أفريقيا برس – ليبيا. كشف علماء الفلك، أمس الأربعاء، عن إنجاز علمي هو الأول من نوعه، يتمثل في رصد عاصفة على نجم آخر غير شمسنا. وقد اكتشف الباحثون انفجارًا عنيفًا للغاية، وهو عبارة عن انبعاث كتلي إكليلي، يقدر الفلكيون أن قوته كافية لتجريد الغلاف الجوي لأي كواكب قريبة منه.
أعلنت الدراسة الجديدة المنشورة في دورية «نيتشر»، عن نجاح فريق دولي من الباحثين في تحقيق هذا الإنجاز باستخدام بيانات من شبكة التلسكوبات الأوروبية «LOFAR»، وفقا للوكالة الفرنسية.
عاصفة تفوق العواصف الشمسية بـ 10 آلاف مرة
اكتشف الفريق انفجارًا هائلًا لم يدم سوى دقيقة واحدة، وقد سُجّل في 16 مايو 2016، ومصدره نجم قزم أحمر يُدعى «StKM 1-1262» يبعد أكثر من 133 سنة ضوئية.
أكد عالم الفلك في مرصد باريس والمؤلف المشارك في الدراسة، سيريل تاس، أن هذه «أول مرة نرصد فيها» انبعاثًا كتليًا إكليليًا على نجم آخر غير شمسنا. ولكنه أضاف أن هذه العاصفة النجمية كانت «أكثر عنفًا بـ 10 آلاف مرة مرة على الأقل من العواصف الشمسية المعروفة» التي تحدث على شمسنا.
آثار كارثية على الكواكب السكنية المحتملة
يحمل هذا الاكتشاف تأثيرات كبيرة على البحث عن الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية التي قد تكون مؤهلة للحياة. وتُعدّ النجوم القزمة الحمراء، التي تتراوح كتلتها بين 10% و50% من كتلة الشمس، هي النجوم الأكثر ترجيحًا لاستضافة كواكب بحجم الأرض.
لكن تاس يشير إلى أن هذه النجوم القزمة الحمراء تظهر سلوكًا «أكثر جنوحًا وعنفًا» من الشمس.
ويوضح: «النتيجة هي أن هذه النجوم يمكن أن تكون غير مضيافة على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بالحياة والكواكب الخارجية»، لأنها تطلق عواصف قوية جدًا يمكنها تدمير الأغلفة الجوية للكواكب القريبة منها، مما يمحو أي احتمال لوجود حياة.
بدوره، صرّح فيليب زاركا، المدير البحثي في مرصد باريس والمؤلف المشارك، بأن «الرصد الراديوي الأول لهذا الحدث يفتتح حقبة جديدة لتطبيق طقس الفضاء على أنظمة نجمية أخرى».
وأضاف أن هذا المجال الناشئ يفتح آفاقًا كبرى لفهم كيفية تأثير النشاط المغناطيسي للنجوم على قابلية عيش الكواكب المحيطة بها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس
