أفريقيا برس – ليبيا. التزمت السلطات الأمنية في غرب ليبيا الصمت حيال انفجار قارب أمام ساحل مدينة الزاوية، كان يقلّ مهاجرين غير نظاميين، بينهم ليبيون.
وتحدث حقوقيون عن وفاة ثلاثة ليبيين كانوا بين ركاب القارب، ينتمون إلى مدينتَي الزاوية وصبراتة، فيما لا يزال الغموض يلفّ الحادث، الذي شغل قطاعاً واسعاً من المواطنين.
وقال طارق لملوم، الحقوقي الليبي المختص في شؤون المهاجرين واللاجئين، إن هناك حالة من «التعتيم والصمت الرسمي حول حادث انفجار القارب الذي وقع قبل يومين، وفقاً لمصادر محلية». ووفقاً للتقديرات الأولية، بحسب لملوم، فإن ثلاثين شخصاً كانوا على متن القارب، ربما غرقوا؛ وهم من جنسيات أفريقية وآسيوية، إضافة إلى ثلاثة ليبيين.
ونعى ليبيون على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، محمد بن شتوان، وناصر سلطان، وأنور المجدوب، وقالوا إنهم كانوا على متن القارب المنفجر، مرجّحين وجود ليبيين آخرين. وقال لملوم لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نعلم حتى الآن أسباب انفجار القارب؛ لكن لا أثق في أن الانفجار ناتج عن عُطل»، مضيفاً: «تحدثتُ مع مسؤولٍ سابقٍ كان معنيّاً بالتحقيق في مثل هذه الملفات، وأوضح أنّه من غير الممكن أن ينفجر القارب بالنظر إلى أنّ سرعته كانت منخفضة؛ والدليل أنّ الحريق تمّ تصويره من البرّ».
ونوّه بأنّه «حتى الآن، وبعد ظهر الأحد، لم تصدر أي جهة رسمية أو أمنية بياناً يوضح تفاصيل الحادث، بينما نشرت صفحات محلية في صبراتة نعياً لعددٍ من أبناء المدينة الذين يُعتقد أنهم كانوا على متن القارب».
وزعم بعض رواد مواقع التواصل في غرب ليبيا «وجود استهدافٍ للقارب الذي كانت وجهته أوروبا من قبل زورقٍ تابعٍ لجهاتٍ رسمية»، لكن هذه الرواية لم تلقَ قبولاً لدى الأجهزة المعنية بمكافحة الهجرة غير النظامية في طرابلس.
وليبيا التي تعاني من ملفّ الهجرة غير المشروعة، شهدت وقائع مماثلة؛ إحداها وقعت على شاطئ مدينة صبراتة (غرب البلاد) عام 2022، إثر خلافٍ دامٍ اندلع بين مجموعةٍ من تجّار البشر، انتهى بإطلاق النار على خزان وقود مركبٍ كان يقلّ عشرات المهاجرين.
وأودت الجريمة المروعة التي وقعت في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه بحياة خمسة عشر مهاجراً، وُجدت جثث أحد عشر منهم متفحمة.
وفي شرق ليبيا، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، فرع أجدابيا، ترحيل سبعة وعشرين شخصاً ينتمون إلى جنسيات آسيوية، من مركز إيواء أجدابيا إلى نظيره في بنغازي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي تمهيداً لاستكمال إجراءات ترحيلهم عبر منفذ بنينا الجوي، ضمن الجهود المستمرة للجهاز في تنظيم أوضاع المهاجرين والحدّ من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وفي عملية ترحيل ثانية، قال فرع الجهاز بمدينة درنة، الأحد، إنه رحّل إلى بنغازي ستين مهاجراً من الجنسية السودانية «تمهيداً لاستكمال إجراءات ترحيلهم إلى بلدهم، وفقاً للضوابط القانونية المعمول بها».
وأشار جهاز مكافحة الهجرة إلى أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة إجراءات ينفذها الجهاز «للحدّ من ظاهرة الهجرة غير المشروعة، وحماية الأمن الوطني والحدود الليبية».
وتُعرف ليبيا بصفتها نقطة انطلاقٍ رئيسيةٍ للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، بحسب تقديرات «المنظمة الدولية للهجرة»، التي أشارت إلى أن تسعين في المائة من إجمالي المهاجرين غير النظاميين المتجهين نحو سواحل إيطاليا انطلقوا منها.
وفي هذا السياق، أعلنت «المنظمة الدولية للهجرة» في أحدث إحصاءاتها عن اعتراض 14 ألفاً و920 مهاجراً في البحر الأبيض المتوسط، وإعادتهم إلى ليبيا منذ مطلع العام الحالي وحتى 23 أغسطس (آب) الماضي، من بينهم 12 ألفاً و939 رجلاً، و1324 امرأة، و482 قاصراً.
وبحسب أرقام المنظمة الدولية للهجرة، تمّ اعتراض نحو 12 ألف مهاجرٍ غير نظامي في البحر الأبيض المتوسط، وإعادتهم إلى ليبيا من يناير (كانون الثاني) إلى يونيو (حزيران) الماضيين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس