أفريقيا برس – ليبيا. في بلدٍ لا تزال طبيعتهُ بكرا، ومساراته السياحية غير ممهدة، تُشكل ليبيا اليوم إحدى أكثر الوجهات السياحية التي تحمل في طياتها وعدا لم يُحقق بعد، فبين شواطئها الممتدة على البحر المتوسط، وكهوفها البحرية وسهولها الخضراء تتجسد ملامح لوحة خلابة تسر الناظرين.
ومع دخولِ فصل الصيف، وبدء موسم العطل، شاركَ المصور الليبي سند الأحلافي، تجربته الفريدة في توثيق أجمل الشواطئ، وهو المصور الذي نذر عدسته لتوثيق جمال ليبيا وجابَ المدن والقرى والخلجان وتنقلَ من شاطئ إلى آخر بحثًا عن تكوين بصري علّه يروي شيئًا من جمال بلادهِ المخفي.
يقول الأحلافي: تمتازُ الشواطئ الليبية بتنوعها إذ نجد شواطئ رملية ناعمة وأخرى صخرية بتشكيلات خلابة، ولا يمكنني تفضيل مكان عن آخر؛ لأن لكلِ شاطئ خصوصيته، وأجواءه التي تميّزه.
وإن دعتْ الحاجة للتفضيل، فمن الشواطئ التي لفتتْ انتباه المصور الليبي شواطئ رأس هلال والأثرون شرقي ليبيا، مرورًا بالبردي وقربوللي وصولاً إلى شواطئ زوارة وصبراتة غربا.
وتحتضنُ ليبيا على امتداد ساحل يتجاوز طوله 1700 كلم تقريبا شواطئ أخاذة، ولكل شاطئ منها طابعه الخاص وتضاريسه الفريدة التي تتيح للزائر خيارات متعددة من السباحة إلى الغوص والاستكشاف وحتى الاسترخاء، وإليكم أبرز 8 شواطئ وأكثرها استقطابا للزوار.
شط البدين
شط البدين: الواقع على بعد نحو 100 كيلومتر غرب مدينة بنغازي ويعدُ من الشواطئ الرملية الفسيحة ذات اللون الفيروزي الأخّاذ، وهو مقصد مثالي لمحبي الهدوء والانعزال، ويمكنك الوصول إليه سيرا من بنغازي باتجاه الغرب مرورا بمدينة سلوق.
شاطئ صبراتة
يقع قرب أشهر موقع تاريخي في المدينة، إنهُ موقع صبراتة الأثري، ويمتاز بمياهه النقية ورماله الذهبية ويبعد نحو 70 كلم غرب العاصمة طرابلس.
شط غنيمة
يوجد بمدينة الخمس شرق العاصمة بـ120 كم، ويمتاز بقربه من الآثار الرومانية في منطقة لبدة الكبرى، مما يجعل زيارته مزدوجة الطابع.
شاطئ رأس الهلال
شاطئ جبلي شهير في المنطقة الشرقية، يقع شرقي مدينة درنة ويُعد من أكثر المواقع زيارة خلال فصل الصيف، ويتميز بانحدار جباله الحادة التي تلامس البحر وشواطئه الصافية.
شاطئ كرسة
يمتاز الشاطئ الواقع غرب مدينة درنة بـ 30 كلم، بساحله الصخري ومياهه الفيروزية النقية، فبين الجروف البحرية والتعرجات الساحلية ستحظى بتجربة غوص ليس لها مثيل.
وادي الخبطة
يعد من أجمل المواقع الطبيعية شرقي ليبيا، ويقع على بُعد 24 كلم شرقي درنة، وهو عبارة عن وادي ساحلي تحيط به التلال الصخرية من الجانبين، وبه مياه عذبة تتدفق باتجاه البحر، والوصول إليه يتطلب مركبة رباعية الدفع.
شاطئ لاثرون
تلتقي في هذا الشاطئ الجروف العالية بمياه زرقاء عميقة، تتدرج بلونها الفيروزي ومن ثمّ تزداد مياهه زرقة، يعد الشاطئ الواقع غرب مدينة طبرق وجهة مثالية لمحبي الغوص، إذ سيحظى هؤلاء -بحسب الأحلافي- بتجربة فريدة حيثُ تستقر في أعماقه بقايا حضارات ومخلفات تاريخية من الحروب العالمية.
