أفريقيا برس – ليبيا. توقعت منظمة الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، اختفاء ثقب الأوزون بحلول منتصف القرن الحالي، مؤكدة أن «ثقب الأوزون في العام 2024 كان أصغر مما كان عليه خلال الفترة من 2020 إلى 2023».
ويعود ذلك بصورة جزئية إلى الظواهر الجوية الطبيعية التي تؤدي إلى حدوث تقلبات سنوية، إلا أن العامل الحاسم هو تراجع استخدام المواد المستنفدة للأوزون التي صنعها الإنسان على مدى العقود الماضية، وفق وكالة «فرانس برس».
وقد اكتُشف ثقب الأوزون للمرة الأولى فوق القارة القطبية الجنوبية في العام 1985 بواسطة ثلاثة من العلماء البريطانيين، وهو منطقة في الغلاف الجوي العلوي فوق القطب الجنوبي تتسم بوجود ترقق شديد في طبقة الأوزون، بصورة تقلل قدرتها على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
ويحدث ذلك بشكل موسمي كل ربيع بسبب تفاعلات كيميائية تتضمن مركبات الكلور والبروم المستنفدة للأوزون، بالإضافة إلى الظروف الجوية الخاصة فوق القطب الجنوبي.
الاهتمام بالتحذيرات العلمية
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في بيان: «تحقيق التقدم فيما يتعلق بتعافي الأوزون ممكن عندما تُأخذ الدول في الاعتبار تحذيرات العلم»، مشددا على أن «التعاون العالمي في العقود الأخيرة أتاح فرصة للتعافي».
وتُصفّي طبقة الأوزون الستراتوسفيرية أشعة الشمس فوق البنفسجية التي يُمكن أن تُسبب السرطان، وتُضعف جهاز المناعة، وتُلحق الضرر حتى بالحمض النووي للكائنات الحية، بحسب «فرانس برس».
أسباب انخفاض مستوى استنفاد الأوزون
شرحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن «انخفاض مستوى استنفاد الأوزون الذي سُجِّلَ عام 2024 يرجع جزئيا إلى عوامل جوية طبيعية، بالإضافة إلى الجهود الدولية الإيجابية للتعامل مع تلك الأزمة».
وأوضحت: «بروتوكول مونتريال المُوقّع في العام 1987 وضع حدا بـ99% لإنتاج واستهلاك معظم المواد الكيميائية المُستنفدة للأوزون».
العودة إلى مستويات ثمانينات القرن العشرين
توقعت المنظمة أن تعود طبقة الأوزون إلى المستويات التي كانت عليها في ثمانينات القرن العشرين «بحلول منتصف هذا القرن».
وأضافت: «من شأن ذلك الإقلال من مخاطر إعتام عدسة العين وسرطان الجلد، والحد من تدهور النظام البيئي الناتج من التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية».
يشار إلى أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة توقّع، في أحدث تقييم له بمطلع العام 2023، أن «استمرار السياسات الحالية يساعد على عودة طبقة الأوزون إلى المستويات التي كانت عليها -تقريبا- في العام 1980 (قبل ظهور الثقب) بحلول عام 2066 فوق القارة القطبية الجنوبية، و2045 فوق القطب الشمالي، و2040 في بقية أنحاء العالم».
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس