الذكاء الصناعي أداة قادة اليمين المتطرف للهجوم على المهاجرين

1
الذكاء الصناعي أداة قادة اليمين المتطرف للهجوم على المهاجرين
الذكاء الصناعي أداة قادة اليمين المتطرف للهجوم على المهاجرين

أفريقيا برس – ليبيا. وسط كومة قمامة، يَظهر برج بيغ بن اللندني الشهير، مغطى بكتابات غرافيتي بالعربية، والدخان يتصاعد منه، محاطا بحشد من الناس يرتدون ملابس إسلامية، في مقطع فيديو مُولّد بالذكاء الصناعي، يقدّم مشهدا خياليا للعاصمة البريطانية سنة 2050.

وهذه المقاطع التي تتضمن مشاهد مستقبلية متخيّلة لمدن أوروبية، تبدو فيها وقد تغيّرت جذريا بفعل الهجرة الجماعية، تحظى بإعجاب كبير من قادة اليمين المتطرف الذين يروجون لها على وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز نظرية «الاستبدال العظيم»، وهي نظرية مؤامرة مفادها أن مهاجرين يحلّون مكان الأوروبيين البيض.

ويشرح خبراء لوكالة «فرانس برس» أن إنشاء مثل هذه المقاطع بسرعة كبيرة بات ممكنا باستخدام برامج الدردشة الآلية الشعبية، على الرغم من وجود ضوابط يُفترض بها أن تحول دون نشر مواد مسيئة.

وأعاد الزعيم اليميني المتطرف البريطاني تومي روبنسون مثلا نشرَ مقطع الفيديو «لندن في 2050» على منصة «إكس» في يونيو، وحصد أكثر من نصف مليون مُشاهَدَة. وفي سبتمبر الماضي ، نظّم روبنسون الذي نشر مقاطع فيديو مماثلة مُولّدة بالذكاء الصناعي لنيويورك وميلانو وبروكسل أكبر تظاهرة منذ سنوات لليمين المتطرف في وسط لندن، بمشاركة أكثر من 110 آلاف شخص، احتجاجا على الهجرة.

إلا أن منصة «تيك توك» حظرت الحساب المُنشئ لمقاطع الفيديو التي نشرها روبنسون. وتؤكد المنصة أنها تمنع الحسابات التي تُروّج بشكل متكرر لتوجهات وعقائد قائمة على الكراهية، ومن بينها نظريات المؤامرة.

صور نمطية مسيئة
ونشرت النائبة الإيطالية في البرلمان الأوروبي سيلفيا ساردوني، من حزب «ليغا» اليميني الشعبوي، مقطع فيديو مماثلا عن ميلانو على «فيسبوك» في أبريل، وعلّقت سائلة «هل نريد حقا مستقبلا كهذا؟». بينما نشر زعيم «حزب الحرية» الهولندي غيرت فيلدرز مقطع فيديو مُولّدا بالذكاء الصناعي لنساء يرتدين الحجاب بعنوان «هولندا في 2050»، ضمن حملته لانتخابات أكتوبر.

ولاحظت الأكاديمية في كلية «لندن سكول أوف إيكونوميكس» للاقتصاد بياتريس لوبيز بواركيه التي تجري أبحاثا عن السياسة الرقمية ونظريات المؤامرة أن المقاطع من هذا النوع تُضخّم «الصور النمطية المسيئة التي قد تُؤجج العنف». وأضافت في حديث لوكالة «فرانس برس» أن «عملية نشر التطرف الواسعة التي يتيحها الذكاء الصناعي تتفاقم».

استغلال برامج الدردشة الآلية
ويعود إلى الكاتب الفرنسي اليميني المتطرف رونو كامو الترويج لنظرية «الاستبدال العظيم» للسكان الأوروبيين بمهاجرين بتواطؤ من النخب.

ولاختبار أدوات الذكاء الصناعي، طلبت وكالة «فرانس برس» من برامج «تشات جي بي تي» و«جيميناي» و«فيو 3» عرض صور لندن ومدن أخرى في عام 2050، ووجدوا أنها تُنتج عموما صورا إيجابية إلى حد ما. لكنّ الخبراء الذين قابلتهم وكالة فرانس برس أوضحوا أن من السهل توجيه برامج الدردشة الآلية لإنشاء صور عنصرية.

ويُحذّر رئيس قسم الأبحاث في «إيه آي فورنسيكس» سلفاتوري رومانو من أن أيًا من هذه البرامج لا يتمتع بدقة تامة. ويرى أن ذلك «يمكن الجهات الخبيثة من استغلال برامج الدردشة الآلية لإنتاج صور تشبه تلك المتعلقة بالمهاجرين».

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن ليبيا عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here