أي قوات أجنبية يريدون خروجها من ليبيا؟

5
أي قوات أجنبية يريدون خروجها من ليبيا؟
أي قوات أجنبية يريدون خروجها من ليبيا؟

أسامة علي

أفريقيا برس – ليبيا. حالة من الجدل المكتوم رافقت الإعداد للبنود الخاصة بالأزمة الليبية في مسودة البيان الختامي للقمة العربية، على يد وزراء الخارجية. لكن الخلاف بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش كان ظاهره حول شكل الصياغة، أما الباطن فهو استمرار رفض القاهرة لوجود حكومة الوحدة الوطنية، كممثلة عن ليبيا في أي محفل خارجي.

والمفارقة أن مسودة البيان، في بنودها الخاصة بليبيا، تشدد على ضرورة وقف التدخّل الخارجي في الأزمة الليبية، بما فيه ضرورة إخراج القوات الأجنبية.

حالة الرفض المصري لوجود حكومة الوحدة الوطنية ممثلةً عن ليبيا في المحافل الخارجية لم تعكس إلا جانباً من الخلافات العربية، التي تعمّق قضية التدخّل الخارجي في الملف الليبي. فمقابل الرفض المصري هناك اعتراف جزائري معلن بهذه الحكومة وشرعيتها. فلو كانت القمة العربية في إحدى عواصم الدول ذات المواقف المشابهة للموقف المصري، هل كان ليتوفر للمنقوش مساحة لإبداء رأيها، فضلاً عن فرض نفسها كممثلة لبلادها؟

إزاء هذه الحالة العربية المتشظية والحادة في مواقفها تجاه الملف الليبي، قد يتساءل أي مراقب حول جدية مطلب خروج القوات الأجنبية من ليبيا.

فعلى الضفة الأخرى حكومة شكلها مجلس النواب، تحظى بدعم مصري، هي في الحقيقة تعمل في أراضٍ تتواجد فيها قوة أجنبية قدمت من موسكو. ووجود هذه الحكومة لا يزال مشرعاً بغطاء سياسي من مجلس النواب. وبالتالي حالها لا يختلف بشكل كبير عن الحالة التي تعيشها حكومة الوحدة الوطنية مع شريكها التركي. فعن أي شرعية حكومية يتحدث العرب؟ وأي قوة أجنبية يريدون لها الرحيل من ليبيا؟

قبل سنوات حشدت ألمانيا، بدعم من عواصم كبرى وتحت غطاء أممي، لمؤتمر حول ليبيا. وعند انعقاده في برلين، في يناير/كانون الثاني 2020، كانت الحالة الليبية تشبه ما عليه الآن، حكومتين وبرلمانين وقوات مسلحة لدى الطرفين، لكن أياً من الطرفين لم يُمثل ليبيا في ذلك المؤتمر، على الرغم من الاعتراف الأممي والدولي بحكومة الوفاق الوطني وقتها.

وتم في المؤتمر خلق مسارات لحل الأزمة لا تزال تدار على أساسها ومنطلقها كل المبادرات والجهود، سواء المحلية أو الدولية، وآخرها خريطة طريق جنيف، التي تمكنت من توحيد السلطة التنفيذية بعد سنوات من الانقسام الحاد. فما الذي يمنع العرب من اتخاذ الموقف نفسه، والوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف، خصوصاً أن ميثاق الجامعة وكل لوائحه ضربت القمم السابقة بها عرض الحائط وخرقتها مرات ومرات!

صحيح أن آمال العرب، ومنهم الليبيون، لم تعد معلّقة منذ سنوات طويلة بالقمم العربية، وما قد تنتجه لصالحه. لكن المفيد في استمرار هذه القمم هو انكشاف المزيد، ومنها أن دولاً عربية كانت إلى وقت قريب تدعم طرفاً مسلحاً جهاراً نهاراً، بل وتشارك إلى جانب الفرنسيين والروس في الحرب على طرابلس لمدة عام ونصف العام، وهي نفسها اليوم تشدد على ضرورة إخراج القوات الأجنبية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here