شاطئ البردي
هو شاطئ يقصده محبو الغوص والاستكشاف، وهو قريب من مدينة طبرق، وتحتوي مياه الشاطئ شعابا صخرية وكائنات فريدة، ويمكنك الوصول إليه مرور بالطريق الرابط بين مدينة طبرق والحدود المصرية.
ويعلّق الأحلافي على هذه الشواطئ: “بعض هذه الشواطئ سهلة الوصول، لكن الأجمل والأكثر عُزلة منها يتطلب مجازفة واستعدادا بدنيا”.
ويضيف أن كل رحلة نحو شاطئ غير مأهول هي مغامرة في حد ذاتها، لا سيما الكهوف البحرية والشواطئ ذات الإطلالات الجبلية، أو المحاطة بمساحات خضراء، موضحًا أنه يتعرف على هذه المواقع من الرعاة أو الصيادين أو الغطاسين، و”حتى صدفة أثناء التجوال” حسب قوله.
تكلفة منخفضة
ورغم غياب الترويج السياحي، يرى الأحلافي، أن المقارنة بين ما تقدمه ليبيا من جمال طبيعي وتكاليف السياحة مقارنة بدول الجوار يعد زهيدا، وتوجد قرب أغلب الشواطئ فنادق ومنتجعات تستقبل الزوار.
ويضيف المصور الليبي على سبيل المثال: يمكنك قضاء عطلة نهاية الأسبوع لمدة يوم مع إقامة وإعاشة وجولات بالقوارب بما لا يتجاوز 35 دولارا للفرد.
كيف تصل إلى الشواطئ؟
يمكن الوصول إلى الشواطئ والتمتع بالمناظر الخلابة عبر الرحلات الجوية التي تهبط في المطارات الدولية مثل مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، ومطار بنينا في بنغازي، ومطار مصراتة، ناهيك عن المطارات الداخلية مثل مطاري الأبرق وسبها.
وتنظم الرحلات المباشرة من تونس ومصر وتركيا والأردن وإيطاليا، وقريبا ستمتد إلى قطر والمغرب، وفي حال عدم وجود رحلات مباشرة يمكنك الوصول عبر مطار تونس ومن ثم دخول ليبيا برا أو جوًا.
الدخول برا
هناك خياران للدخول إلى ليبيا برا، الأول من مصر عبر معبر السلوم الحدودي وستكون قريبا من الشواطئ الواقعة ضمن المنطقة الشرقية، وأما الخيار الثاني فيكون من تونس عبر معبر رأس جدير، وهو الأقرب إلى الشواطئ الواقعة غرب ليبيا.
أما عن تأشيرات الدخول فهي تختلف على حسب الجنسيات، ولكن معظم الجنسيات تحتاج إلى تأشيرة دخول مسبقة، أما مصر وتونس فلهما تسهيلات خاصة وإعفاءات جزئية.
وبعد وصولك إلى المدن الكبرى مثل طرابلس أو بنغازي أو مصراتة، يمكنك التوجه نحو الشواطئ باستخدام سيارات الأجرة المحلية، أو تأجير سيارة خاصة، ويمكنك أيضًا الاستعانة بمرشد سياحي من شركات السياحة والسفر المحلية.
مبادرات فردية
ويبدي الأحلافي، أسفه على الواقع الذي يعيشه القطاع السياحي في ليبيا، مشيرا إلى أن الإهمال وضعف الإدارة وغياب الرؤية، جميعها تحديات حالت دون تطوير هذا القطاع الواعد.
ويلفت المصور الليبي الانتباه إلى وجود أماكن أثرية وتاريخية نادرة لا تحظى بالصيانة والترويج، وأضاف “نحن المصورون والمغامرون نحاول قدر الإمكان توثيق هذه المواقع وإظهارها للعالم”.
وأشار الأحلافي إلى أن ما يميز ليبيا فعلا ليس الطبيعة الخام التي لم تُمسّ بعد، أو الشواطئ التي تمتاز بالمياه الكرستالية، ولكن الكنز الحقيقي هو الإنسان الليبي “شعبنا بطبعه مضياف ويرحّب بزواره بحب وسلام، وهذا وحده كاف ليجعل من ليبيا وجهة تستحق الاكتشاف”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس