة ومنها زيارة مسعد بولس، قد تعكس شعوراً متزايداً داخل واشنطن بأن المسار الأممي بصيغته الحالية لم يعد كافياً لتحقيق اختراق في الأزمة الليبية.

من المحتمل أن تكون الإدارة الأمريكية بصدد توجيه المسار الأممي نحو خيارات أكثر واقعية وأكثر استجابة لتعقيدات المرحلة. وفي كل الأحوال، من الواضح أن واشنطن باتت أكثر وعيًا بأنه من الضروري استبعاد القيادات الحالية في طرابلس وبنغازي لأنهم يسعون لخلق تعقيدات في الداخل الليبي ستؤدي إلى ترسيخ حالة الفوضى، لا معالجتها.

برأيكم، هل اقتصرت اللقاءات التي أجراها المبعوث الأمريكي على سلطات الأمر الواقع في طرابلس وبنغازي، أم كانت هناك مشاورات مع أطراف سياسية أو حزبية أخرى قد تحمل رؤى بديلة؟

المُعلن حتى الآن يُظهر أن اللقاءات تركزت على سلطات الأمر الواقع في طرابلس وبنغازي، لكن من غير المستبعد أن تكون هناك اتصالات تمت مع أطراف وطنية أخرى تمتلك مبادرات حقيقية لبناء دولة، سواء بشكل مباشر أو عبر قنوات غير رسمية.

أعتقد أن واشنطن بدأت تدرك خطورة حصر الحوار مع سلطات الأمر الواقع، وبالتالي ما تقوم به البعثة الأممية بتوسيع قاعدة الاستماع لتشمل قوى أخرى فهو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو مقاربة أكثر شمولاً وواقعية.

إلى أي مدى يمكن القول إن واشنطن أصبحت أكثر قابلية للتعامل مع معادلات القوة القائمة حالياً في ليبيا، سواء بدافع الحفاظ على المصالح أو بذريعة محاربة الإرهاب، حتى وإن كان ذلك على حساب مشروع الدولة المدنية؟

من الواضح أن الإدارة الأمريكية لن تقبل التعامل مع الوضع المتشرذم في ليبيا، الولايات المتحدة الأمريكية تدفع نحو بناء دولة مستقرة بقيادة جديدة هدفها بناء ليبيا وإنهاء التواجد الروسي والحد من توغله في أفريقيا.

مبادرة القوى الوطنية الليبية تعمل منذ سنين على الدفع نحو شراكة استراتيجية اقتصادية وأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية بما يخدم البلدين والقارة الأفريقية.

نترقب انطلاق هذه الشراكة الاستراتيجية مع قدوم السلطة الجديدة بقيادة وطنية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here