عبد الرحمن البكوش
أفريقيا برس – ليبيا. أوضح أبوبكر مروان، أحد قادة الحراك الشعبي وتنسيقيات المظاهرات في العاصمة طرابلس، أن التحركات الاحتجاجية التي انطلقت بعد الصدامات المسلحة وسط المدينة تهدف بشكل مباشر إلى إسقاط حكومة عبدالحميد الدبيبة. وأشار في حوار خاص مع “أفريقيا برس” إلى أن هذا الحراك جاء كرد فعل على ما وصفه بالفساد وتدهور الأوضاع المعيشية واستخدام العاصمة لتصفية الحسابات السياسية.
ما أبرز المطالب التي خرجتم من أجلها اليوم، وهل يتركّز هدف الحراك فقط على إسقاط حكومة الدبيبة، أم أن لديكم تصوراً بديلاً للمرحلة القادمة؟
مطالبنا الواضحة من أول يوم من خروج المظاهرات هي إسقاط حكومة الدبيبة بشكل مباشر. واستمرار الضغط الشعبي للوصول لإنتخابات برلمانية ورئاسية واستفتاء على الدستور، والتصور المحتمل للمرحلة القادمة هو بمطالبة ومناشدة المجلس الرئاسي أن يتولى مسؤوليته التاريخية ودوره القانوني والدستوري والصلاحيات الممنوحة له، وهو أن يعلن إيقاف حكومة الدبيبة، وبالإعلان عن إيقافها يتم تسيير الحكومة من قبل المجلس الرئاسي أو تكليف أحد الوزراء بتسيير الأمور بمدة محددة، وهذا شأن قانوني يختص به المجلس الرئاسي، إلى حين وضع مخرجات اللجنة الاستشارية المكلفة من الأمم المتحدة قيد التنفيذ، وللإسراع في تشكيل حكومة توافقية تدير البلاد للوصول للانتخابات العامة.
ونحن كحراك شعبي ومن خلال الشارع سنكون الرافد والداعم لهذا الاتجاه وسنقف ضد أي خروج من هذا المسار السياسي التوافقي الذي تدعمه البعثة وكل الأطراف السياسية في ليبيا.
هل الحراك الشعبي مستمر خلال الأيام المقبلة، وما مدى استعدادكم للتصعيد في حال لم تستجب الحكومة لمطالبكم؟
نعم، سنصعد المظاهرات والاحتجاجات بشكل أكبر، وكذلك ستنضم إلينا مدن ومناطق لم تنضم في المظاهرات السابقة، وبالتالي سيكون الحراك أكثر تنظيمًا وأقوى من السابق بشكل تصاعدي ضد تعنت الحكومة، إلى حين الاستجابة للمطالب وإسقاط الحكومة.
وهذا الحراك تنادى به شباب العاصمة لفساد الحكومة المثبت، وملف التطبيع، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية للبلاد، واستخدام العاصمة لتصفية الحسابات السياسية وجعلها ساحة حرب وقتال نتج عنه ترويع الآمنين، وحُرقت الممتلكات، وزُهقت الأرواح، وهذا ما لا يُسكت عنه. فلن نتوقف حتى تسقط الحكومة.
في ظل المخاوف من قمع المظاهرات، ما الضمانات التي تملكونها لحماية المتظاهرين، وما الرسائل التي توجهونها للمؤسسات الأمنية؟
طبعًا، قمع المظاهرات هذا احتمال حدوثه، وسنواجه أي عنف بأجسادنا فقط، ولن نتعرض لأي مقر أو مؤسسة حكومية أو أملاك عامة أو خاصة بالتخريب أو الاقتحام. حراكنا سلمي مدني له شعارات يرفعها كل الليبيين لرفع الظلم وإيقاف الفساد والوصول بالبلاد إلى استقرار أمني وسياسي بعيدًا عن المصالح الجهوية والشخصية.
ونحن كحراك مدني سنراسل مديرية أمن طرابلس من أجل أخذ الإذن بالتظاهر، وسنطالب الحماية من المديرية.
ما هي الآلية التي وضعتها تنسيقية المظاهرات لتحقيق هدف إسقاط الحكومة؟ هل تشمل العصيان المدني، الإضرابات، أو خطوات تصعيدية أخرى؟
الخطوات القادمة التصعيدية ستكون المظاهرات بشكل أكبر وأوسع، حيث تم التنادي من قبل كل المدن في المنطقة الوسطى، وفي المنطقة الغربية، والجبل الغربي، وفي المنطقة الجنوبية، وطرابلس الكبرى، وهناك شباب معنا في التنسيق من كافة المدن لتنسيق وزيادة التواصل للضغط بشكل أكبر وأوسع بحيث يشمل كل مدن ومناطق ليبيا. وهذه الجمعة، المظاهرات ستكون أكثر زخمًا وأوسع من سابقاتها إن شاء الله.
هل جرى أي تواصل بينكم كتنسيقية وبين حكومة الدبيبة أو أي جهة رسمية في طرابلس بغرض التهدئة أو فتح باب الحوار قبل تفجّر الشارع؟ وإذا وُجد، كيف تقيمون هذا التواصل؟
بالنسبة لنا، الحكومة منتهية، ولا حوار ولا تواصل مع هذه الحكومة، وعلى الدبيبة أن يرى ويشاهد ويسمع صوت الشارع، وأن الشعب والشارع لم يعد يرغب في استمراره، وعليه أن يرحل ولا يتمترس خلف مبررات وأسباب وأوهام واهية. وعليه التنحي كي يحقن الدماء ويجنب البلاد والعباد خطر هذه الفوضى الأمنية والسياسية، هذا إذا ما زال لديه أذن صاغية وشعور بالمسؤولية والوطنية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس